من المقرر أن ينظم اليوم الأطباء والشبه طبيين وعمال الصحة بمختلف رتبهم، اعتصام وطني عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية عبر الوطن، وذلك للتنديد بظروف العمل المزرية التي يزاولون من خلالها مهامهم الطبية والتي حالت دون التكفل الجيد بالمرضى، رافضين أن يتم تحميلهم مسؤولية أي وفاة ووصفهم بالإهمال في ظل الحملة الشرسة التي يتعرضون لها مؤخرا، والتي يقابلها نقص كبير في وسائل العمل لأجل خدمات صحية جيدة. وفي ذات السياق، اشتكى الأطباء والشبه طبيين وعمال الصحة من ظروف العمل عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية، منددين بالحملة الشرسة التي يتعرضون لها مؤخرا على خلفية وفاة المرأة الحامل وجنينها بولاية الجلفة والتي تم على إثرها حبس ثلاث قابلات ومساعد ومناوب، مؤكدين أن الصورة الواقعية تعكس الظروف المزرية التي يمارس من خلالها موظفي الصحة مهامهم، بما فيهم القابلة التي تقوم سبعين امرأة في ليلة واحدة بسبب نقص القابلات بالمستشفيات وأيضا الممرضة التي يقدم العلاج ل120 رضيع خلال ساعتين، وجراح يجري 15 عملية في ليلة واحدة وفي نفس الوقت، ينزل بعد كل عملية 4 طوابق إلى مصلحة الاستعجالات لمعاينة الحالات الموجودة في المقابل يكون مسؤولا عن أي حالة تسوء في 6 مصالح أخرى كل واحدة بها ثمانون مريضا. وأضاف ذات المتحدثين فيما يتعلق بظروف العمل التي دفعت بهم إلى قرار الاعتصام، أن بعض الممرضات يغمى عليهن من شدة الإرهاق وقلة النوم، وأخريات يصبن بنوبات عصبية لأنهن في العمل ل24 ساعة دون نوم، ومراقبين طبيين يعملون لأشهر دون أي يوم راحة بما في ذلك الجمعة والسبت والأعياد وبعد ذلك يحصل على خصم لأنه خرج ساعة واحدة ليغتسل، وأطباء لم يناموا ليلة واحدة منذ أشهر فحتى لو لم تكن المناوبة الخاصة به يكون الأمل الوحيد لإنقاذ مريض تعقدت حالته وأيضا ممرضين لم يأخذوا عطلة منذ سنوات لنقص الكادر البشري، منددين بكل هذه الظروف وبحملة التهجم عليه ووصفهم بالإهمال واللامبالاة. من جهة أخرى، أٌقرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تعليمة لمديري الصحة تلزمهم من خلالها بضرورة تحسين نوعية الخدمات الصحية خاصة ما تعلق بالتكفل الطبي بالمريض وكيفية تحويل المرضى، مشددة على ضرورة أن يكون مديري الصحة ومسؤولي الهياكل الاستشفاية على اطلاع كامل بما يحدث داخل المستشفيات حتى لا يكون هناك تجاوزات. وأكدت الوزارة، حسب ذات التعليمة، على ضرورة توفير أحسن الخدمات الصحية للمريض، منها توفير أطباء متخصصين وحتى نفسانيين مع استغلال كل الوسائل المتاحة وحسن استقبال مرافقي المريض وتقديم كل الشروحات لهم، وفي حالات التحويل، شددت الوزارة على ضرورة الحصول على إذن موافقة مسبق من طرف المؤسسة المستقبلة وفي حال الحالات المستعجلة يتم نقلهم إلى العيادات الخاصة مع استخدام الوسائل المتوفرة للنقل. أما بالنسبة للاستعجالات الطبية، أكدت الوزارة على ضرورة توفير كل الأجواء والإمكانيات والطاقم الطبي، بالإضافة إلى نظافة المكان وشرعة التكفل بالمريض وعقد اجتماعات دورية مع الطاقم الطبي لحل المشاكل في القطاع وكل الوحدات.