يخوض المنتخب الوطني عشية اليوم بداية من الساعة الثالثة بتوقيت الجزائر مباراة فاصلة مؤهلة للدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا عندما يواجه نظيره الأمريكي، في مباراة تحت عنوان «لا بديل عن الفوز» للمرور إلى الدور القادم من المنافسة العالمية. كل التوابل موجودة ومعطيات المباراة تجعلها تكون في القمة بين فريقين يسعيان إلى تحقيق نفس الهدف، الأمر الذي يجعل المواجهة مفتوحة، والواقعية هي التي ستفصل في الأخير بعد ال 90 دقيقة. الفريق الوطني الذي تعوّد على التحديات والمباريات الفاصلة في المدة الاخيرة يعرف جيدا تسيير الضغط بفضل الخبرة التي اكتسبها زملاء عنتر يحي، الذين أصبحوا يحبّون المباريات الحاسمة والتي تمنح لهم شحنة إضافية، فالكل يتذكر أن الفريق الوطني يبدع دائما عندما يكون في هذه الوضعية، ممّا يجعل كل الإختصاصيين يرون أن الفريق الجزائري له مقوّمات تجعله يخوض هذه المباراة في ظروف معنوية مناسبة، خاصة وأن المباراة السابقة والآداء المميز أمام إنجلترا أعطت ثقة كبيرة للخضر في طريقهم نحو تحقيق إنجاز تاريخي هنا في جنوب إفريقيا. فالتحضير البسيكولوجي كان من الأولويات التي جعلت الفريق لا يدخل دائرة الشك حتى بعد الإنهزام أمام سلوفينيا، لذلك الآن وبعد أن عاد إلى المنافسة من الباب العريض وأمام أعين الملايير من متتبعي المونديال. ضرورة التركيز على الهجوم لكن المهمة لن تكون سهلة أمام المنتخب الأمريكي الذي من جهته لم يخسر أي مباراة منذ انطلاق المونديال وعاد من بعيد في مناسبتين، ويقول عليه المدرب الوطني رابح سعدان أنه فريق قوي سمته الرئيسية اللياقة البدنية القوية والسرعة في التنفيذ، كما لاحظنا أنه يلعب المقابلات بنفس النسق وعودته في النتيجة أمام إنجلترا وسلوفينيا يؤكد ما أقوله، لذلك فإن الطاقم الفني الوطني يكون قد درس كل نقاط القوة والضعف لدى المنتخب الأمريكي لمباغثته في هذه المباراة التي لا تقبل القسمة على اثنين. لذا فإن كل التركيز يكون اليوم على إيجاد الطريقة المثلى التي تمكّن الفريق الوطني من الوصول إلى تحقيق الهدف وهو التسجيل في مرمى المنتخب الأمريكي، وبالتالي فإن الإستراتيجية في اللعب سوف تختلف تماما عن ما شاهدناه في المقابلتين الماضيتين، أين سيكون الهجوم صاحب الأولوية، وهذا منطقيا أن تكون بعض التغييرات في التشكيلة الأساسية التي واجهت الإنجليز في اللقاء الماضي. فسعدان سيلعب بدون أدنى شك بمهاجمين، والكفة ترجح الثنائي الكلاسيكي لشغل المنصبين في الخط الأمامي، وهما جبور وغزال، كونهما يتمتعان بالمقومات التي تتطلبها مباراة اليوم، وهي القوة البدنية والتمركز الجيد في حالة الهجوم والعودة مباشرة ليكونا في الموقع الاول للدفاع عن المنطقة. فهذا الدور يتطلب مجهودا بدنيا كبيرا وخبرة، خاصة وأن المهاجم مطمور الذي شغل هذا المنصب في المباراة السابقة أحس بالإرهاق، و بما أن غزال الذي لعب 14 دقيقة في هذا المونديال، سيعود بهذه المناسبة، بعد أن استنفذ العقوبة المسلطة عليه، مما يفرض عليه التركيز الجيد لإعطاء الدعم الكافي