أجمع المشاركون في سباقات الطبعة الثانية لرالي الجزائر الدولي "تحدي الصحراء" (31 أكتوبر- 6 نوفمبر)، التي اختتمت مساء اليوم السبت بغرداية، أن الموعد الرياضي عرف بعض "التحسن الطفيف" مقارنة بالعام الماضي وبالامكان تحسينه أكثر، مستقبلا مع تراكم التجارب والعمل الميداني وإلمام السائقين الجزائريين بثقافة الملاحة (Navigation) الصحراوية القاسية. وساد انطباع واحد لدى كل الذين سايروا أطوار الرالي، أن هذا النوع من الرياضية "النبيلة" الذي لايؤمن إلا بالأقوى بدنيا وذهنيا ومعرفيا. فلا مجال للسياقة "الارتجالية" في اقليم صحراوي خالص ذي تضاريس متنوعة وقاهرة قد تؤدي بالمتاسبق "المتهور"، الذي لايحسن مثلا فهم محتوى كتيب الملاحة الى ما لايحمد عقباه، حسبما استقته "واج" خلال فعاليات المراحل الخمسة التي جرت فيها المنافسة (بسكرة- حاسي مسعود - حلقة بإقليم حاسي مسعود - المنيعة - حلقة أخرى داخل إقليم المنيعة- غرداية). وجذير بالذكر أنه تم تقليص مسافة ثلاث مراحل لدواعي أمنية تتعلق بتشكل وديان ومجاري مائية جراء أمطار تساقطت بالمنطقة مثما حدث في سباق حلقة باقليم حاسي مسعود واخرى في حلقة المنيعة جراء تضرر المسلك بدرجة كبيرة يستحيل المرور به وثالثة اليوم السبت من المنيعة نحو غرداية بسبب رداءة الاحوال الجوية ( زوبعة رملية) قد تعرض المتنافسين للتيهان واستحال بالتالي على الجميع حاليا معرفة المسافة الاجمالية الرسمية لكل المراحل. وتجرى عملية التأكد من سلامة مسلك العبور يوما قبل بدء أي مرحلة تحت إشراف فاتح المسلك الايطالي Ouvreur Du Parcourدافيد جوفانتي. ولعل النقطة السوداء في هذا الموعد الرياضي مسألة التنسيق بين الشريك التقني والمنظمين، مما صعب مثلا في مهمة الصحفيين للحصول على المعلومة أو الأرقام الدقيقة المتعلقة بعدد المشاركين في كل مرحلة ومسافتها، حيث تكون متضاربة في كل مرة. وقال مدير الشركة الجزائرية الايطالية "أراك سبور" المكلفة بالجانب التقني في الرالي، محمد الغوتي في تصريح لواج" أن "هناك نقائص كثيرة لا محالة ومن خلالها نطمح على المدى القريب الى ترقيته وتنظيمه على شكل بطولة عالم. التقنيون الايطاليون الذين أشرف عليهم لم يذوقوا طعم الراحة، وعملوا باخلاص وتفان. لا أقول أنه ناجح بل أترك النقد للصحفيين والمشاركين والمتتبعين". وأضاف "أتمنى أن يكون المشاركون الجزائريون قد استفادوا من هذا الرالي الشاق، الذي احتضنه مسار نال إعجاب الجميع، ووقفوا في الميدان على مواطن ضعفهم وقوتهم. أسعى مستقبلا لجعل هذا الرالي إنتاجا جزائريا خالصا". وكانت المنافسات الدولية المرتبطة بالرياضات الميكانيكة غائبة لعدة سنوات بالجزائر، ما اثر سلبا على نشاط محترفي السباقات الكبرى بالوطن وافتقد الرياضيون الاحتكاك بالمستوى العالي، غير ان رالي "تحدي الصحاري" المنظم بالشراكة -تقنيا- مع الايطاليين يعد مناسبة لهم للاستدراك وتحسين المردود الفني لهؤلاء تدريجيا، لكن بكامل الزاد وبمعرفة لقواعد اللعبة التي يجهلها الكثير من المشاركين المحليين.