العيد ربيقة:أطروحات كولونيالية تحاول المساس بالتاريخ الوطني ورموزه    وزير الداخلية يستقبل السفير الصيني : عرض آفاق التعاون المشترك بين الجزائر وبكين    المرصد الوطني لمجتمع المدني : تعيين مندوبين ولائيين ابتداء من شهر ديسمبر المقبل    حركة النهضة:ذويبي يطالب بالإسراع في تمرير قانون تجريم الاستعمار    كرة القدم/"شان 2024" /مؤجلة إلى 2025/ الدور ربع النهائي: "نشعر بتحسر كبير بعد الخروج من المنافسة"    البطولة العربية لإلعاب القوى لأقل من 18 سنة: ميدالية ذهبية للجزائري عبد القادر محرز في سباق 10000 م/مشي    السوق المالية : إطلاق استشارة وطنية لتنشيط المجال    العدوان الصهيوني: 10 شهداء بينهم طفلان إثر قصف الاحتلال مدينتي خان يونس وغزة    الرابطة الأولى "موبيليس" (الجولة الثانية): برمجة لقاء اتحاد الجزائر/مولودية الجزائر, يوم الأحد المقبل    سطيف : الدرك الوطني يطلق حملة توعية حول السلامة المرورية لفائدة سائقي الحافلات    الجزائر العاصمة: الإطاحة بعصابة أحياء وحجز أسلحة بيضاء محظورة    ادراج مدينة مليانة القديمة في سجل الألكسو للتراث المعماري والعمراني في البلدان العربية    باتنة : الشروع في تهيئة المحيط الخارجي للضريح النوميدي الملكي مدغاسن    معرض التجارة البينية الافريقية: مكاسب هامة منتظرة من طبعة الجزائر    غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 62686 شهيدا و157951 جريحا    الوحدة النقابية الافريقية: الدعوة إلى ملاحقة الشركات المتورطة في نهب ثروات الشعب الصحراوي    إقبال واسع على الجناح الجزائري    بحث سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات    ترتيبات خاصة بمسابقة التوظيف    مؤسّسات جزائرية تستلهم من التجارب العالمية    ميناء تيڤزيرت.. قبلة العائلات صيفاً    موجة حر ورعود مرتقبة على عدد من ولايات الوطن    هل تخشى المقاومة خطة احتلال غزّة؟    الجزائر في معرض أغرا 2025 بسلوفينيا    حيوية غير مسبوقة للمشهد الثقافي    براهيمي يتألق    هل اعتزلت خليف؟    4 مدن جزائرية في قائمة الأشد حراً    عبر إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق فورا في غزة    دعوة لتكوين إلزاميٍّ قبل فتح المطاعم    الجزائر: على العالم إنهاء هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة    تمزيق وثيقة العار الأممية..؟!    الجزائر توظف ثقلها الإقتصادي في خدمة الشعوب الإفريقية    الناشئة الجزائرية تبدع في المنتدى الثقافي الدولي للطفل بموسكو    استلام 7 مراكز جوارية لتخزين الحبوب    محليو "الخضر" يغادرون المنافسة بشرف    هذا هو المبلغ الأدنى للدفع عبر خدمة "بريد باي"    الجزائر تلعب دورا محوريا وقادرة على الظّفر بصفقات هامة    الجزائر سيّدة قرارها ونهج المساومات قد ولى    جاهزية تامة لضمان دخول مدرسي مريح    التحضير لموسم السياحة الصحراوية بإيليزي    ثلاثي جزائري يرفع سقف الطموحات بسويسرا    اختتام المخيم الوطني لأطفال طيف التوحد    انتشال جثة طفل بشاطئ بونة بيتش    بونجاح يتألق في قطر ويستذكر التتويج بكأس العرب 2021    من أبواب القصبة إلى أفق الصحراء... حوار الألوان بين كمال وماريا    ''نهج الجزائر" قلب عنابة النابض بالتاريخ    وهران تختتم الطبعة 14 للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي وسط أجواء فنية احتفالية    غزوة أحد .. من رحم الهزيمة عبر ودروس    " صيدال" يكرّم أحد أبطال الإنقاذ في كارثة وادي الحراش    وهران: تدعيم المؤسسات الصحية ب 134 منصبا جديدا لسنة 2025    حج 2026: تنصيب لجنة دراسة العروض المقدمة للمشاركة في تقديم خدمات المشاعر    انطلاق الطبعة الخامسة للقوافل الطبية التطوعية باتجاه مناطق الهضاب العليا والجنوب الكبير    هذه الحكمة من جعل الصلوات خمسا في اليوم    فتاوى : هل تبقى بَرَكة ماء زمزم وإن خلط بغيره؟    خالد بن الوليد..سيف الله المسنون    قتلة الأنبياء وورَثتُهم قتلة المراسلين الشهود    مناقصة لتقديم خدمات المشاعر المقدسة في حج 2027    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المغامرة.. إلقاء بالنفس إلى التهلكة
نشر في الشعب يوم 04 - 08 - 2023

عند كل موسم صيف، تحصد الشواطئ العشرات من الأرواح، وتتحوّل بذلك الخرجات الترفيهية والاستجمام للعائلات عبر الشواطئ إلى أحزان ومآتم حقيقية، وتبرز الإحصائيات المقدمة من طرف مديرية الحماية المدنية بسكيكدة ل«الشعب"، حجم الخطر الذي يهدّد سلامة المصطافين وبالأخص في الشواطئ غير المحروسة والصخرية.
