"الخضر" في خطر وهزيمة بانغي كانت متوقعة حذر الناخب الوطني السابق رابح سعدان كل الجزائريين خاصة منهم عشاق ومناصري المنتخب الوطني، بالتأكيد على أن "الخضر" في خطر بأتم معنى الكلمة، وأن هزيمة بانغي قد تفجر الوضع وتعيد المنتخب الوطني إلى نقطة الصفر إن لم يتم التعامل مع الوضع الحالي بحكمة وموضوعية. الشيخ سعدان وفي أول خرجة إعلامية- منذ إعلانه عن استقالته من على رأس العارضة الفنية للتشكيلة الوطنية- عبر حصة "ناس سبور" لقناة نسمة "تي.في" قال بأنه لا يجب تحميل مسؤولية الخسارة أمام منتخب إفريقيا الوسطى لخليفته عبد الحق بن شيخة، كاشفا بالمناسبة بأنه لم يشاهد اللقاء أصلا، في إشارة واضحة إلى أنه كان يعلم مسبقا بأن مردود أشباله السابقين سيكون دون المستوى، بل أنه سيكون كارثيا: "لا يمكنني تحليل اللقاء أو تحديد أسباب هذه الهزيمة- التي كنت شخصيا أتوقعها- لأنني أولا لم أشاهد المباراة، كما أنني لم أكن مع المنتخب داخل المعسكر التحضيري بالفندق العسكري، ولا في بانغي، وعليه لا يمكن لأي كان أن يعطي الأسباب الحقيقية لهذه الهزيمة ما دام أنه لا يعلم ماذا كان يحدث داخل محيط المنتخب".الناخب الوطني السابق وبعد أن أكد على أنه استقال ولم يقال. قال بأنه حذر المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس "الفاف" الحاج محمد روراوة، وكل الجزائريين المساندين له والمعارضين من هذه الوضعية بالذات، مشيرا إلى أنه دق ناقوس الخطر مباشرة بعد العودة من جنوب إفريقيا، قبل أن يضطر إلى الرحيل تحت ضغط "الشوفينيين" الغير موضوعيين الذين لا علاقة لهم بعالم كرة القدم، والذين أصبحوا ينظرون إلى "الخضر" على أنهم أحسن منتخب في العالم، وبالتالي لم يعودوا يقتنعون سوى بالنتائج الإيجابية، وينظرون إلى بقية المنافسين على أنهم أقل شأنا: "كنت أتوقع هذه الوضعية وقد حذرت منها الجميع بعد المونديال مباشرة، وقد سعيت للتخفيف من حدتها رغم أن مدة صلاحية العقد الذي كان يربطني ب "الفاف" قد انتهت، وواصلت العمل بعد تمديد عقدي. لقد حذرت من تراجع المستوى خلال العطلة الصيفية، وقلت بأن لاعبي المنتخب ليسوا نجوما ولا لاعبين من ذوي المستوى العالمي، حتى ولو أنهم محترفون في أندية أوروبية كبيرة. لقد أكدت على أن مردودهم سيتراجع، وأن المنحنى الطبيعي يقول بأن عودتهم إلى مستواهم الحقيقي لن يتم قبل 3 أشهر، كما أن الأغلبية رفضت النظر إلى الواقع بعقلانية وموضوعية. فبالإضافة إلى الإرهاق والتعب، جاء دور الإصابات ثم أن هناك مشكلة أخرى وهي أن بعض اللاعبين الأساسيين على غرار المدافع حليش والحارس رايس مبولحي ظلوا في حالة بطالة لمدة طويلة، وأنهم لم يلتحقوا بفرقهم الجدد إلا في آخر لحظة (31 أوت)، وكان اللقاء الودي أمام الغابون في بداية الشهر (10 أوت)، ثم اللقاء الرسمي أمام تنزانيا في الشهر الموالي، والأدهى والأمر تواريخ "الفيفا" التي لا تساعد المنتخبات الإفريقية تماما، وتضطرنا الاكتفاء بتربصات قصيرة المدى، فكان التعادل أمام تنزانيا منطقيا، وهزيمة بانغي كذلك، ثم أن من دفعوني إلى الرحيل ويعملون على تكرار السيناريو مع بن شيخة يصفون المنافسين دوما بالمنتخبات الصغيرة والنكرة و...، ويرفضون الاعتراف بأن تلك المنتخبات تطورت وأن منتخبهم يحتاج إلى الوقت ليضمن الانسجام ويصبح قويا بالفعل وليس على الورق...".الشيخ سعدان بدا جد متأثرا بما آل إليه المنتخب الوطني الذي قاده إلى المونديال، وقد كان صريحا إلى أبعد الحلود في تدخله- على غير العادة- حيث تجرأ هذه المرة على كشف بعض الحقائق، مثلما كان مع الظهير الأيسر نذير بلحاج الذي قال بأنه ضعيف دفاعيا :" حان الوقت لكشف بعض الحقائق بخصوص التشكيلة الوطنية، فاللاعب نذير بلحاج ضعيف في الدفاع لكنه عكس ذلك في الهجوم، هذه الأمور التي لم يكن يعرفها المناصر العادي، كنت أعمل دوما على إيجاد حل لها من الناحية الإستراتيجية، وذلك بالاعتماد على الرسم التكتيكي (2/5/3)، بحيث كنت احتاجه كمهاجم رواق، كوني كنت على علم بضعفه في التغطية الدفاعية، التي كنت أكلف بها الثلاثي بوقرة ويحيى وحليش ".وفي ختام تدخله قال الشيخ سعدان بأن بن شيخة كان مضطرا إلى المغامرة: " نظرا لضيق الوقت كان الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة مضطرا على اعتماد خطة مغايرة، وقد فضل الرسم التكتيكي الكلاسيكي (2/4/4)، لكن لسوء حظه لم تتحقق النتيجة المرجوة، فخسر الرهان. لكن حذار من تواصل مسلسل تغيير المدربين لأن الخضر في خطر".