بدأت تتوافد الدفعات الأولى من الحجاج الجزائريين عبر مطارات الوطن بمختلف الولايات، وكلهم فرح وسرور بعودتهم إلى ذويهم سالمين غانمين بعد تمكنهم من أداء ركن من أركان الإسلام الخمسة لا يقل أهمية عن الأركان الأخرى. ويطبع استقبال الحجاج ظروف وعادات خاصة على مستوى الأسر الجزائرية التي لا تبخل في إظهار الفرحة والسرور منذ قدوم الحاج من المطار إلى غاية وصوله إلى البيت، بحيث يستقبل بالزغاريد والعناق والتهاني التي تطبعها عادة الدموع الممتزجة بالفرحة العارمة بعودة الحاج أو الحاجة سالمين غانمين، وبعدها تقام ولائم خاصة على شرف الحجاج يلتف من حولهم الأقارب والأحباب ويلامسونهم باعتبارهم كانوا قريبين من الكعبة المطهرة التي تعبق ريحُها منهم، خاصة وأنهم عادة ما يتزينون بتلك الألبسة البيضاء التي تعبّر عن صفائهم ونقاوتهم بعد عودتهم من البيت الحرام. ولائم خاصة تقام على شرف الحجاج في أجواء طبعتها الأفراح والبهجة والسرور، استقبلت العائلات الجزائرية حجاجها الميامين العائدين من البقاع المقدسة بعد أدائهم لمناسك الحج، حيث تعالت الزغاريد وعمت الأفراح عبر البيوت التي عاد حجاجها مؤخرا من البقاع المقدسة، وتعبيرا عن فرحة عودة هؤلاء سالمين غانمين بعد أدائهم للركن الخامس، ارتأت أغلب الأسر إقامة الولائم ودعوة الأهل والأقارب لمشاركتهم الفرحة الكبرى بعودة ذويهم، إذ ما إن عاد حجاجها من الحج، حتى أطلقت العائلات العنان لمظاهر الاحتفال بشتى أنواعه والتي بدأت من الاستقبال حيث خص الحجاج باستقبال وحفاوة كبيرين، حيث عبّرت كل واحدة عن طريقتها الخاصة التي لم تخلو من مظاهر وصور الفرح والسرور لكافة الأقارب، وهو ما أطلعتنا عليه بعض العائلات التي التقينا بها، والتي أقامت احتفالات كبيرة تعبيرا عن فرحها بعودة أهلها من الحجاج إذ لم تخلو ملامحهم من البهجة والسرور بعودة حاجهم من مكةالمكرمة، لتطلعنا رانية في هذا الصدد أن شقيقها عاد من الحج مؤخرا، وتعبيرا عن فرحتهم بعودته سالما غانما، نظموا له مأدبة عشاء خاصة، لتضيف المتحدثة أنهم قاموا بدعوة الأهل والجيران والأقارب لمشاركتهم الحدث السعيد المتمثل في عودة شقيقها، وتضيف لامية في السياق ذاته، بأن العائلة نظمت احتفالا خاصا لعودة والدها من البقاع المقدسة بعد أدائه لمناسك الحج، لتضيف بأنهم قاموا بدعوة الأهل والأقارب لمشاركتهم الفرحة وتنظيم مأدبة عشاء على شرفه. ومن جهتها، عرفت العائلات التي عاد أحد أفرادها من البقاع المقدسة، توافدا كبيرا للأشخاص والأقارب لتهنئتهم بالمناسبة السعيدة، حيث اكتظت البيوت بالزوار والأهل لتهنئة الحجاج وذويهم والذين حبذوا مشاركة أهل الحاج فرحتهم والتعبير عن سرورهم بعودته سالما بعد مناسك الحج، وهو ما يعتبر تقليدا راسخا لدى بعض العائلات الجزائرية، حيث اعتاد كثيرون على القيام بالأمر غداة عودة الحجاج ليتوجهوا مباشرة إليهم بعد عودتهم لتقديم التهاني لهم، وهو ما أطلعنا عليه مراد ليقول في هذا الصدد أن شقيقه عاد مؤخرا من الحج، وأن الزوار لم يكفوا عن التوافد إليه لتهنئته بعودته الميمونة. وتتخلل هذه الزيارات مظاهر احتفال أيضا، حيث لا تخلو من المأدبات والولائم، إذ تقدم العديد من العائلات أطعمة مميزة لزوارها وأهلها الذين لم يفوتوا فرصة تقديم التهاني ومشاركتهم الفرحة، ولم تقتصر مظاهر الاحتفالات بعودة الحجاج من البقاع المقدسة على إقامة الولائم ودعوة الأهل والأقارب وحتى الجيران، بل تمتد إلى مظاهر التراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، إذ يرغب كثيرون في التصدق وتوزيع الوجبات على المعوزين في صورة أخرى معبّرة عن الفرحة والسرور بعودة الحجاج، وهو ما أطلعتنا عليه نجاة لتقول أنها قامت بمناسبة عودة أمها من البقاع المقدسة بإعداد الوجبات وتوزيعها على المعوزين. ويبقى الاحتفال بعودة الحجاج من البقاع المقدسة تقليدا راسخا لدى أغلب الأسر الجزائرية في صور تتخللها البهجة والسرور ومظاهر التراحم والتلاحم.