أرجعت الملازم الأول، ايمان مرواني، المكلفة بالإعلام والاتصال بمديرية الحماية المدنية لسكيكدة، ارتفاع معدلات الغرق في الشواطئ لعدم التزام المصطافين ورواد الشواطئ بتعليمات وقواعد السباحة، وتفضيلهم المغامرة في شواطئ تمنع فيها السباحة رغم خطورتها، والبعض الآخر يقصد الشواطئ خارج أوقات الحراسة، الأمر الذي يجعل سلامتهم في خطر كبير.
وبحسب الحصيلة المؤقتة المتعلقة بموسم الاصطياف تمّ تسجيل إلى حدّ الآن، غرق 8 أشخاص بالشواطئ غير المحروسة، و4 غرقى بالشواطئ المسموحة بها السباحة، 3 منهم خارج أوقات العمل، والغريق الرابع تعرض إلى سكتة قلبية، حسب تصريح الطبيب المناوب، بالإضافة الى 3 غرقى بالمسطحات المائية، وحسب المصالح الحماية المدنية، فإن حالات الغرق على غرار الغريقين بشاطئ الرميلة رقم 3 ببلدية المرسى، تتراوح اعمارهم بين 21 و23 سنة، بشواطئ غير محروسة وممنوعة السباحة.
المغامرة ونقص الوعي وراء ارتفاع حالات الغرق
تؤكد المكلفة بالإعلام والاتصال على مستوى الحماية المدنية بسكيكدة، بأن من الأسباب الرئيسية في ارتفاع حالات الغرق بالشواطئ، هو عدم احترام المصطافين للرايات المرفوعة على مستوى الشواطئ، حيث إن عدم احترام المصطافين لقواعد السباحة والرايات المرفوعة في الشواطئ، يؤدي إلى ارتفاع عدد حالات الغرق.
وأشارت الملازم الأول - في ذات السياق - إلى أنه في العديد من الحالات يتمّ رفع في الشواطئ الراية الحمراء التي تمنع السباحة وتؤكد خطورة البحر، لكن بالرغم من ذلك يغامر العديد من الأشخاص بحياتهم ويدخلون البحر للسباحة غير مكترثين للأمر، ويعرضون بذلك حياتهم للخطر، وتكون النتيجة في الأخير الغرق المحقق.
وأضاف نفس المصدر سببا آخر وهو عدم احترام المصطافين للمسافات المسموحة للسباحة، ويغامرون بحياتهم بالسباحة لمسافات طويلة، وهذا الأمر أيضا يؤدي في الكثير من الحالات إلى الغرق، إلى جانب عدم تقيد المصطافين بالسباحة خلال فترات تواجد الحراسة التي يضمنها سباحو الحماية المدنية، بحيث يتمّ مع كل موسم اصطياف توظيف سباحين موسميين لمراقبة الشواطئ ومرافقة المصطافين والتدخل في حالات التبليغ عن وجود غرقى، لكن العديد من رواد الشواطئ لا يحترمون مواقيت عمل سباحيّ الحماية المدنية.
