نجح المنتخب الوطني في تحقيق تأهل مستحق إلى كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار عقب فوزه الثاني على التوالي أمام النيجر بهدف بغداد بونجاح، خلال المباراة التي جرت مساء أول أمس بتونس، وهو الانتصار الرابع للمنتخب الوطني في تصفيات «كان 2023»، ممّا سمح بالوصول الى 12 نقطة كاملة قبل جولتين عن الختام، في الوقت الذي أكد فيه الناخب الوطني جمال بلماضي عقب المباراة، أن الفترة المقبلة سيتم العمل على الوصول للتشكيلة المثالية التي سيخوض بها غمار «الكان». حقّق «الخضر» فوزا مهما في تصفيات «الكان» أمام النيجر سمح لهم بالتأهل إلى نهائيات المنافسة القارية قبل جولتين عن ختام التصفيات، وهو ما سيتيح للناخب الوطني استغلال فرصة المواجهتين المتبقيتين من أجل الوصول الى التشكيلة المثالية التي سيخوض بها غمار كأس افريقيا المقبلة. مباراة النيجر لم تكن سهلة، إلا أنّ الهدف المبكر الذي سجله بونجاح ساهم الى حد كبير في تحقيق الغاية من المباراة، وهو الظفر بالنقاط الثلاث التي كانت مهمة في سباق التصفيات، وسمحت للمنتخب الوطني بتحقيق العلامة الكاملة من اربع مباريات، حيث كان من الضروري حسم بطاقة التأهل من الآن للتفرغ خلال الفترة المقبلة من أجل التحضير الجيد للمنافسة القارية. بلماضي أكّد خلال تصريحات صحفية بعد المباراة، أن الهدف الأساسي تم تحقيقه، حيث قال «لقد حقّقنا الأهم وهدفنا من التصفيات، وهو التأهل إلى كأس افريقيا للأمم حيث اعتقد انه من الجيد حسم الأمور من الان قبل الجولتين المقبلتين لأننا ندرك ان التنافس سيكون كبيرا خلال المباراتين المقبلتين، ولو لم نكن قد حسمنا التأهل كنا سنواجه صعوبات كبيرة بما ان المواجهة المقبلة ستكون خارج الديار في أوغندا». الفترة المقبلة ستعرف قيام الجهاز الفني بعمل كبير حيث قال بلماضي في هذا الخصوص «بعد حسم تأشيرة التأهل إلى كاس إفريقيا سنعمل خلال الفترة المقبلة على استغلال كل تواريخ الفيفا من أجل الوصول إلى التوليفة والتشكيلة المثالية التي نستطيع من خلالها على الظهور بشكل أفضل بكثير من الذي قدمناه خلال النسخة الأخيرة والفرصة مواتية أمامنا من إجل العمل مع كل اللاعبين في الفترة المقبلة». لم يفوّت الناخب الوطني الفرصة ليشرح أسباب إجرائه للعديد من التغييرات في التشكيلة مقارنة بالمباراة الماضية، حيث قال «قمنا بتغيير تسعة لاعبين مقارنة بالمباراة الماضية، حيث حافظ محرز فقط رفقة بن ناصر على مكانتهما الأساسية بينما قمنا بتغيير كل اللاعبين، وهدفنا واضح هو إعطاء الفرصة لكل اللاعبين كما ان جودة العناصر الجديدة شجعتنا في ذلك لأنّنا ندرك أنّهم لاعبون قادرون على منح الإضافة، وهو الأمر الذي شاهده الجميع اليوم، فلاعب مثل شعيبي كان بإمكانه تسجيل ثنائية لولا قرارات الحكم». استرسل بلماضي في الحديث عن التغييرات التي قام بها، حيث قال «لقد قمنا بإشراك لاعبين أساسيين لم يسبق لهم حمل الألوان الوطنية مثل حجام وقيتون، كما أنّنا اعتمدنا على بن سبعيني مع توغاي في محور الدفاع، وهما اللذان يلعبان مع بعض للمرة الأولى، إلا انهما كانا في المستوى من الناحية الفنية ومع مزيد من المباريات الأمور ستكون أفضل». من الناحية الفنية لم يفوت الناخب الوطني الفرصة من أجل الحديث على أسلوب اللعب المتبع خلال المباراة، حيث قال «لقد قمنا بإجراء تغيير على الخطة من خلال اللعب بأسلوبين مختلفين، ومن الضروري الوصول إلى كاس إفريقيا، ونحن في قمة التنسيق والانسجام بين اللاعبين والنهج التكتيكي الذي نقوم بتطبيقه على أرضية الميدان رغم أننا نحتاج الى الوقت، إلا أن المباريات المقبلة ستكون مهمة لانها ستسمح لنا بالتقدم في مجال تعزيز الانسجام بين اللاعبين وأسلوب اللعب». نجح بلماضي في اختيار أفضل العناصر التي أكدت انها قادرة على منح الإضافة خلال الفترة المقبلة، حيث عرفت مباراة النيجر مشاركة لاعبين يتواجدون في التربص الأول لهم مع المنتخب الوطني، في صورة شعيبي الذي شارك لأول مرة كأساسي رفقة حجام وقيتون، وأبان الثلاثي على إمكانيات فنية مميزة. كان المنتخب الوطني يعاني كثيرا في غياب بن سبعيني بسبب غياب لاعب قادر على تعويضه، إلا أن الأمور الآن أصبحت مختلفة في تواجد حجام وآت نوري، والناخب الوطني الآن لن يجد صعوبة في تعويض بن سبعيني. تواجد حجام وآيت نوري معناه أنّ بن سبعيني سيكون من العناصر التي سيتم المراهنة عليها في محور الدفاع بسبب قدرته الكبيرة على الخروج بالكرة بطريقة سليمة بحكم أنه من العناصر التي تحسن اللعب بالكرة، وهو الأمر الذي يخدم المنتخب كثيرا وطريقة اللعب التي ينوي بلماضي تطبيقها. على الجهة اليمنى من الدفاع كسب قيتون نقاطا إضافية مقارنة بمهدي ليريس، حيث أنّ قيتون صال وجال خلال المباراة وكان ملك الرواق الأيمن بدون منازع، ومع مزيد من التنسيق رفقة لاعبي الخط الهجومي سيكون مردوده مؤثرا أكثر مع مرور الوقت. خط الوسط هو الآخر أصبح أكثر إبداعا بعدما تم تطعيمه بمجموعة مميزة من اللاعبين بقيادة «المايسترو» شعيبي، الذي أصبح لاعبا مهما في خطط بلماضي، وسيكون من الصعب الاستغناء عنه في الفترة المقبلة بما أنه يمنح حلولا كبيرة من الناحية الهجومية ويلعب دوره الدفاعي جيدا. مع تواجد قادري وزرقان إضافة الى بوداوي الأمور ستكون أفضل، والحلول متاحة بشكل كبير بالنسبة لبلماضي في الفترة المقبلة. هجوم المنتخب الوطني يعرف الكثير من المنافسة بين العديد من العناصر، حيث سيكون من الصعب على بلماضي اختيار العناصر المناسبة، في ظل تواجد لاعبين مثل سليماني وديلور، إضافة الى العائد بقوة بونجاح، وهو ما يعزّز من حظوظه للتواجد بقوة في كأس إفريقيا المقبلة.