أكدت الدكتورة عائشة سرير الحرتسي، ان التعايش مع جائحة كوفيد-19 استدعى الفتح التدريجي لتفادي الآثار السلبية للحجر الصحي على المجتمع، خاصة وان المساجد تلعب دورا فعالا في توعية المواطنين بوجوب الالتزام التام بإجراءات الوقاية لمنع انتشار العدوى، كما تساهم في التخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية، بعد ستة أشهر من الغلق. قالت الدكتورة عائشة سرير الحرتسي في اتصال مع «الشعب» ان الفتح التدريجي للمساجد يهم تلك التي تتميز بمساحة كبيرة حتى يتمكن القائمون عليها أو المتطوعون أو الجمعيات من تنظيم المصلين بتطبيق إجراءات الوقاية، خاصة التباعد الاجتماعي، لأن التعايش مع الوباء أصبح أكثر من ضرورة، فلا يمكن الإبقاء على الغلق لمدة أطول خاصة والجزائر اليوم تدخل شهرها السادس من الحجر الصحي، لكن في المقابل لا يعني ذلك التخلي عن إجراءات وتدابير الوقاية، لأن المحافظة على صحة المواطن أولوية كبرى. كشفت أن الفتح التدريجي للمساجد يجب ان يخضع لقواعد مضبوطة لتنظيمه، حيث يتكفل القائمون عليها أو متطوعون أو جمعيات بمراقبة المصلين قبل دخولهم المسجد بالتأكد من ارتدائهم للقناع الواقي وتعقيم أيديهم بالسائل الهيدروكحولي، ويتأكدون أيضا من احضار كل واحد من المصلين سجادته الخاصة، أما داخله فيجب ان يحافظ المصلون على التباعد الاجتماعي التي يحددها المختصون بمسافة قدرها متر من كل الجهات على يمين المصلي وشماله، أمامه وخلفه، وهكذا يمكن ان يؤدي المصلي صلاته وعبادته في دائرة يكون هو مركزها ونصف قطرها متر أي مسافة التباعد، مع حرص الشباب المتطوعين على ادخال العدد المحدد الى المسجد أما الباقي منهم ممن لم يسعفهم الحظ فيعودون الى البيت، بتلك الطريقة فقط تكون إجراءات الوقاية السد المنيع أمام انتشار العدوى. صرّحت الدكتورة عائشة سرير الحرتسي، ان مرحلة التعايش مع الوباء تفرض نفسها بقوة لأن اللجان العلمية عبر العالم أجمع عجزت عن محاصرة الوباء، فلو استطاعت السيطرة عليه لكان في الشهرين الأولين من الغلق الكلي وتطبيق الحجر الصحي الشامل، لكن طالما خرج الوباء عن السيطرة لا بد من التعايش معه من خلال تطبيق كل إجراءات الوقاية التي من أهمها التباعد الاجتماعي، القناع الواقي، السائل الهيدروكحولي والغسل المتكرر لليدين. أكدت في السياق ذاته، أن آثار الوباء على المجتمع والأسرة غير موثقة بدراسات دقيقة الى حد الآن، لكن الملاحظ في أرض الواقع ارتفاع نسبة الطلاق في فترة الحجر الصحي، تزايد حالات الانهيار العصبي أيضا في نفس الفترة، الآفات الاجتماعية والانتحار في انتشار ملحوظ، معلّلة ذلك بكون الانسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش في عزلة، بل حتى ظاهرة الحرقة التي تفاقمت في الأسابيع الأخيرة أرجعتها الى الحجر الصحي والغلق، لأنهما أثرا سلبا على حياة المواطنين بسبب تزايد نسبة الفقر في المجتمع ما جعل اليأس المسيطر على الحالة النفسية للكثير منهم حتى ضاق بهم الأفق وصاروا يفضلون الذهاب الى المجهول على البقاء في البلد. من جهة أخرى، ذكرت الدكتورة ان المسجد على اعتبار كونه بيت عبادة سيساهم في منح المصلين راحة نفسية وروحية وكذا التخفيف من الضغط الذي يعانيه المواطن بسبب طول مدة الغلق التي شارفت على ستة أشهر، بل سيكون المسجد بمثابة وسيلة علاجية للجانب النفسي، الروحي والاجتماعي الذي سببه الخوف والرعب من الوباء، بالإضافة الى دوره في التوعية والتحسيس بضرورة احترام إجراءات الوقاية، فنظرا للمكانة التي يحتلها الإمام في المجتمع الجزائر، يمكن القول بأنه سيلعب دورا هاما وفعّالا في اقناع المواطنين على اختلاف شرائحهم بالالتزام بكل توصيات المختصين لحماية الجميع من العدوى. أما فيما يتعلق بالشواطئ، أكدت الدكتورة عائشة سرير الحرتسي، إن إجراءات الوقاية ترتبط بالبقاء على الشاطئ، لأن مياه البحر تعتبر مطهرا، لذلك يكفي تنظيم الشاطئ من خلال احترام التباعد الاجتماعي أو تحديد عدد المصطافين فيه، ما سيمكن الجميع من الاستمتاع بمياه البحر بعيدا عن خطر العدوى، كاشفة في ذات السياق أن مناعة القطيع أعطت المواطنين فرصة أكبر للتعايش مع الوباء، فلاحظت انخفاض الحالات المعقدة المصابة بالكوفيد-19 رغم تزايد عدد حالات الاصابة، بل البعض يشفى بوصفة طبية دون استخدام البروتوكول العلاجي «هيدروكسي-كلوروكين»، إن شُخصت إصابتهم في أسبوعها الأول ما عدا ذلك ستتعقد حالة المريض، لذلك ستكون مناعة القطيع أنجع وسيلة في ظل خروج الوباء عن السيطرة وفي غياب لقاحات أثبتت التجارب نجاعتها وفعاليتها في القضاء على الفيروس التاجي المستجد.