وأضافت مرواني، أن مصالح الحماية المدنية وككل موسم صيفي، تنظم حملات تحسيس وتوعية جوارية، لفائدة المصطافين، على مستوى 32 شاطئا محروسا بالولاية، ويتمّ من خلالها تقديم تعليمات وإرشادات، ونصائح، فيما يخص أخطار السباحة، لاسيما عندما لا تحترم.
ضجيج الشواطئ المحروسة.. حجة ضعيفة
يقول أحد المصطافين من ولاية ام البواقي بشاطئ العسكري 01 غير المحروس بكورنيش "سطورة"، أن السبب الرئيسي لاختياره لهذا الشاطئ، يتمثل أساسا في البحث عن الهدوء، لأن الشواطئ المحروسة مكتظة والإقبال عليها كبير، كما يرى البعض الآخر من الذين التقت يهم جريدة "الشعب"، أن الشواطئ غير المحروسة نظيفة وجميلة، لاسيما الصعبة المسالك، مع اعترافه أن السباحة في أماكن غير محروسة يشكّل خطرا كبيرا على الأرواح.
ورغم الحملات التحسيسية، فإنّ بعض المصطافين يضربون تلك النصائح والتوجيهات عرض الحائط، فتراهم يقبلون على الشواطئ الصخرية غير المحروسة، وأغلب أولئك المصطافين، كما أشار، أحد المصطافين من الولايات المجاورة، ما يؤدي إلى وقوع حوادث مميتة، سيما أنّ البعض لا يعي خطورة السباحة في مثل تلك الأماكن.
ويرى البعض الآخر من المصطافين، أن سبب اختيار العائلات للشواطئ غير المحروسة بالرغم من الأخطار، وافتقارها للمرافق الضرورية للاصطياف، بحثا عن "الحُرمة"، لكون بعض العائلات تلجأ إليها لما تعرفه الشواطئ المحروسة من الاكتظاظ والاختلاط، أما عن الشواطئ الصخرية فيقول نفس المتحدث أنها مقصد الشباب من محبي المغامرة، ومنهم من يزاوج بين الاستجمام وصيد السمك بالسنارة.
السباحة في شواطئ غير محروسة مخالف للشرع
أوضح أمين المجلس العلمي الدكتور محمد حمروش، بخصوص حكم السباحة في الشواطئ غير المحروسة، بأن السباحة في البحر والمسابح وغيرها للرجال أو النساء من الأمور المباحة إن أمنت منها الفتنة ولم يترتب عليها مفاسد ولا مضار شرعية أو أخلاقية.
وأضاف أن السباحة يشترط فيها أيضا أن لا تعرض صاحبها لأضرار بدنية قد تؤدي بحياته أو تعرضه للهلاك أو الموت، كالسباحة في الأماكن الممنوعة أو الشواطئ غير المحروسة، كما نرى كثيرا من الشباب، خاصة في هذه الأيام الشديدة الحرارة، يفضلون السباحة فيها بدعوى المغامرة أو البحث عن السكينة والهدوء، إلا أنها لا تخلو من الخطورة بل قد تؤدي بروادها إلى الهلاك المحقق.
وأكد الدكتور محمد حمروش، أن ديننا نهانا أن نعرض أنفسنا إلى مثل هذا الهلاك وأمرنا بحفظ أنفسنا وعدّ الحفاظ على النفس إحدى الضرورات التي جاء الإسلام لحمايتها والحفاظ عليها، وحرّم تعريضها للهلاك أو الخطر، فالسباحة في مثل هذه الأماكن هو تعريض للنفس لهذه الخطورة كالموت والهلاك، لأنها شواطئ صخرية خطيرة من جهة، ولتعرضهم لضربات الشمس وهو خطر آخر يهدّدهم لافتقار هذه الشواطئ للشمسيات الضرورية، وللحراس وأعوان الحماية، وكذا التسمّمات الغذائية لانعدام وسائل حفظ الطعام وغيرها من الأضرار، وكل ذلك فيها مخالفة لما جاء في ديننا الحنيف.
ومن هذا المنطلق يقول محمد حمروش، وجب على المسلم ألا يعرض نفسه لهذا الخطر، وألا يلحقه بغيره من أصدقائه أو أهله وأقاربه، وعلى المسؤولين أن يمنعوا مثل هذه الأخطار والمغامرات حفاظا على الأرواح والأنفس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.