"إعدام الغول !"

ضرب أبو جرة الأرض بعصاه والتحف برنوسه واعتدل في جلوسه وأمر الحاجب أن يدخل عليه "الغول الخائن" الذي ارتكب جريمة بعدم انسحابه من جلسات البرلمان ولم يصرخ مثل زملائه في الحزب وقال "لا للتزوير".
دخل الغول مكبّل الأيادي وامتثل أمام سلطان العشيرة أبو جرة صاحب الخبرة الكبيرة، القة السلام ولكن هذا لم يشفع له من غضب ولي أمره ومولاه السلطان.
زمجر أبو جره في وجهه وقال..كيف تجرؤ على شق عصى الطاعة، هل تمثل نفسك أم تمثل حزبك في البرلمان؟
رد الغول باكيا...وهل هناك فرق بيني وبين الحزب؟
هز أبو جرة برأسه واقترب منه وقال ...أنت الغول والحزب أغول منك لا يمكنك أن تجعله في خدمة مصالحك، أنت الذي يجب أن تكون في خدمة الحزب.
نظر الغول بحدة في عينا أبو جرة وقال له متحديا...الفرق بيني وبينك أني اريد اللعب على المكشوف وأنت ما زلت "حاب اللبن وتخبي الطاس".
غضب أبو جرة من كلامه هذا المناضل العاق وأراد أن يضربه ضربة على رأسه تعيد له صوابه ولكن تريث قليلا وقال...
كنت الحصان الذي راهنت عليه وسلمتك رئاسة البرلمان حتى قبل أن تخرج النتائج لأني كنت أرى فيك الرجل المخلص القوي الذي يمكن أن يطير بالحزب إلى السلطة ولكنك خذلتني وأصبحت تفكر من دماغك وتتصرف مثل اي شخص فلقد عقله.
وقف الغول رغم الغلال التي تكبل يديه وأقدامه وقال صارخا..اردت أن تحقق بي مصالحك الضيقة ولكن "سبقوك الصحاح".
بدت ملامح الغضب على وجه السلطان أبو جرة وقال صارخا...يريدونك أن تصيح مثل خليدة التي طلقت الأرسيدي وخرجت من النضال لتصبح عاصية مغضوب عليها؟
تنحنح الغول وقال ...لماذا تريد أن تطبق علي الحد وأنت تعرف أننا جميعا ملك لسيدنا الكبير يفعل بنا ما يشاء وكل منا يطبق أوامره حسب مكانه، فقط هناك من ينافق مثلك ومن يكون صريحا مثلي.
صرخ أبو جرة وقد خرج عن طوره ..أعدموه ...أعدموه ...كل هذه المدة وأنت تخون الحزب ايها الخائن...فعلا أنا من جعلتك غولا وأستحق كل ما يحدث لي.