وأنت في طريقك إلى مندوبية «بوعمامة» ببلدية وهران، يُشدّ النظر إلى الخيم الرمضانية الكبيرة المصطفة جنبا إلى جنب بمحاذاة الطريق الوطني 2، في واحدة من أبرز مظاهر التكافل والتآزر والتضامن الاجتماعي، لترتسم على وجهك لا إراديا ابتسامة تلخّص فطرة الانسان في حب الخير وفاعله. تزيّنت المنطقة بخيم للإفطار الجماعي لتصنع أروع الصّور المعبرة عن القيم الإنسانية، وكل ما تحمله هذه المناسبة الدينية من أخلاق فاضلة، وما تجسده من معان سامية في التضامن والمساواة والتآلف والتكافل الاجتماعي والإحسان للآخرين. وأفاد مقرّر اللجنة الإجتماعية والثقافية والرياضية ببلدية وهران، ومندوب مندوبية بوعمامة، بورزق الشيخ، أنّ «الخيم الرمضانية التي يشرف عليها المجتمع المدني على مستوى المنطقة، بالتنسيق مع بلدية وهران، من المظاهر اللافتة التي تبرز حرص المواطنين على التطوع والعمل الجماعي، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للفئات الضعيفة». وأوضح بورزق أنّ «مندوبية بوعمامة، تتميز بارتفاع كثافتها السكانية، وحتى أنّها أكبر من بعض البلديات، وهو ما يستدعي مزيدا من التكاثف والتضامن الإنساني لمساعدة الفئات الفقيرة والمعوزة في مثل هكذا مناسبات، سيما وأنّ رمضان الكريم، يتميز بأفراحه المتعدّدة بما فيها عمليات الختان الجماعي وكسوة العيد». وفي سياق متصل، قال نفس المسؤول إنّ «سياسة الدعم الجزائرية، عرفت العديد من الإصلاحات والبرامج من أجل صيانة كرامة المواطن ومرافقته، مشيرا في هذا الصدد إلى قرار إلغاء قفة رمضان، وتعويضها بمنح مبلغ مالي، ارتفع تدريجيا من 5 آلاف دينار جزائري إلى 6 آلاف دينار ليبلغ خلال السنتين الأخيرتين 10 آلاف دينار»، وأضاف أن «عدد المستفيدين هذه السنة ناهز 1880 عائلة ببوعمامة دائما، وأنّ هذه العملية كانت حساسة للغاية واستغرق ترتيبها تحقيقات معمقة بتحديد الأولويات وتجاوز بعض الحالات، بسبب تداعيات كوفيد على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية عامة». وفي الختام، أكّد بورزق الشيخ أنّ «والي وهران، سعيد سعيود، تحمّل مسؤولية تغطية العجز المسجل بمندوبية بوعمامة»، وثمّن - في الوقت نفسه - جهود المجتمع المدني في دعم البرامج الرسمية وتوسيع نطاق التعاون. ولقيت هذه الهبة التضامنية استحسان العديد من المواطنين الذين ثمّنوا في تصريحاتهم ل «الشعب» مختلف المبادرات، وأعربوا عن الفخر بالانتماء لهذا الوطن، بل والاعتزاز بمواطنيه، المعروفين بقيم التآخي والمحبة والتماسك والتلاحم.