❊ الدفتيريا تضرب عدة بلدان حذّر الدكتور فيصل بن زعتر، المختص في الطب العام من مصلحة الطب الجواري بئر مراد رايس، المسافرين بشكل خاص والمتوجهين نحو دول أوروبا الشرقية خلال هذا الصيف، من عدوى "الخناق" أو ما يُعرف بعدوى "الديفتيريا" ؛ حيث إن الدول الأوروبية خصوصا شرق أوروبا، تشهد، هذه الفترة، ارتفاعا كبيرا في حصيلة الإصابات أكثر من السنوات الماضية، مشيرا الى أن أخذ تدابير الحيطة والحذر للوقاية من الإصابة، أمر بالغ الأهمية؛ تفاديا للإصابة بوباء جديد، قد يهدد الصحة العمومية. أوضح المختص أن "الخناق" هو عدوى بكتيرية معدية، قد تكون قاتلة. وهي تصيب، بشكل خاص، الأنف والحنجرة، وقد تطول الجلد. وهي عبارة عن عدوى تنتقل من الشخص المريض الى الشخص السليم عن طريق الاتصال المباشر بالشخص، وقد تنتقل عبر الهواء من خلال رذاذ العطس، أو اللعاب أو السعال، مؤكدا أن الدفتيريا مرض معد وخطير، يمكن أن يكون قاتلا إذا لم يتم التكفل بالمصاب سريعا، وبطريقة فعالة، وفق البروتوكول العلاجي الصحيح. وأشار الدكتور فيصل بن زعتر الى أن أعراض الإصابة تظهر على شكل آلام في الحلق، وصعوبة في التنفس، وبحة في الصوت، وصعوبة الكلام بسبب تورم الحلق والغدد اللمفاوية في الرقبة، وحتى بروز طفح جلدي في بضع الحالات؛ نتيجة بكتيريا مفرزة للسموم تنتشر عبر الجهاز التنفسي العلوي، ما يؤدي إلى تلك الإصابات. ونبّه المتحدث الى أن من الضروري استشارة الطبيب في حال الشعور بأعراض مماثلة وعدم الاستهانة بها، أو إجراء تشخيص ذاتي. وشبّه الأعراض بالأنفلونزا أو نزلة برد، إذ يمكن أن تكون أخطر من ذلك. وقال إن التكفل غير الفعال يمكن أن يؤدي الى الوفاة. وبروتوكول علاجه كغيره من البكتيريا، يكون من خلال مضادات حيوية، وكذا مضادات سموم، ومن خلال تطعيم خاص ضد الدفتيريا، موضحا أن فترة حضانة العدوى هي من يومين الى 5 أيام، يمكن أن تمتد إذا لم يتفاعل المصاب مع العلاج. وأكد الطبيب أن الجزائر شهدت من قبل حالات إصابة بالخناق، خصوصا جنوب الوطن، وبعض المناطق الحدودية نتيجة العدوى التي انتقلت من الدول المجاورة، اتخذت حينها الوصاية تدابير عاجلة لتفادي تفشي العدوى بإجراء تطعيم، واحتواء المشكل الصحي. واليوم نعيش تهديد انتقال العدوى من الدول الأوروبية، لا سيما أنه تم إنذار ببلوغ عدد من الإصابات الكبيرة ببعض دول شرق أوروبا، ما يستدعي أخذ الحيطة والحذر لمنع انتقال العدوى. وفي الأخير نبّه الطبيب إلى الالتزام بقواعد السلامة والوقاية؛ كاحترام التباعد الجسدي، والحفاظ على نظافة اليدين، وسلامة الطعام. وعلى المسافرين نحو تلك الدول التي تفشى فيها هذا النوع من المشاكل الصحية، بأخذ جميع التدابير الصحية اللازمة للوقاية، وحماية الصحة من أي عدوى، موضحا أن على المسافر تبنّي ثقافة مطالعة أنواع الفيروسات والأوبئة والأمراض التي قد تكون منتشرة في الدولة التي هو بصدد السفر نحوها؛ لاتخاذ التدابير الوقائية، والابتعاد عن احتمالية حمل العدوى، ومنع تفشيها عند عودته، لأن بعض الفيروسات تنتقل « كالنار في الهشيم! » ، ولا تتطلب إلا بضعة أشهر لتحوّلها الى وباء قد يصعب أو يستعصي محاصرته والقضاء عليه، مثل ما شهد العالم قبل فترة؛ بسبب وباء كورونا.