تعيش الاسر الجزا ئرية على وقع ممارسات وسلوكيات مكتسبة ومتوارثة ابا عن جد وهو ما جعلها تتميز بعادات وتقاليد تختلف من مكان الى آخر سواء في اللباس أوالأكل، الا انه في الآونة الاخيرة تشهد العديد من هذه المجتمعات اندثار الكثير من هذه العادات والتقاليد كما بقيت متمسكة بالقليل منها كتمسكها بطبق "الطمينة " او ما يسمى "بالزرير" عند العائلات الباتنية او "تقنت" لدى التلمسانيين وغيرها من التسميات الأخرى، الا انها عادت بقوة كطبق اساسي في العديد من المناسبات. على الرغم من اندثار الكثير من العادات والتقاليد الجزائرية، لازالت عادة "الطمينة" على حالها وذلك بالرغم من بروز العديد من الاطباق والحلويات العصرية، فلازالت الأوفر حظا في معظم المدن الجزائرية، "السياسي" جالت أرجاء العاصمة، لتحري تمسك الجزائريين بهذه العادة ونقل بعض آراء ووجهات المواطنين في هذه العادة. الحلويات العصرية لم تستطع الوقوف في وجه "الطمينة" "الزرير" الباتني او "تقنت" التلمسانية او "الطمينة"، كما يسميها أغلبية الناس في القطر الجزائري، فرغم اختلاف تسمياتها وكيفيات تحضيرها، الا أن الكثيرين لا يستغنون عنها في العديد من المناسبات خاصة الدينية منها، وفي ذات السياق، تقول خالتي فاطمة "هناك تسميات اخرى للطمينة الجزائرية، فهناك من يسميها بالزرير مثل العائلات الباتنية، لكن رغم اختلاف تسمياتها وتحضيراتها، الا ان التمسك بها لازال موجودا"، لتضيف قائلة "قعدة المولد تكون بالّطبع والشان مع الطمينة وبلابيها ما تحلى القعدة"، فرغم الاختلاف في مستلزمات وطريقة تحضيرها، الا ان لها مكانتها الخاصة والتي لا يمكن تعويضها بأي نوع من هذه الحلويات العصرية، لتقول آمال "للطمينة مكانتها الخاصة ولا يمكن تعويضها بأي نوع من الحلويات خاصة فيما يخص مناسبات الازدياد والمولد النبوي الشريف"، لتضيف "رغم بروز العديد من الاطباق الشبيهة بها، الا ان ذلك لا يعوضها في الافراح". تربعت على عرش "السبوع" والمولد النبوي الشريف وحتى الأعراس تأتي عادة اكل "الطمينة" في مقدمة عادات الشعب الجزائري وذلك في الاحتفال بالعديد من المناسبات كحفل الازدياد والمولد النبوي الشريف وحتى حفلات الزواج، فبالرغم من ازدحام المائدة الجزائرية بألوان كثيرة من الاطباق الشعبية والمأكولات الضاربة في عمق التاريخ، الا ان "للطمينة" مكانة ازلية، فأينما حللت وارتحلت داخل ربوع الجزائر ومهما تعددت كيفيات تحضيراتها، الا ان لها مكانة لا تعوضها أي نوع من الحلويات، وفي هذا الصدد، تقول مريم "ان نكهة الطمينة في مثل هذه المناسبات لا يعوضها أي نوع من الحلويات"، اما الحاجة فاطمة، فقالت "بالرغم من زوال العديد من الاطباق والحلويات التقليدية، الا ان مجتمعنا لايزال يحتفي في العديد من المناسبات بالطمينة، فلا يمكن الاستغناء عنها خاصة في المولد النبوي الشريف وحفلات الازدياد، فهي مفيدة للنافس والمرضعة". فهناك ما يشبه إجماعا في الجزائر على احياء مناسبة "السبوع" للمواليد الجدد وذلك بتقديم ربات البيوت "الطمينة" في مجالس الافراح والمولد النبوي الشريف وغيرها من المناسبات، وفي هذا الصدد، اجمعت العديد من السيدات ممن التقتهم "السياسي" في ارجاء العاصمة على أن "للطمينة" عادة حميدة توارثتها من طرف الاجداد، اذ تتميز بها العديد من العائلات الجزائرية خاصة في المناسبات الدينية كتخليد مولد سيد البشر، لتنتقل هذه العادة الى افراح الجزائر واصبحت "الطمينة" حاضرة في الاعراس الجزائرية، وفي هذا الصدد، اعربت مونية قائلة "لقد اصبح للطمينة مكانتها الخاصة ولا يمكن لاي طبق ان يحتل مكانها، فقد اصبحت حاضرة حتى في الأعراس وكذلك في اليوم الثاني من العرس، حيث تقوم بتحضيرها عائلة العروس ويقومون بإحضارها إلى بيت العريس".