إدارة مستشفى ديدوش تؤكد استحالة الأمر: نقابة شبه الطبيين تطالب بتشخيص كورونا خارج الاستعجالات

اعتبر فرع النقابة الجزائرية لشبه الطبيين بمستشفى ديدوش مراد بقسنطينة، أن الإدارة لم تأخذ بعين الاعتبار جملة من المقترحات التي تقدموا بها، من بينها إنشاء مركز متقدم لتشخيص الإصابات بفيروس كورونا خارج مصلحة الاستعجالات، في وقت يؤكد المدير العام أن المستشفى لا يسجل أية حالة إصابة، كما أضاف أنه زود طواقمه بجميع الوسائل الضرورية واتخذ كافة الإجراءات الوقائية و وفر النقل لجميع مستخدميه.
وأصدر الفرع النقابي بالمستشفى بيانا موقعا من الأمين العام، تسلمت النصر نسخة منه، جاء فيه أن نقابيي شبه الطبي «يعربون عن عدم ارتياحهم للطريقة التي تتعامل بها الإدارة مع الوضع الراهن في مواجهة وباء كورونا»، مضيفين أنهم قدموا جملة من الاقتراحات للإدارة «لكنها لم تأخذها بعين الاعتبار».
واقترحت النقابة تجهيز مركز متقدم مؤقت خارج مصلحة الاستعجالات من أجل التشخيص المبكر للحالات المشتبهة بالإصابة من أجل تقليل احتكاكها بمرضى المصلحة والأطباء والممرضين، كما طالبت بضمان تزويد المصالح بوسائل الحماية اللازمة بالتزامن مع الارتفاع النسبي لوتيرة توافد المرضى المشتبه بإصابتهم بالفيروس، معتبرة أنهم ما زالوا يعانون من نقص «فادح» فيها.
وشدد الفرع النقابي على ضرورة تفعيل خلية الأزمة، مبديا استياءه من رد الإدارة بأنها غير ضرورية في الوقت الراهن، مضيفا أنها ضرورية من أجل إيجاد حلول مستعجلة لمشاكل العمال، في حين قال إن الإدارة لم توفر وسائل النقل «لعدد معتبر من شبه الطبيين الذين يقطنون بعيدا، ما اضطرهم إلى التنقل على نفقتهم الخاصة بمصاريف جد معتبرة، والتغيب عن العمل في بعض الحالات»، كما ذكر في البيان «عدم وضع خطة وتوفير المبيت للعمال في حالة ثبوت تعاملهم مع حالات مشتبه فيها أو مؤكدة».
وأفاد المدير العام لمستشفى ديدوش مراد، عبد الكريم بن مهيدي، في تصريح للنصر رد فيه على النقاط المطروحة من طرف الفرع النقابي، أن المرفق لا يضم أي حالة مؤكدة مصابة بفيروس كورونا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه تم تسخير سبعين سريرا و وضعها احتياطا للتكفل بالمصابين في حال تسجيل عجز على مستوى المستشفى الجامعي ابن باديس، بينما أوضح أن جميع الحالات المشتبهة التي استقبلت من قبل قد أظهرت التحاليل أنها سلبية وغادرت. وأضاف محدثنا أن المستشفى وفر جميع الوسائل، حيث استطاعت الإدارة الحصول على سبعة آلاف كمامة بمجهودها، كما أن مخزن المرفق يضم خمسة آلاف كمامة.
و وفّر المستشفى أيضا عشرة آلاف رداء فوقي و ثمانمئة نظارة للحماية وأربعة آلاف قلنسوة وحوالي أربعة آلاف غطاء للأحذية، بالإضافة إلى توفير تسعة أجهزة لقياس درجة الحرارة عن بعد بالاعتماد على أشعة الليزر، بحسب محدثنا. ونبه المدير أن شركة «بيفا» زودت المستشفى بثلاث حافلات، بالإضافة إلى حافلة منحتها البلدية و أخريين خاصة بالمستشفى، وسخرت جميعها لنقل جميع العمال والموظفين المنتمين للمرفق، مشيرا إلى أن الإدارة وجهت طلبا للولاية من أجل الحصول على حافلتين إضافيتين، بينما لم تسجل أي مشكلة في النقل.
أما بخصوص إنشاء مركز متقدم للتشخيص، فأوضح المدير أن المستشفى يضم أستاذا مختصا في الأوبئة والوقاية و هو أيضا عضو في خلية متابعة الفيروس على المستوى الولائي، و قد تكفل بإعداد الرواق الخاص بالحالات المشتبهة بالإصابة بكورونا، و المؤشر عليه من طرف مديرية الصحة، كما تم إرسال تقرير عنه إلى وزارة الصحة والولاية، فيما أكد استحالة إنشاء مركز متقدم مثلما يطالب به النقابيون لأنه أمر «غير منطقي»، فضلا عن أن مخطط المستشفى لا يسمح بذلك.
وأضاف بن مهيدي أن خلية الأزمة قد أنشئت و وقع على القرار الخاص بها بنفسه، لكن لا يمكن تفعيلها في الوقت الحالي باعتبار أن المستشفى لا يعيش حالة استنفار، فيما قال إن قرار تسخير الفنادق من أجل مبيت الطاقم الطبي في حال تسجيل ضرورة لذلك من صلاحيات الوالي.