مكن استلام المركز الثقافي الإسلامي بولاية ورڤلة من إيجاد حركية وديناميكية ملحوظة لهذا القطاع، بفضل ما يتيحه من نشاطات متنوعة لسكان المنطقة وتوعيتهم وتنويرهم دينيا واجتماعيا وكذا ثقافيا. ويواصل هذا الهيكل الثقافي والديني منذ افتتاحه شهر نوفمبر الفارط مساهمته في خدمة الدين والوطن من خلال إتاحة الفرصة لزواره وتمكينهم من نشاطات تخص اهتمامات جميع شرائح المجتمع بما فيهم فئة الأطفال ومحو الأمية وتعليم الكبار وتعليم أسس ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف وتحفيظ القران وتلقين أحكامه. كما بات وفي وقت وجيز فضاء لمختلف التظاهرات التحسيسية والتوعوية والاتصالية مع المجتمع المدني من خلال احتضانه لعديد الندوات والمحاضرات في مختلف المجالات بالتنسيق مع جميع القطاعات المعنية كتلك الرامية إلى محاربة الآفات الاجتماعية وحماية البيئة والمحيط والحفاظ على الثروات الطبيعية كالماء وغيرها، كما أوضحته مسؤولة المركز. ومن اجل ترسيخ الشعور الوطني والحفاظ على المرجعية الدينية والوطنية، يسهر مؤطرو المركز على تنظيم ندوات تاريخية إحياء لمختلف المناسبات التاريخية كاندلاع ثورة التحرير المجيدة وعيد النصر ويوم الشهيد وغيرها أين يتم تسليط الضوء على تضحيات الشعب الجزائري إبان ثورة التحرير المجيدة، كما أوضحت فوزية بدري. كما أنه وفي إطار المسعى الرامي إلى تأهيل الأسرة الجزائرية وتوفير أدوات ووسائل تحقيق انسجامها يقوم هذا الصرح الديني بتنظيم دورات تكوينية متخصصة من أجل تأهيل المربيات والأمهات تحت شعار أم واعية وطفولة سليمة وأخرى لفائدة المقبلات على الزواج بتأطير من مختصين في المجال. وتم في نفس الإطار التكفل بحوالي 15 شخصا معوقا إعاقة بصرية على مستوى المركز بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن من خلال تلقينهم القراءة والكتابة بلغة البراي حيث تم فتح قسم خاص بهذه الفئة إلى جانب أقسام أخرى على غرار قسم تلقين التعليم القرآني لفائدة النساء والذي يستقبل بدوره حوالي 20 امرأة وأقسام للتكفل بأطفال التوحد، كما ذكرت ذات المسؤولة. ويتم حاليا العمل أيضا على استحداث بعض النوادي على مستوى هذا الصرح الثقافي والديني على غرار نادي الإنشاد ونادي القرآن بالموازاة مع فتح خلال الأيام القليلة الماضية المكتبة التابعة له أمام الراغبين في الانخراط بها من طرف الطلبة والأساتذة والتي تضم على حوالي 3 آلاف كتاب. ويعد هذا الهيكل الثقافي الذي تم تصميمه وفق هندسة معمارية ممزوجة بين العصري والمغاربي بمنطقة التجهيزات العمومية بالجهة الغربية للمدينة وبالمحاذاة من عدد من المؤسسات العمومية على مساحة إجمالية تناهز ال2.300 متر مربع من بين أهم المشاريع التي استفادت منها الولاية خلال السنوات الأخيرة. ويضم جناحا بيداغوجيا يشمل على 6 أقسام وقاعة مطالعة ومبنى إداري بالإضافة إلى قاعة محاضرات بسعة 300 مقعد تعد بمثابة منارة للعلم والمعرفة وتؤدي دورها في إرساء معالم الدين الإسلامي والمحافظة على الهوية الإسلامية والعربية وكذا تدعيم الهياكل الدينية المتوفرة بالولاية.