شيخ المدربين شيع أمس إلى مثواه الأخير

سطيف تودع عبد الحميد كرمالي بجنازة مهيبة
ودعت الجزائر ظهيرة البارحة عبد الحميد كرمالي شيخ المدربين وأحد أبرز الرموز الكروية الوطنية على مر التاريخ، بجنازة مهيبة، وكان الفقيد أسلم الروح أول أمس بمنزله الكائن بحي بومرشي وسط مدينة سطيف عن عمر يناهز 82 سنة، سخره في العطاء للكرة الجزائرية وإعلاء الراية الوطنية عاليا في مختلف المحافل الدولية. النصر كانت حاضرة أمس في جنازة الفقيد التي شهدت حضور المئات من المواطنين إضافة إلى شخصيات رياضية وكروية وسياسية مرموقة عاصرت الفقيد وعايشت إنجازاته، يتقدمهم الأمين العام لوزارة الداخلية عبد القادر واعلي والوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف الجالية بالخارج ممثلا عن الحكومة ووالي سطيف ووالي قسنطينة ووالي البرج ووالي بجاية إضافة إلى لاعبي فريق جبهة التحرير سوكان و زوبا ومعوش ورئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي ورئيس إتحاد الشاوية حسين ياحي والرئيس السابق لإتحاد العاصمة السعيد عليق والرئيس السابق لمولودية العاصمة جواد، وبعض اللاعبين القدامى مثل مفتاح وعصاد ولاعبي وفاق وإتحاد سطيف لكافة الأجيال يتقدمهم يسعد بورحلي ورضا ماتام، وحشد إعلامي كبير، وأبى الجميع إلا أن يلقوا النظرة الأخيرة على فقيد الكرة الجزائرية، قبل أن ينقل جثمانه لمقبرة سيدي الخير لتشييعه بمثواه الأخير، حيث شهد الشارع الذي يتواجد فيه بيته ازدحاما كبيرا وحضور أشخاص من مختلف الفئات والأعمار، خصوصا أن نبأ رحيله انتشر منذ الساعات الأولى للإعلان عنه وتصدر أمس مختلف عناوين الصحف ونشرات الأخبار الوطنية وحتى الدولية، لأن الراحل يعتبر من بين مؤسسي الكرة الجزائرية الحديثة وساهم بقدميه في محاربة الاستعمار الفرنسي الغاشم، لأن التحاقه بفريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم غداة تأسيسه يوم 13 أفريل 1958 كان له صدى كبيرا في فرنسا وساهم في الترويج للقضية الجزائرية بمعقل الفرنسيين، علاوة على السمعة والاحترام الكبيرين اللذين يتمتع بهما شيخ المدربين الذي أطر ودرب المئات من اللاعبين وتحصل على العشرات من الألقاب في مشواره الكروي الحافل و الذي كان طويلا وامتد إلى أكثر من 70 سنة. وتبقى الكأس الإفريقية الوحيدة التي أحرزتها الجزائر وساما ساطعا أنار مشوار المدرب والمربي الذي عرف عنه الكرم والشهامة وكتم الغيظ والعفو عن الظالم، وسيبقى تاريخ 13 أفريل 2013 محفورا في ذاكرة الجزائريين خصوصا الأسرة الرياضية والكروية لسببين الأول ذكرى تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني و الثاني انتقال شيخ المدربين وعميد اللاعبين الجزائريين إلى رحمة الله، حيث تبقى كلماته الرنانة التي تصدر من القلب وبدون ضغينة تتردد على مسامع الجميع ونصائحه التي يوجهها دون استثناء أو تمييز محفورة في الذاكرة للأبد، فكرمالي الأب والأخ واللاعب والمدرب الكبير اسم لن يحموه التاريخ بجرة قلم وسيبقى واحد من أبرز ما أنجبه رحم الكرة الجزائرية.
