شبّه رئيس حركة النهضة في تونس، راشد الغنوشي، تداعيات مقتل جمال خاشقجي، بالمناخ الذي ساد في تونس بعد حرق محمد البوعزيزي نفسه في ديسمبر 2010، وأدى لاندلاع الثورة، آنذاك، وتساءل متتبعو تصريح الغنوشي هل ستكون هناك ثورة تحرق السعودية مثلما احرقت ثورة الياسمين تونس في 2011؟ . وقال الغنوشي في كلمة ألقاها أمام كوادر حركة النهضة: المناخ السياسي العالمي حاليا، يشبه المشهد التراجيدي الذي شهدته سنة 2010 باحتراق الشاب محمد البوعزيزي، وما فجره من تعاطف إقليمي ودولي، ونقمة ضد نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، والظروف التي قذفت به إلى ذلك المشهد . واعتبر الغنوشي أن مقتل خاشقجي أيقظ الضمير الإنساني من سباته، من خلال رفض منطق المصالح السائد بين الدول والإصرار على الوصول إلى الحقيقة كاملة وكشف مدى قوة الإعلام والقيم الإنسانية أمام ضعف الدول والمصالح، والضمير الإنساني تحرك معززا بقوة الإعلام الحديث، بما خلق حالة انفلات وزلزلة وضغط على الحكومات لتخرج الحقيقة إلى النور. وأصدرت حركة النهضة بيانا دانت فيه بشدة مقتل خاشقجي، ووصفت قتله بأنه جريمة بشعة تتنافى مع قيم الإسلام في حماية الأنفس البشرية وصيانة الأعراض، وتتصادم مع القوانين والأعراف الدولية. يذكر أن خاشقجي، 59 عاما، قتل بعد دخوله إلى القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر الجاري. وبعد أكثر من أسبوعين على اختفائه، أقرّت السلطات السعودية بمقتله وفسرت ذلك بوقوع شجار بينه وبين متواجدين في القنصلية السعودية في اسطنبول. موقف أوروبي منسق بشأن قضية خاشقجي اعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أنه من الضروري أن يكون لدى الدول الأوروبية موقف منسق تجاه قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ووفقا لبيان صدر عن قصر الإليزيه، فقد اتفق ماكرون مع ميركل على ضرورة إيجاد موقف منسق على المستوى الأوروبي مستقبلا حول مسألة فرض عقوبات محتملة ضد السعودية فيما يتعلق باغتيال خاشقجي. وشارك كل من ماكرون وميركل مع الرئيسين الروسي والتركي فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في القمة الرباعية حول سوريا في اسطنبول. وقد أكدت السعودية رسميا قبل أسبوع وفاة خاشقجي جراء شجار واشتباك بالأيدي وقع داخل قنصليتها العامة في اسطنبول، وأعلنت توقيف 18 شخصا على ذمة التحقيق. محاكمة في المملكة قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن المسؤولين عن قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، سوف يحاكمون في المملكة، وإن التحقيق معهم سيستغرق وقتا. وأضاف، خلال حديثه في مؤتمر أمني إقليمي يعقد في العاصمة البحرينية المنامة، أن هؤلاء: مواطنون سعوديون. وهم يحتجزون في السعودوية، والتحقيق يجري معهم في السعودية، وسوف يحاكمون في السعودية . وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد طالب بترحيل السعوديين ال18 الذين تقول السلطات إنهم ضالعون في قتل خاشقجي. وحذر وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس من أن جرائم مثل قتل خاشقجي تزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن بلاده ستتخذ اجراءات إضافية لمحاسبة المسؤولين. وقال وزير الدفاع الأمريكي في حديثه أمام المشاركين في المؤتمر الأمني حوار المنامة : بالنظر إلى مصلحتنا الجماعية لإرساء السلام واحترام حقوق الإنسان، مقتل جمال خاشقجي يجب أن يقلقنا جميعا . وأضاف ماتيس: تقاعس أي أمة عن الالتزام بالمعايير الدولية وحكم القانون يقوض الاستقرار الإقليمي الذي تحتاجه المنطقة الآن أكثر من أي وقت مضى . وأشار ماتيس في كلمته إلى أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، ألغى بالفعل عددا من تأشيرات الدخول للولايات المتحدة للمشتبه بهم في القضية وسيتخذ إجراءات أخرى جديدة. وقد قتل خاشقجي، الذي كان يعيش في منفى اختياري في الولاياتالمتحدة، خلال زيارة له لقنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من أكتوبر الجاري. وألقت السعودية القبض على عدد من الأشخاص يشتبه بأنهم على علاقة بالحادث، بعدما أثارت القضية غضب الولاياتالمتحدة وحلفاء آخرين. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال منذ عدة أيام إن مسؤولين سعوديين أداروا ما وصفه بأسوأ عملية تغطية في التاريخ، وقال يجب أن يكون هناك نوع من العقاب. وقال الجبير إن علاقات الرياض مع الولاياتالمتحدة محصنة، وسط ما وصفه بهيستريا وسائل الإعلام بشأن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في 2 أكتوبر. وقال الوزير السعودي أيضا إن سياسة إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخارجية تتمتع بالعقلانية والواقعية، وهذا ما تؤيده جميع دول الخليج. وأشار إلى أن السعودية تقاتل رؤية إيران الظلامية في الشرق الأوسط.