لزملاءه كما فعل في كأس إفريقيا، أين كان الورقة التي وظّفها سعدان بطريقة سمحت للاعبين الآخرين من الاستفادة من الوضعيات المناسبة التي وضعها لهم في كل مرة. وهذا لا يعني أن اللاعب بودبوز الذي أبدع لحد الآن قد يستخدم كجوكر لحل العقدة إن كانت في المرحلة الثانية، لأن طريقة لعبه ستكون السلاح الذي يخشاه كل الفرق التي تركز على الجانب البدني وهو اللعب الفني والمراوغات، والثنائي جون تيري وكاراغار يعرفان هذه الوضعية جيدا. يبدة ولحسن... مفتاح فرض الإستراتيجية الخطوط الأخرى لا تطرق أي تخوف، بل بالعكس أعطت الكثير للفريق، وكان مستواها في منحى تصاعدي، ونخص بالذكر الوسط والدفاع، أين ظهر اللاعبون بوجه مشرف، فالثنائي لحسن يبدة أعطى ثقة كبيرة لبقية الخطوط بفضل العمل الكبير الذي يقوم به في المنطقة الحساسة من الميدان، سيكون دورهما كبيرا من الناحية البدنية والتموقع الجيد في المنطقة للحد من الحملات التي ستكون من الجانب الأمريكي عن طريق كل من ادسون بادل ولندن دونوفان وخوزي التيدور. كما أن المهمة ستكون كذلك في توجيه اللعب الذي عرف في المباراة الماضية بعض الثقل من جراء اللياقة البدنية للاعب زياني الذي لم يكن في نفس النسق مع زملائه. لكن حسب المعطيات الأخيرة يكون المدرب سعدان واثقا من أن زياني سيكون ضمن الأوراق الأساسية للفوز على الولاياتالمتحدة بفضل رؤيته الجيدة للعب وتقديمه لكرات ذكية عندما يلعب المنتخب الوطني بمهاجمين اثنين. الدفاع... نقطة قوة وتوازن الفريق أما الدفاع الذي عاد إلى الواجهة ليفرض منطقه كقوة الفريق الوطني، ودوره اليوم سيكون كبيرا للتصدي والمشاركة في الحملات الهجومية، حيث سيجدّد سعدان الثقة في الثلاثي الذي يتموقع في وسط الدفاع والمشكل من بوقرة وحليش وقائد النخبة الوطنية الجديد عنتر يحي، فالحضور البدني لهذا الثلاثي يعطي ركيزة أساسية للخضر، والطريقة التي يلعب بها تعطي عدة حلول في الانطلاق نحو الهجوم، وعلى الأجنحة، فإن الثنائي نذير بلحاج وفؤاد قادير سيكونان ضمن التشكيلة الأساسية. وقد تعطى لهم مهمة هجومية أكبر في هذه المباراة المصيرية، لاسيما اللاعب قادير الذي أثبت مستواه، وقد يوظّفه سعدان لتقديم كرات للمهاجمين كونه أصلا يلعب كوسط هجومي، وتغطية المنطقة تكون للثلاثي: يحي بوقرة حليش. نفس الشيء بالنسبة لبلحاج الذي يعرف بتفضيله التحول إلى الهجوم. هذه فرضيات فرضتها طبيعة المباراة التي يتحتم فيها على الفريق الوطني توظيف ورقة الهجوم بنسبة أكبر مقارنة بالمقبلتين السابقتين. في حين أن اكتشاف المونديال يبقى الحارس مبولحي الذي أبدع وحجز مكانه أساسيا عوض شاوشي الذي تعرض لإصابة قبل مباراة إنجلترا، فالثقة التي أعطاها الحارس الجديد لزملاءه تجعله حاليا الحارس رقم واحد في النخبة الوطنية، وسيؤكد بالمناسبة أنه الحارس الذي كنّا نحتاج إليه من ناحية التركيز والتموقع في المنطقة، والذي لعب المباراة الماضية بدون ضغط وقام بالدور الذي لابد من القيام به، فالتكوين الإحترافي جعله يخرج مباراة كبيرة، ويوجد الآن في موقع قوة للبقاء في المرمى.
