عرف داء السل الخطير معدلات قياسية بارتفاع مؤشر الإصابة بالداء الخبيث، الذي بات يتفشى بالولاية وسط ارتفاع عدد الحالات إلى 1378 حالة، حسبما كشفت عنه مصادر مطلعة من محيط مديرية الصحة والسكان بوهران. التي أشارت إلى تسجيل 735 حالة تتعلق بداء السل الرئوي الذي يعد أخطر أنواع السل، في حين تم تسجيل 630 حالة لداء السل العادي، وهي الأرقام التي تم تسجيلها منذ مطلع سنة 2015 إلى يومينا هذا، حسب مصالح مدرية الصحة. وفي سياق متصل، أكدت مصادر أخرى من محيط مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بالمستشفى الجامعي بوهران، أن انتشار الحالات المتعلقة بتفشي داء السل مرده اكتساح العدوى، خاصة في وسط العائلة الواحدة، الأمر الذي يستدعي الحيطة والحذر وتجنب الإصابة بالعدوى بحكم خطورة الوباء الذي يقود إلى حد وفاة المريض في حالة عدم الامتثال للعلاج ومتابعة المراحل العلاجية بانتظام، خاصة وأن مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية تستقبل من 4 إلى 5 حالات جديدة بشكل يومي من منطلق أن غالبية الحالات تقدم حتى من الولايات الغربية المجاورة، مما يجعل المصلحة تعيش حالة استنفار قصوى، في ظل الاكتظاظ والضغط وتزايد عدد الحالات المتوافدة على المصلحة، ناهيك عن مشكل نقص الأسرّة وسبل التكفل بكل المرضى. وفي السياق ذاته، أردفت ذات المصادر التي أوردت المعلومات، أنه تم إحصاء 24 شخصا مصابا في كل 100 ألف نسمة بعاصمة الغرب الجزائري وأن أزيد الحالات المصابة تكثر في أوساط العائلات المعوزة، والتي تتوزع عبر أحياء عاصمة الغرب الجزائري، خاصة عقب الانتشار الكبير للبنايات الهشة والمنزوية والبيوت القصديرية التي أضحت تشكل نقطة الخطر التي تفتقد لأدنى شروط الحياة الخاصة، مما يؤدي إلى انتشار مرض السل، في ظل انعدام التكفل الصحي بتلك المناطق التي طالها التهميش الذي يصيب بكثرة الفئات المعوزة وتحديدا سكان القصدير والمناطق النائية. وللإشارة، فإن هناك انتشار كبير للحالات التي تجهل إصابتها بداء السل وأنواع السل الغددي الذي ينتشر عن طريق ملامسة الأشياء بالأماكن العامة، الحافلات أو الأدراج وتناول الغذاء دون غسل اليدين، حيث شددت المختصون على ضرورة مراعاة شروط الوقاية وعزل المصاب بداء السل، خاصة السل الرئوي الأكثر انتشارا والاهتمام بنظافة المحيط، خاصة من خلال التنفس ولمس الأشياء في الأماكن العامة