غادرها مرغما، مشبعا وممتلئا، وظالما لنفسه ومتعسفا، أيعقل أن يحزم حقائبه ثم يتركها ويذهب هكذا مثل نورس لم يعجبه شاطئ، أو مثل لحن حزين يخرج من ناي ينفخ فيه صاحبه ألمه وشوقه، إذ غادرها مرغما فإن شوارعها وزقاقها لم تعد تملأه حلما، وإذ رحل مشبعا، فإن ذلك (...)
أشارتْ إلى قط جميل و أومتِ
و كانت قريبا منه بالشوق قطتي
إذا عشقها أضناه بعدا و قسوة
و إذ جاءها بالحب ركضا فصدّتِ
كذاك من التحنان في البعد حالتي
و ذابت بها ذاتي و روحي و ذمتي
أيعجبها قط يلاحق قطة
و في هجرها كانت تضاعف علتي؟
و في زهوها كانت تمسّد (...)
رائحة الحناء القوية التي تركتها صاحبة الشعر الأسود الطويل في السيارة تجعلني أقوم بإعادة الحكي و قد غطى الثلج المدينة بأكملها، أقود السيارة نحو الأغواط بسرعة السلحفاة، لا أستعمل المكابح في الصقيع، الثلج لا يزال يساقط وأنا أواصل سيري ببطء شديد، عندما (...)