سلطت الكاتبة مريم قماش في آخر رواية لها بعنوان "زيلدا" الضوء على عيوب مجتمع ذكوري بامتياز مرافعة من اجل حق المرأة في التقدم و التصرف في حياتها كيفما شاءت في قصة حب مليئة بالمشاعر و الاحداث المتتالية. و تدور حبكة الرواية حول "زيلدا", هذه المرأة الأربعينية التي تعافت من صدمة الطلاق و صممت على اعادة بناء حياتها من جديد مع البقاء قرب ابنها يانيس صاحب الأحد عشر ربيعا الذي يعيش مع والده و يقضي معها عطل نهاية الأسبوع و العطل المدرسية. كما تصور مريم قماش بطلة قصتها "زيلدا" كصحفية ناجحة في عملها, جعلها اسلوبها في الكتابة و حسها المهني تنال رضى رئيسها في العمل لكنها اذ تخلو الى نفسها في بيتها تكابد الوحدة مستأنسة برفقة قطها روميو في مأمن من نفاق الناس و كذبهم و نظرة الاحتقار التي يرون بها المرأة المطلقة. و تروي الكاتبة كيف خدعت زيلدا من طرف رضا زير النساء الذي تعرفت عليها في الفايسبوك و صداقتها المزيفة مع جارها كريم الذي يرى فيها العشيقة المثالية ناهيك عن تدخل امها عائشة المرأة المتسلطة في حياتها. اقرأ أيضا: "فحلة" أول رواية بالعامية الجزائرية للروائي رابح سبع و كانت زيلدا تلجأ في خياراتها الى أقرب الناس اليها و هن اختها الكبرى ليلى التي وهبت نفسها لعائلتها و تعمل في مجال الاطعام و صديقتها ياسمين اخصائية توليد لازالت في رحلة البحث عن فارس احلامها. تتسارع الاحداث في حياة زيلدا لتلتقي خلال رحلة عمل في مدينة باليرمو الايطالية بحب حياتها لورينزو ذاك الوسيم الايطالي الذي وقع في شباك الحسناء الجزائرية و هو ما جعل هذه الأخيرة تفعل ما بوسعها لإقناع امها بالموافقة على الزواج من حبيبها. لكن هذا الأخير اختفى من حياتها فجأة و دون سابق انذار ما اضطرها للعودة الى باليرمو في اسرع وقت لكن دون جدوى. عامين بعد اختفائه يعود لورينزو للظهور مجددا في حياتها مصارحا اياها بانه اخفى عنها جانبا من حياته و انه في نفس الوقت لا يزال يهيم بحبها. الرواية من منشورات دار "القصبة" تتكون من 236 صفحة, زادتها لوحة ارسلان لوراري المطبوعة على غلافها جمالا و تتميز بأسلوب سلس و شيق تتخلله عبارات محلية تنم عن رصيد لغوي كبير لا يخلو من الطرفة و شخصيات متنوعة زادت من ثراء الحبكة. اصدرت مريم قماش و هي صحفية و منتجة حصص ثقافية بالإذاعة الوطنية اول أعمالها سنة 2017 "لطفي في القصبة" و هو مخصص للأطفال ليليه "لطفي في قصر خداوج العمياء" و "لطفي في قبر الرومية" من نفس النوع علاوة على مجموعة قصصية بعنوان "آنسة المترو" و رواية "يوما ما ستفهم" و هو عبارة عن كتاب يحاكي سيرة فاظمة آيت منصور.