أكد الجامعي التونسي نوري كشوخ يوم السبت بالجزائر خلال لقاء دولي حول موضوع "الجنوب ما هي البدائل " أن الشعوب العربية عليها أن تجتمع في "جبهة" ضد الامبريالية و الاستعمار الجديد. و اعتبر كشوخ أن "الشعوب العربية ليست لها خيار (...) سوى الاجتماع و تنسيق كفاحاتها من اجل تحرير بلدانها من الامبريالية المالية الدولية قصد تحقيق تقدم اجتماعي و عدالة اجتماعية و سيادة شعبية". وقال أن هذا الكفاح يجب أن يتم من قبل الشعوب الجنوب "في إطار تكافل و تضامن مع شعوب الشمال الخاضعين مثلهم لسلطة هذه العولمة الخالية من الإنسانية". و أوضح السيد كشوخ الذي يناضل ضد التوجهات الاقتصادية الليبيرالية التي تفرضها الأوساط المالية الدولية أن هذا الكفاح يجب أن يقترح بديلا جديدا يعتمد على تصور السيادة الشعبية و لا يمكن ممارسته سوى من خلال "ديمقراطية تساهمية". و دعا من جهته المصري ممدوح حباشي و هو عضو في شبكة تضامن الشعوب جنوب-جنوب إلى "وحدة أحزاب اليسار من اجل مواجهة الامبريالية و النظر في كيفية رفع مستوى استقلال المنظمات على مستوى الجماعات". و أشار إلى ضرورة "تأسيس مجموعة دولية خامسة من اجل مواجهة أزمة الرأسمالية" داعيا إلى فتح النقاش في التشكيلات السياسية لليسار. و اعتبر من جهته الصحفي السوري ماجد نهم أن "مرحلة جديدة في العلاقات الدولية في طريقها إلى البداية بالنسبة لشعوب الجنوب الذين يتعين عليهم الاعتماد على أنفسهم فقط و أن لا يقيموا علاقات سوى مع حلفائهم". و في هذا الإطار قال أن "دعم روسيا و الصين للقاعدة الاجتماعية في سوريا و جيشها قد مكن سوريا من تحقيق انتصار باهر". و أضاف انه "ليست هناك حرب في سوريا و لكن هناك حرب ضد سوريا يقوم بها حوالي مائة ألف أجنبي منهم مرتزقة. و هناك مشروع تعتيمي لتهديم سوريا التي تأمل في الديمقراطية" مشيرا إلى أن "سوريا حاليا ضحية تعتيم إعلامي جماعي من قبل وسائل الإعلام الغربية و بعض بلدان الخليج". و قدمت من جهتها الكاتبة العراقية هيفاء زانغانا تقييما للوضع في بلدها مشيرة إلى انه منذ أن هاجمت القوات الأمريكية و حلفائها على العراق "تم تفكيك الدولة العراقية و جيشها". و تأسفت لإعادة تشكيل استعمار جديد في العراق بمساعدة العراقيين مضيفة انه يجب اعتبار الوضع الحالي في العراق كامتداد للاستعمار الأمريكي و ليس "كنهاية لهذا الاستعمار" بعد انسحاب قوات الجيش الأمريكي من هذا البلد. و أشارت الى "اعتداءات تستهدف العديد من الجامعيين و المختصين و الباحثين و كذا صحفيين و كتاب عراقيين منذ سنة 2003". و أوضح من جهته الجزائري حسين بلعلوفي و هو مثقف و مناضل لليسار أن الجزائر لعبت دورا سياسيا "جد هام خلال الموجة الأولى لتحويل النظام العالمي". و اضاف ان "ثورتها الوطنية قد ساهمت في قلب النظام السياسي الاستعماري إلى ابعد من حدودها". و ذكر أن مشروع التنمية الذي وضع خلال العشريتين الأوليتين للاستقلال كان يهدف إلى تمديد الاستقلال الذي تمت استعادته بعد حرب تحريرية إلى الصعيدين الاقتصادي و الاجتماعي. و أضاف أن "الثورة المضادة لليبرالية الدولية الجديدة وصلت إلى الجزائر مثل العديد من البلدان حيث تمكنت من إفشال مشروع التنمية الوطنية و نتائجها الطبيعية الخارجية كانت مشروع تحويل النظام السياسي و الاقتصادي الدولي". و أشار إلى انه "على الصعيد الداخلي نجم عن هذا تراجع شامل للمكاسب الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و حتى الإيديولوجية للحركة الوطنية و على الصعيد الدولي نجم عنه تشجيع مسار اندماج و خضوع للنظام الامبريالي العالمي". و يندرج اللقاء حول موضوع "الجنوب ماهي البدائل " في إطار الاحتفال بالذكرى ال50 لاستقلال الجزائر و يجمع من 25 إلى 30 سبتمبر مفكرين من 25 بلدا ملتزمين و معروفين بمنشوراتهم و بدورهم كمنشطين لمراكز بحث "مؤثرة".