شهدت عدد من المدن المغربية, اليوم الجمعة, احتجاجات واسعة شارك فيها مئات المواطنين, تعبيرا عن رفضهم القاطع لسياسة التطبيع التي ينتهجها المخزن مع الكيان الصهيوني, وتنديدا بالصمت الرسمي أمام الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. الوقفات, التي دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة, نظمت تحت شعار "غزة تستصرخكم", في مدن عدة منها الدار البيضاء, طنجة, تطوان, إنزكان, وجدة, مكناس, وغيرها, شكلت صرخة شعبية في وجه الخيانة الرسمية التي ترتكب بحق القضية الفلسطينية, والتي يعتبرها المغاربة قضية وطنية لا تقبل المساومة. ورفع المحتجون الأعلام الفلسطينية وصورا لقبة الصخرة, إلى جانب لافتات كتب على بعضها: "فلسطين أمانة, والتطبيع خيانة", و"من المغرب إلى فلسطين, شعب واحد لا شعبين". كما صدحت حناجر المشاركين بهتافات غاضبة من قبيل: "يا مخزن يا عميل, فلسطين هي الدليل", و"تحية مغربية لغزة الأبية". وأكد المحتجون, أن ما يقوم به النظام المغربي من خطوات تطبيعية,لا يعكس إرادة الشعب, بل يشكل طعنة في ظهر الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة منذ أكثر من 18 شهرا. وفي بيان لها, شددت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة على أن هذه الوقفات الاحتجاجية "تأتي في سياق الرد الشعبي على استمرار العدوان الصهيوني الوحشي على غزة, وفي مواجهة تمادي المخزن في التطبيع المهين", مؤكدة أن "الشعب المغربي سيظل سندا لفلسطين, رافضا كل أشكال التواطؤ مع الكيان المحتل". وأكدت الهيئة المغربية في بيانها, بالتزامن مع الوقفات, أن الشعب المغربي "يثبت مرة أخرى التزامه الثابت والمبدئي تجاه فلسطين, ورفضه القاطع لكل أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال الغاصب",مشيرة الى أن هذه الوقفات "ليست سوى امتداد لنضال شعبي طويل في مواجهة الخيانة الرسمية". وفي سياق الغضب الشعبي المتصاعد, نظم عشرات الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي المغربي, يوم أمس الخميس, وقفة احتجاجية بالدار البيضاء (غرب),للتنديد بالجرائم الصهيونية المتواصلة ضد الفرق الطبية في غزة ,والتعبير عن رفضهم القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال. الوقفة, التي دعت إليها نقابات صحية وازنة مثل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل, تحولت إلى صرخة مهنية وأخلاقية في وجه خيانة المخزن للقضية الفلسطينية,حيث عبر المشاركون بوضوح عن غضبهم من صمت السلطات الرسمية, ورفعوا شعارات منددة بالتطبيع ورددوا هتافات من قبيل: "التطبيع خيانة.. والضمير غاب"، و"غزة تنزف والمخزن يصفق". وأكد المحتجون أن استهداف المستشفيات والطواقم الطبية في غزة يرقى إلى جريمة حرب, وأن التواطؤ المغربي الرسمي مع هذا الكيان الغاصب, من خلال التطبيع السياسي والاقتصادي وحتى الأكاديمي, يعد وصمة عار.