أحيت ولايتا قسنطينة و سكيكدة, اليوم الثلاثاء, الذكرى ال69 لاستشهاد البطل الرمز زيغود يوسف (19211956) و ذلك بحضور سلطات الولايتين المدنية و العسكرية و أفراد الأسرة الثورية. فبولاية قسنطينة, توجهت السلطات المحلية على رأسها الوالي عبد الخالق صيودة إلى مقبرة الشهداء ببلدية زيغود يوسف حيث تم رفع العلم و عزف النشيد الوطني و كذا قراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الأبرار. و في هذا الصدد, أفاد المجاهد أحمد زعير, الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي لبلدية زيغود يوسف, بأنه كان شاهدا على جنازة الشهيد في 23 سبتمبر 1956, حيث "اجتمع عدد كبير من السكان والمجاهدين والثوريين لتوديعه في مشهد مهيب, و رددوا كلمات تمجد مآثره وتضحياته وخصاله القيادية التي ستبقى نبراسا للأجيال", مضيفا بأن زيغود يوسف "لم يكن مجرد قائد عسكري بارز فحسب, بل كان مدرسة في الوطنية والوفاء لقيم نوفمبر". و بذات المناسبة, تم استلام أشغال تهيئة مقبرة الشهداء "الشطر الثاني" و التي شملت ساحة الروضة, المدخل والألواح الرخامية الحاملة لأسماء شهداء, مع تهيئة شاملة للمقبرة في إطار ميزانية البلدية بغلاف مالي يقدر ب 7 ملايين دج, كما أشرف الوالي على تكريم أسرة الشهيد زيغود يوسف, حيث استلمت التكريم حفيدته إسمهان زيغود, إلى جانب عائلتي كل من المجاهد المتوفى مسعود واسطة والشهيد الطاهر قيفوش. أما بولاية سكيكدة, فقد توجهت السلطات المحلية المدنية و العسكرية على رأسها رئيس الجهاز التنفيذي المحلي, سعيد أخروف, و أفراد الأسرة الثورية إلى مكان النصب المخلد لذكرى استشهاد زيغود يوسف بمنطقة "الحمري" ببلدية سيدي مزغيش حيث تم الترحم على روحه الطاهرة و قراءة فاتحة الكتاب و وضع إكليل من الزهور. و بالمناسبة تمت زيارة معرض للصور التاريخية المتعلقة بالقائد زيغود يوسف و هجومات الشمال القسنطيني (20 أوت 1955) نظم بمكتبة فردي بوقرة بذات البلدية بإشراف من المتحف الجهوي العقيد علي كافي. و قد تطرق أستاذ التاريخ بجامعة سكيكدة, محمد قويسم, إلى السيرة الذاتية للشهيد أهمها عبقريته في التخطيط والتحضير لهجومات 20 أوت 1955 مذكرا بأن الشهيد بدأ النضال ضمن حزب الشعب الجزائري و عمره لم يكن يتجاوز 17 عاما ثم التحق بصفوف الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية ليصبح فيما بعد عضوا ناشطا ضمن المنظمة الخاصة, و قد كان عضوا ضمن مجموعة ال22 التاريخية حيث شارك في التحضيرات لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة و كان نائبا للشهيد ديدوش مراد قبل أن يخلفه في قيادة الولاية التاريخية الثانية عقب استشهاده. و كان زيغود يوسف مهندس هجمات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 التي شكلت منعرجا حاسما في مسيرة كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي, و لدى عودته من مؤتمر الصومام الذي انعقد في 20 أوت 1956 و عندما كان يتنقل من أجل إعادة تنظيم الأفواج و شرح قرارات هذا المؤتمر وقع في كمين بالمكان المسمى "الحمري" بأعالي سيدي مزغيش بولاية سكيكدة حيث استشهد بتاريخ 23 سبتمبر 1956 عن عمر ناهز 35 سنة.