لم أكن أتصور أن غياب بوتفليقة سيكشف لنا عيوب الحكومة عيبا عيبا، ويعري لنا عورتها ويسقط عنها حتى ورقة التوت التي غطت العجز والارتباك الذي تتعامل به مع الملفات جميعا، لدرجة أن وصل غريبا مثل غريب إلى صفعها على قفاها أمام عيون العرب أجمعين. المهم حتى “ما يروحوش راس الخيط"، فإن المجهود الذي يقوم به وزراء سلال على الأقل للظهور في نشرة الأخبار “الڤراڤوزية" بمظهر لائق وصور باسمة مثل صورة وزير الصحة زياري الذي يجلس قطاعه على “سفود سخون"، وهو تقدم المدعوين لتكريم البطل مخلوفي عن إنجازه الرياضي متناسيا أن دوره الحقيقي هو حل مشاكل قطاعه دون أن يلعب لعبة وين يشوف بوتفليقة، اللهم إن كان يقصد تعفين الوضع أكثر لحاجة في نفس يعقوب الجزائري، وليس يعقوب الذي تعرفون. كذلك الشأن بالنسبة لأحد الوزراء الذي “طلق وزارته بالثلاث" في الأسبوع الماضي لأنه غضب من بعض القرارات الفوقية التي وضعته في موقف حرج، وصار وضعه أمام معارفه “زي الزفت" لكنه تراجع عن طلاقه أيضا “بقرار فوقي". هذه “الشطحة الوزارية" تبين لنا مدى الهشاشة التي تعيشها الحكومة التي من المفروض أن تكون متماسكة ولو “على عينين الناس". دون نسيان شطحة غول التي أغرقت البلاد في قطرة ماء، ولا شطحة بن بادة الذي “مازالو حاصل في الخبز"، ولا شطحة وزارة العدل التي برأت تاجر مخدرات بخطأ إداري، ولا شطحة وزير الدين الذي “دخلنا في حيط" ولا ولا.. وأخبركم بشطحة أخرى “ڤالت الهم ارقدو" تدور في كواليس “المساعيل" هذه الأيام، هي أن تعديلا حكوميا وشيكا سيحدث وذهبوا إلى حد توزيع الأدوار الجديدة على بعضهم البعض دون “حشمة"، ولا أدري هل بوتفليقة من سيبعث بتعييناتهم من الخارج أم أنهم سيقسمون “الطورطة" في غيابه باعتباره في نقاهة مفتوحة. لن أزيدكم شيئا من البؤس والهزال السياسي وصحانية الوجه التي بانت أكثر بعد غياب “مول الدار"، وكم أتمنى أن يعرف بوتفليقة كل شيء قبل فوات الأوان ويرى بعينه كيف أن رجاله لبسوا الڤندورة وسخنوا البندير.