رمزي تيوري
* سعيد عليق
كان مجاهدا كبيرا وصاحب كلمة
"لقد فقدنا أحد أعمدة الكرة الجزائرية وأحد مجاهدي القضية الوطنية حيث رفع الراية الوطنية في مختلف المحافل الدولية، الفقيد كان شخصا عزيزا على قلبي وكنت اتحدث معه من حين لآخر على اوضاع كرة القدم وكان متفهما وجد متواضع يتحدث مع الجميع دون استثناء، لقد ترك سجلا حافلا سواء كلاعب محترف أو كمدرب قدير أعطى الكثير لكرة القدم الجزائرية، رحمة الله عليه واسكنه فسيح جنانه".
* يسعد بورحلي
"تشرفت بالعمل مع المرحوم في الوفاق والمنتخب الوطني"
لقد صدمت لما سمعت بنبأ وفاة شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي، لقد كان بمثابة الوالد بالنسبة وتشرفت بالعمل معه في المنتخب الوطني ووفاق سطيف، منحني العديد من النصائح وكان شخصا محترما للغاية، أعطى الكثير للكرة الجزائرية ولدينا ذكريات كثيرة معه، يعجز اللسان عن ذكر محاسنه وصفاته ورحة الله عليه وألهم ذويه الصبر والسلوان".
* محند شريف حناشي
الجزائر فقدت أحد أعمدة رياضة كرة القدم
"لقد فقدت الجزائر علما من أعلام الرياضة وأحد صانعي أفراحها، لقد تأثرنا لهذا المصاب الجلل، حيث كان المرحوم من الرجال الذين كافحوا المستعمر بكرة القدم، التي أعطى لها الكثير بعد الإستقلال، رحه الله وأسكنه فسيح جنانه"
* محمد كرمالي (شقيق المرحوم)
"فقدت أبا وشقيقا و آخر أمنياته الوفاة بمنزله"
التقت النصر أمس بشقيق المرحوم محمد الذي صرح قائلا عن وفاة فقيد الكرة الجزائرية:"لقد فقدت وكل الجزائريين شخصا عزيزا على قلوبنا، حيث كان بمثابة الشقيق والأب، حيث فقدنا والدنا في سن مبكرة و أصبح هو المعيل الوحيد للعائلة وتحمل المسؤولية مبكرا، كان من صغره يهوى كرة القدم ولعب مع إتحاد سطيف قبل أن يشد الرحال إلى فرنسا يحترف هناك، وقد أخذني معه وكنت أتكفل بزوجته هناك في مدينة ليون عندما كان ينشط مع فريق أولمبيك ليون، كانت سمعته جيدة ويحترمه الجميع بالنظر لأخلاقه الكبيرة وإمكاناته العالية في كرة القدم، المرحوم لبى نداء الوطن عند تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني والتحق بهذا الفريق في تونس ولعب مباريات للترويج للقضية الوطنية، بفقدانه بت وحيدا بعد أن انتقل أخونا الثالث إلى رحمة الله قبل سنتين" وعن آخر ايامه أضاف قائلا:"كان يعاني كثيرا من مرضه العضال، حيث طلب من العائلة نقله للمنزل لقضاء آخر ايامه هناك، وقد اتصلت بي ابنته صبيحة أمس وأكدت بأن والدها ليس على ما يرام، حيث لفظ أنفاسه الاخيرة منتصف نهار أمس ".
* محمد سقراط (صديق المرحوم)
" أحب الكرة حد النخاع وتشاجر مع وزير من أجل اللاعبين"
يعتبر عمي محمد سقراط الصديق المقرب للمرحوم كرمالي حيث رافقه في مختلف مراحل حياته، صديق المرحوم قال للنصر: "المرحوم كان صديقي المقرب وتعرفت عليه بعد عودته سنة 62 من تونس على إثر نيل الاستقلال وانتهاء مهمة فريق جبهة التحرير الوطني، حيث لعب في صفوف إتحاد سطيف قبل أن يذهب للغريم وفاق سطيف على إثر سوء تفاهم مع مسيري الفريق الأول، مرة أتذكر أنه تشاجر مع أحد وزارء الشباب والرياضة بسبب لاعبين شبان حيث دافع عنهم لأن هذا الوزير لم يتركهم يواصلون مشواريهم التعليمية، ووقف أمامه الند للند، كان يحب اللاعبين ويعتبرهم بمثابة أبنائه، ويكتم الكثير من الأمور في صدره وكان طيب القلب ويحب مساعدة الجميع وكان محبوبا جدا، يكفيه فخرا أنه جلب كأس إفريقيا الوحيدة للجزائر سنة 1990 رحمه الله".
