تتضمن الحساسية تفاعلات غير عادية للميكانيكيات المناعية الطبيعية ضد غزو المواد الغريبة. وتعرف المواد التي تحفز الاستجابة المناعية بأنتيجينات antigens أو بمولدات المضادات. وعندما تكون استجابة الجسم غير عادية تسمى الأنتيجينات ذات العلاقة بالمواد المثيرة للحساسية allergens. ولقد درس كل من Baldo وwirgley عام 1984م الحبوب كمواد مثيرة للحساسية. تظهر الحساسية بفعل مواد تدخل الجسم عن طريق التنفس أو التناول بالفم أو بفعل مواد تلامس الجلد. ويحتوي غبار الحبوب على حبوب اللقاح وأجزائها الصغيرة التي تتراوح مقاساتها بين 1 و5 ميكرونات. ويرتفع هذا الغبار عند تداول الحبوب ويصبح مصدراً للأنتيجلينات التي تدخل الجهاز التنفسي. ومن المحتمل أن يستنشق أي شخص بعض حبوب اللقاح للحبوب أو أنواع غبار أخرى مختلفة، ولكن الأفراد العاملين في تداول الحبوب هم الأكثر عرضة لإسْتنشاق غبار الحبوب. ومن ضمن حساسية الحبوب ما يسمى بمرض (ربو الخبازين) وهو حساسية مرتبطة بالحبوب، وقد عُرف منذ فترة طويلة. وكما يدل اسمه فهو الأكثر شيوعاً بين الأفراد الذين يتداولون الدقيق بصورة مستمرة، وحالياً تم تمييزه بأنه غلوبيولين مناعي يظهر من استنشاق الدقيق المحمول بالهواء وغبار الحبوب. ونظراً لأن هذا هو مرض مهني فقد انخفض انتشاره نتيجة لتحسن طرق تداول الدقيق وغباره، ومع هذا فهناك فئات كبيرة من الخبازين والطحانين ما زالت تعاني من بعض أعراض الحساسية. لقد أجريت دراسات عديدة على التأثيرات الضارة لإسْتنشاق غبار الحبوب شملت عمل مقارنات بين الأفراد المتداولين للحبوب وقاطني المدن. ولقد أشارت دراسة أمريكية إلى أن اسْتنشاق غبار الحبوب قد سبب مشاكل خطيرة في الرئة، وكانت الإصابة بمرض التهاب القصبة الشعبية المزمن chronic bronchitis عالية بصورة معنوية في فئة المتداولين للحبوب مقارنة بعينات المقارنة. لوحظ أن لهذه الفئة صفيراً عند العمل (الربو المهني) وتعاني من انسداد في المجاري التنفسية. وبالمقارنة مع التدخين، فإن التعرض لغبار الحبوب يؤدي إلى زيادة أعظم في الأعراض، ولكنه يماثل التدخين أو أقل من حيث التأثير على وظيفة الرئة. وفي دراسات أخرى استعملت فيها اختبارات وخز الجلد Skin-prick tests كوسيلة للكشف عن الحساسية، ثم التأكد من حدوثها بعد التعرض لغبار الحبوب. في الوقت الذي اتّضح فيه أن استنشاق الغبار ضار ومسبب للحساسية، فإن مسببات الأعراض التي تعود بصورة محددة للحساسية لا يمكن تحديدها بسهولة بسبب اكتشاف أعراض مماثلة بدون حساسية. ومرض( السيلياك) ما يعرف ب(مرض الأحشاء) هو أيضاً حالة مرضية تؤدي إلى فقدان شعيرات الامتصاص (villi) في جدران الأمعاء وإلى تحلل تلك الجدران، ويسببها بروتين الغليادين (gliadin) أو البروتينات المماثلة. الأسماء الأخرى التي يعرف بها هذا المرض هي حساسية الغلوتين ومرض الأحشاء والإسهال . وتظهر أعراض هذا المرض بسبب انخفاض امتصاص العناصر الغذائية في الجسم، وهي مماثلة لأعراض نقص الفيتامينات والمعادن، كما يؤدي المرض إلى تخفيض وزن الجسم. حبوب الإفطار المصنوعة من الذرة تؤثر في نخر الأسنان ما زال سبب هذا المرض غير معروف، إلا أن هناك بعض الأدلة على أنه يحصل من عيب وراثي يتعلق بغياب الأنزيم الضروري لهضم الغليادين، وبدلاً من ذلك فقد يتضمن مرض حساسية في الجهاز الهضمي، وأغلب المصابين بهذا المرض هم من الأطفال. وتظهر الأعراض عند تغذيتهم بالحبوب لأول مرة. في الأطفال السليمين تمتص الخلايا المبطنة للأمعاء الرفيعة العناصر الغذائية التي تمر في حينه إلى الدم ولكن تلك الخلايا تتهيج وتصبح تالفة في مرض السيلياك (مرض الأحشاء) ويؤدي عدم قدرة الأمعاء على الامتصاص إلى ما يلي من الأعراض: - التقيؤ. - خروج براز غير عادي يحتوي على عناصر غذائية غير ممتصة. - إنْتفاخ البطن. - فقدان الشهية للطعام (anorexia). - فقر الدم. - كساح للأطفال (rickets). - نمو غير طبيعي. وعندما تكون أعراض المرض بسيطة فإنها قد لا تلاحظ، ولكن في فترة البلوغ فإنها قد تؤدي إلى تدهور الصحة بصورة عامة مع انخفاض في الوزن والإحساس بالتعب والشعور بليونة العظام. وعندما يشخص المرض في البالغين فيبدو أنهم قد ولدوا بهذا المرض، ولكن أعراضه لم تظهر عليهم إلى في فترة البلوغ فقط. وبروتين الغليادين يوجد في القمح والشيلم والشوفان والشعير والترتيكالي. أما الذره الشامية والأرز والدخن والذرة الرفيعة، فتعتبر خالية من بروتين الجليادين الذي يسبب الحساسية