" فج المورد" كمين أبكى باريس بعد مقتل الحاكم موريس على يد عمر البوقصي استرجع سكان بلدية العقلة بولاية تبسة هذا الأسبوع كمين «فج المورد» الذي قتل فيه الحاكم الفرنسي « موريس دوبوي» يوم 26 ماي 1955 برصاص المجاهد المرحوم عمر البوقصي ،أين تحطم كبرياء فرنسا على صخر الصمود . فعلى مقربة من مخرجها الغربي ب 3 كلم كتب التاريخ بفج المورد المؤدي إلى منطقة قنتيس، أن العقلة أبكت سوستال و باريس ،وحتى لا يلف الذاكرة النسيان تم تخليد ملحمة الإرث المحلي التاريخي لدائرة العقلة المجاهدة التي أنجبت أسماء كثيرة من المجاهدين ،ممن صنعوا مجد الثورة ، أيام اختبار الشجاعة أثناء الثورة المباركة أين انفجر بركانها على أديم العقلة الثائرة ..انتفض مجاهدوها ففتكوا بحاكم العدو اللدود موريس صاحب كتاب « الفلاقة داخل الحي « فكان لهم فضل السبق وشرف المقام الأول ، ومن هؤلاء عمر عون المعروف باسم «البوقصي» وعليا رواق (سليمان) ،ومحمد فلاح المدعو تركيبة و عبد الحفيظ حروش، فقد كان هذا الحاكم يسلط أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي على السكان والمجاهدين حتى ضجت الناحية لهول تصرفاته الفظيعة. لقد وصلت أخباره إلى قيادة الثورة بأوراس النمامشة فقررت أن تضع حدا له حيث تم استدعاء المجاهد عمر البوقصي المعروف بشجاعته والذي نجح في كثير من المهمات الصعبة من طرف شيحاني بشير أين التقى به بضواحي خنشلة ( لكنانزة ) ،وقال له نحن بحاجة لعملية ثورية كهذه التي نكلفك بها ، لفك الخناق على المجاهدين ومن تصرفات هذا الحاكم الانتقامية لقتله الأهالي ،شيوخا وولدانا ونسوة ،فهناك أخبار عن قدومه إلى هذه المنطقة وإن استطعت النجاح في هذه المهمة التي ستعّرف بالثورة الجزائرية ،وتكون ضربة موجعة لقوات العدو ،ودفعا معنويا للثوار للتصدي للقوات الاستعمارية التي تزايدت إلى أكثر من سبعين ألف جندي جديد مرتكزة في جبال النمامشة، جمع عمر البوقصي من حوله ممن وضع على عاتقهم مسؤولية هذه العملية ومن اختارهم بنفسه ، حيث تمركزوا في فج المورد على مقربة من المخرج الجنوبي للعقلة ،ورابضوا لمدة ثلاثة أيام وكانوا يتناوبون في الاستراحة والنوم وفي مساء يوم 21 ماي 1955 لاحت قافلة الحاكم وما إن اقتربت حتى أطلق عليها الشهيد فلاح تركيبة النار بسلاح نوع "ستاتي" إلا أنه استشهد هناك ،والبقية تظاهروا بالاستشهاد ، واختفوا بالعشب الذي كان كثيفا ، فيما كان أحدهما رابضا على صخرة حسب المخطط ،أطلق الرصاص العريف والملازمان الفرنسيان لحماية موريس الذي أصيب بجرح بليغ، حينها كبر عمر البوقصي وأطلق عليه الرصاص أين أصابه في القفص الصدري على مقربة من الجهة اليسرى ، وهرع المجاهدون المشاركون في الكمين حسب التعليمات والذين كانوا في موضع متأخر لتطويق شاحنتين و السيارة نوع 15 ،فما كان على البقية إلا أن يستسلموا وهم يرون حاكمهم بين قبضة الفلاقة كما يحلو له بوصفهم ، فهشم رأسه أحد المجاهدين بحجر كبير لكي يجهز عليه أين أرداه قتيلا تحت صيحات الله اكبر وقد أعاب بعض المجاهدين عليهم قتله مثل المجاهد الوردي قتال ،الذي قال كانت فرصة ذهبية لاغتنامه كأسير حرب و ربما مقايضته بمصطفى بن بولعيد لكن من بقى حيا ممن شاركوا في الكمين كالمجاهد عليا رواق الذي أرجع ذلك إلى قرار وليد الموقعة و التخوف من تكرار سيناريو "بيجار" الذي تم إنقاذه بعدما تم جرحه وإسقاط طائرته في معركة " آرقو" بوادي هلال من قبل الوردي قتال ابن العقلة ،فكان الحاكم بصحبته عدد من الجنود والمرافقين والذين أرسلوا رسالات طوارئ واستنجاد بوسائلهم المتطورة وذلك أثناء الاشتباك لاسيما وأن العدو يتواجد بمناطق قريبة يمكن له محاصرتنا بالحوامات . وقد تمكن المجاهدون من أسر ملازم أول وعريفين وأربع رشاشات من نوع بيام 38 وثلاثة مسدسات ومجموعة من الألغام و 44 بندقية من نوع موس كوتو المعروفة بالرباعي ،وتم حرق الشاحنتين ، أما سيارة الحاكم فقد اغتنم منها وثائق عسكرية مهمة وتم محاولة اقتيادها للاحتفال بالنصر بها معلق عليها جثة الحاكم بالعقلة، إلا أنهم وجدوا صعوبة في قيادتها ،حيث كانت متطورة وحربية غير مألوفة مثل السيارات العادية إلى أن أتى من استطاع تحريكها ،حيث اقتادها المجاهدون تحت وقع الله أكبر وبشائر النصر والاحتفال بمدخل العقلة ،أين استقبلهم المواطنون دونما أن يصدقوا الخبر ، لولا أنه يتقدم السيارة الحربية الفرنسية المرصعة بقبعة الحاكم الفرنسي ،فكان أشد انتقام لتصرفاته الوحشية وجمجمته معلقة كرأس ثور في مقصبة تقليدية ،ويمتطي السيارة أشد من سمعوا وعرفوا من المجاهدين والزغاريد نغم المشهد ،و أطلق على إثرها الموسطاش طلقات نارية بسلاح حاكمهم المتجبر، حتى سمعوا أخبار مدد من جنود الاحتلال على مقربة من المكان أين اقتادوا السيارة في طريق وحلة وتركوها على بعد كيلومترات من المدخل الشرقي للعقلة ،فانتشر الخبر وكان كالصاعقة على فرنسا ،أما المجاهدون فاتجهوا إلى مقر قيادة الثورة في الناحية الأولى فكتبت الصحافة الفرنسية بالبند العريض وعلى الصفحات الأولى و تصدرت العناوين على وقع الفاجعة ولمدة أسبوع كامل على التوالي مثل: فرنسا لن تخضع أمام الإرهاب ..الحاكم العام للجزائر يشارك في جنازة موريس بتبسة ، وصحيفة لوموند كتبت "نقسم إننا سننتقم لموريس ورفاقه "