* عبد الحميد صالحي (لاعب سابق)
"المرحوم ساهم كمدرب ولاعب في الحصول على كأس الجمهورية مع الوفاق سنة 66"
قال عبد الحميد صالحي أحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم الجزائرية والسطايفية عن عبد الحميد كرمالي:" لدي ارتباط وثيق مع عائلة المرحوم الذي يعتبر من أعمدة الكرة الجزائرية وفقدانه سبب صدمة كبيرة للجميع، كنت قد زرته في مستشفى عين نعجة قبل جلبه إلى بيته بسطيف وكان لا يستطيع الكلام، خصوصا أنهم كانوا يضعون الأنابين في أنفه، حيث كنت أتكلم معه ولا يستطيع الرد عليه سوى بتحريك يده، أتذكر بأنه جلب لسطيف كأس الجمهورية سنة 1966 وساهم فيها كلاعب ومدرب حيث دخل في الدقائق الأخيرة وسجل الهدف رفقة كوسيم أمام شبيبة سكيكدة، لقد ترك بصمة كبيرة في الكرة الجزائرية و السطايفية رفقة المرحوم المدرب مختار عريبي، حيث نهضا بالكرة في سطيف خصوصا أن المرحوم كان يتميز بتمكنه في الجانب التكتيكي وقليلا ما يتم هزمه، وأتذكر أيضا أن له عزيمة وإرادة كبيرتين، لدرجة أنه قام في أحدى المرات بانتقاء اللاعبين من 8 صباحا إلى 8 مساءا دون ملل أو كلل وذلك كله في سبيل الكرة الجزائرية، رحم الله الفقيد".
* بن جاب الله الدراجي (لاعب سابق)
"وفاته خسارة كبيرة "
صرح اللاعب السابق في الوفاق والمنتخب الوطني والذي تدرب على أيدي شيخ المدربين عن وفاته قائلا:"لقد فقدنا شخصية كروية وتاريخية كبيرة وعزيزة على قلوبنا، كان شخصا صارما ومنضبطا، وتدربنا على يديه وجعلنا رجالا ولاعبين كبار، يكفيه فخرا أنه كان مجاهدا ورفع الراية الجزائرية عاليا في مختلف المحافل الدولية، على غرار جلبه كأس افريقا والتتويجات المختلفة مع الأندية التي قادها، واللاعبين الذين قام باكتشافهم، سيبقى المرحوم محفورا في مخيلتنا واتمنى أن يخلد اسمه ويبقى عبرة للأجيال المتعاقبة".
* مليك زرقان
" كرمالي مجاهد و خسارة كبيرة للكرة الجزائرية"
قال لاعب وفاق سطيف والمنتخب الوطني السابق مليك زرقان أن وفاة فقيد الكرة الجزائرية شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي خسارة حقيقة لكرة القدم وأضاف قائلا:"يعتبر الفقيد واحد من أعمدة الكرة الجزائرية بالنظر لكونه مجاهدا بكرة القدم وأعطى الكثيرة للرياضة في الجزائر، سواء في فريق جبهة التحرير أو المنتخبات الوطنية والفرق الجزائرية، فقدنا أبا وصديقا وشخصا عزيزا على قلوبنا، تأثرنا كثيرا لمرضه وساندناه، أدعو الرحمان أن يشمله برحمته الواسعة ويلهم ذويه الصبر والسلوان".