حلّ، أول أمس الخميس، المخرج الكبير سعيد عولمي ضيفا على مدينة بونة، أين تمّ بقاعة سينماتك عنابة عرض الفيلم الوثائقي «العودة»، وذلك في إطار الاحتفالات بالذكر الستين لاستقلال الجزائر، ومواصلة برنامج أماسي عنابة للثقافة والفنون المنظم من قبل قطاع الثقافة، بالتنسيق مع بلدية عنابة وجمعية أجراس الثقافية. أكّد المخرج سعيد عولمي أنه يسعى من خلال أعماله الفنية إلى تناول جزء من الذاكرة، والكشف عن همجية المستعمر الفرنسي، مشيرا إلى أن فيلم «العودة» هو واقع جاء نتيجة سلسلة الأفلام الوثائقية التي قام بإخراجها سنة 2005 حول المنفيين الجزائريين إلى كاليدونيا الجديدة. وأضاف بأن الفيلم تطلب منه 9 سنوات من العمل، ويصور حنين وشوق أبناء وأحفاد المنفيين للعودة إلى أرضهم وأرض أجدادهم والتواصل مع عائلاتهم، كما صور هذا العمل الفني كيفية استقبال هؤلاء المنفيين ومعايشة لحظات السعادة عند زيارتهم للجزائر، وملاقاة أهاليهم ثم العودة إلى كاليدونيا الجديدة الجزيرة التي تبعد 22000 كلم عن وطنهم. وبدوره أثنى مدير الثقافة لعنابة احسن تليلاني على انجازات المخرج الكبير سعيد عولمي، والذي أكّد أنهم يسيرون على خطاه، قائلا «السينما إن لم تكن مصباحا تضيئ زوايا التاريخ، فماذا ستكون إذا؟»، وأشاد في سياق حديثه بمبادراته القيمة في تشجيع الشباب، مشيرا إلى أن المناسبة أيضا فرصة لتكريم عدد من المخرجين الشباب الذين تلقوا جوائز ووطنية ودولية. اللقاء شهد تكريم المخرج سعيد عولمي من طرف والي ولاية عنابة جمال الدين بريمي، ومدير الثقافة احسن تليلاني تقديرا لمساره في خدمة الثقافة الوطنية، كما تم بالمناسبة تكريم كل من المخرج الشاب عبد الله منصور بوغراف، الذي تأطر واحتك بكبار الفنانين في الجزائر، ليتمكن من الحصول على خبرة مكنته من صنع أفلام وثائقية شارك بها في عدة مهرجانات ويتوج بعدة جوائز وطنية ودولية. إضافة إلى تكريم المخرج الشاب بوكاف محمد الطاهر شوقي عرفانا لجهوده في مجال السينما والسمعي البصري، وهو صانع أفلام تحريك، حاصل على ماستر 2 في تخصص الاذاعة والتلفزيون وليسانس في الاعلام والاتصال، للمخرج 7 أفلام تحريك قصيرة، 70 مشاركة دولية ووطنية و40 جائزة دولية ووطنية أهمها جائزة رئيس الجمهورية الأولى علي معاشي للمبدعين الشباب، فضلا عن تكريم أيضا عبد الرحمان حراث الشاب الذي شهدت انطلاقته فرقة الشهاب للفنون الدرامية عنابة في سن 14، حبه للسينما جعلته يخوض تجربة الاخراج ليكون «حب الشيطان» أول عمل له في هذا المجال والذي استغرق انجازه من 2013 إلى 2015، لتتوالى بعدها انجازاته بفيلم «جميلة في زمن الحراك»، «آسف»، وغيرها من الأعمال التي أهلته لحصد العديد من الجوائز الوطنية والدولية.