تلاميذ و أولياء يقضون عطلة الربيع بطعم التوتر يعيش تلاميذ الطور الثانوي بشكل خاص و أولياؤهم عبر أغلب ربوع الوطن حالة من القلق و الترقب لانقضاء أيام العطلة الربيعية و هي في بدايتها، و ذلك نتيجة لما أفرزه إضراب الأساتذة الذي كان وراء تأخير موعد الامتحانات و الكشف عن نتائجها إلى ما بعد انقضاء عطلة أفقدها التوتر نكهتها و بريقها. هكذا حال التلاميذ و أسرهم و هم يترقبون مرور الأيام و يعدونها بالساعات، كما عبرت نورهان التي تدرس بالصف الأول من التعليم الثانوي، حيث تقول بأن طول مدة الإضراب الذي دخل فيه الأساتذة في الفترة الأخيرة أثر سلبا على سير الحصص و العملية التدريسية بشكل عام، مما أجبر الأساتذة و بعد قرار تعليق الإضراب و العودة إلى العمل على حتمية استدراك ما فات التلاميذ من دروس. و إن كان التعويض قد بدأ خلال فترة الدراسة، فإن ذلك قد أجل الامتحانات إلى الأسبوع الأخير قبل بداية العطلة الربيعية ، و هو ما منع من تصحيحها و عرقل عملية اعداد المعدلات و تمكين التلاميذ من كشوف نقاطهم، و هو ما يقول بعض التلاميذ بأنه بالإضافة لكونه قد أرهقهم خلال الأسبوع الأخير بسبب ضغط التحضير و المراجعة، فقد حرمهم من الاستمتاع بالعطلة الربيعية و هي في بدايتها. كثرة التفكير في النتائج بالنسبة لتلاميذ الصفين الأول و الثاني، خاصة لمن لم يتحصلوا على معدلات جيدة خلال الفصل الأول، قد ألغى طعم الفرحة بالعطلة التي كانوا في انتظارها بعد أن كانت الوقت المفضل للاستجمام مع أفراد العائلة و الاستمتاع بالطبيعة، في فصل لا يبدو بأنه سيستمتع به سوى الأطفال الصغار من تلاميذ الصف الابتدائي و بعض من يدرسون في الصف المتوسط من الذين لم يكن أساتذتهم من المضربين و أجروا امتحاناتهم في الوقت المعتاد، كما أنهم تسلموا كشوفهم و دفاترهم قبل نهاية العطلة و دشنوها و هم مرتاحين. وبالعودة للحديث عن الأولياء، تقول السيدة وردة أم لتلميذين أحدهما بالقسم الأول و الآخر بالقسم الثاني من المستوى الثانوي، بأنها غير مرتاحة أبدا و لم تقرر بعد كيفية تمضية هذه العطلة خوفا من نتائج أبنائها، بل على العكس من ذلك، فقد أكدت بأنها تعد الأيام من أجل انقضائها و التمكن من الاطلاع على نتائجهما و الاطمئنان عليهما، و هو الأمر ذاته بالنسبة للسيدة سعاد التي تنتظر نتائج ابنتها بفارغ الصبر، هذه الأخيرة التي قالت بأنها قررت عدم التوجه لأي مكان و بأن تقضي ال15 يوما كاملة ببيتها إلى حين التأكد من أن نتائجها إيجابية. أما بالنسبة لتلاميذ الأقسام النهائية، فعلى الرغم من تأكيدهم عدم اكتراثهم لنقاط الامتحانات و إن تأخر الكشف عنها إلى ما بعد انقضاء العطلة، فإن قرار استغلال الأسبوع الأول منها لأجل استدراك بعض الدروس التي تأجلت بسبب الإضراب قد أخذ منهم هذا الوقت كله على حساب المراجعة التي كانوا يعدون لها لكي تكون سندا و تستغل في التحضير للشهادة الكبرى شهر جوان المقبل. وفي انتظار تصحيح الاختبارات و تمكين التلاميذ من كشوفات النقاط بعد أسبوع أو أكثر من استئناف الدراسة عقب انقضاء عطلة الربيع، تستمر حالة الترقب و القلق التي يبدو بأنها قد ألغت فكرة الاستمتاع بعطلة كان الجميع في انتظارها و عكرت صفو التلاميذ و أسرهم على حد سواء.