الجزائريون يتنازلون عن بطاقة التعريف الوطنية لصالح رخصة السياقة في تعاملاتهم اليومية تخلت شريحة واسعة من الجزائريين في السنوات الأخيرة عن اعتماد بطاقة التعريف الوطنية من أجل إثبات الهوية ، لتحل محلها رخصة السياقة التي يستغلها كل حسب ما يريده، فالبعض يعتبرها وثيقة تقليدية و البعض الآخر عوضها برخصة للسياقة يحافظ عليها من أجل ال"بريستيج". تضارب في الآراء لمسناه و نحن نحاول البحث عن مكانة البطاقة الخضراء لدى الجزائريين، من الشباب و الكهول ، النساء و الرجال، اختلفت وجهات النظر و عبر كل عما تعنيه له وثيقة يعتبرها التشريع الجزائري الوثيقة الأصلية لإثبات الهوية و التي كانت حسب ما أكده كبار السن لا تعوضها بطاقة مهما علا شأنها. بطاقة التعريف الوطنية لم تعد تعني لدى الكثيرين شيئا، فقد أجمع عدد كبير من المواطنين إلتقيناهم بمقر الحالة المدنية لبلدية بودواو بولاية بومرداس على أنهم لا يستعملونها أصلا في تعاملاتهم اليومية، بل يعتمدون رخصة السياقة ،كوسيلة للتعريف بهويتهم أو قضاء أشغالهم الإدارية في ظل سماح القانون الجزائري الساري المفعول بذلك. و يقول البعض بأنهم لا يحملونها معهم باستمرار و يحتفظون بها في البيت و يقومون باستعمال رخصة السياقة بدلا عنها، فيما يؤكد آخرون بأنهم لا يمتلكون بطاقة الهوية من الأساس، حيث أكد شاب في العقد الثالث من العمر،بأنه و مند حصوله على رخصة السياقة قبل عشر سنوات تخلى عنها نهائيا علما بأنها ضاعت منه و لم يفكر حتى في استبدالها أو اتخاذ الإجراءات المتعلقة بضياع مثل هذه الوثائق، أما رفيقه الذي يقربه سنا، فيقول بأن بطاقته منتهية الصلاحية منذ أزيد من ست سنوات ،غير أنه لم يقم بتجديدها و حجته في ذلك مطابقة لحجة صديقه. أما بالنسبة لكبار السن، فالتفسير يختلف ، السيد موسى صاحب الستين سنة، يقول بأنه و على الرغم من حصوله على رخصة السياقة خلال السبعينيات ، إلا أنه يحافظ على مكانة البطاقة الخضراء و لا يستعمل الأولى إلا لقيادة السيارة. حتى المعاملات المصرفية باتت تعتمد على رخصة السياقة و كأنها هي الأصل و نادرا ما يقدم صاحب الرصيد بطاقة الهوية الأصلية من أجل الحصول على أمواله أو لإجراء أي معاملة ،و هو ما أكده موظفو البنوك و مكاتب البريد الذين قالوا بأنهم تعودوا على ذلك، و نفس الشيء يسجل بالنسبة للمعاملات الإدارية و مختلف المعاملات الني يشترط فيها إثبات الهوية. بطاقة التعريف خاصة بالمتقاعدين و ممتحني الباكالوريا يقول أحد الأعوان الإداريين بمقر الحالة المدنية بذات البلدية التي زرناها،بأن عدد الطلبات على بطاقات التعريف شهد تراجعا كبيرا و متواصلا في السنوات الأخيرة خاصة في أوساط الشباب، مضيفا بأن من يتقدم لاستخراج هذه الوثيقة في أغلب الأحيان هم شيوخ متقاعدون أو نساء أو شريحة المقبلين على اجتياز امتحان شهادة الباكالوريا. هؤلاء يقول المصدر بأنهم يرفعون عدد الطلبات عليها و يبثون الحياة في شبابيك بطاقة التعريف الوطنية، باقتراب موعد الامتحانات ، و هو عكس الوضع بالنسبة لشباك رخصة السياقة الذي يسجل حضورا قويا لحامليها الجدد و كذا من يرغبون في استبدالها بعد انتهاء مدة صلاحيتها عكس البطاقة الأولى. «البريستيج» غاية النساء من استظهار رخصة السياقة كثيرات هن النساء اللائي يمتلكن رخصة السياقة، غير أن طريقة تعاملهن معها تختلف من امرأة إلى أخرى، غير أن عددا كبيرا من المواطنين يعتبرن استعمال النساء لها من أجل التباهي في مختلف الأماكن خاصة بالبنوك و مراكز البريد، فحتى و إن كن يمتلكن بطاقة الهوية فهن يفضلن الأولى من أجل التباهي بامتلاكها و بالقدرة على قيادة السيارات و حتى امتلاكها، و هو سلوك تعتبره نساء أخريات غير عادي لكن المرأة تمتلك الحق في استعمال هذه الوثيقة مادام القانون لا يمنع دلك. و إن كانت لاتزال فئة الشيوخ و العجائز و حتى بعض الفتيات تحافظن على قداسة بطاقة التعريف الوطنية ،بكل ما تحمله من قيمة، فإن الغالبية قد تخلت عنها في ظل تسجيل قوانين تسمح باستبدالها بالرخصة خاصة في بعض التعاملات كالملفات المتعلقة بمسابقات التوظيف التي يبدو أنه قد تقرر إعادة البث فيها باشتراط بطاقة التعريف التي لا بديل عنها ما أرغم من يرغبون في دخول المسابقة بالرجوع إليها و استخراجها مجددا بعد هجران طويل.