تسجّل مراكز مكافحة السرطان في الجزائر سنويا أزيد من 14 ألف حالة جديدة بسرطان الثدي الذي ما يزال يتصدّر قائمة أنواع السرطانات الأكثر انتشارا على مستوى الوطن في ظلّ نقص الإقبال على تشخيص المرض في مراحله المبكرة لدى أغلب النساء بالرغم من الحملات التوعوية والتحسيسية التي تطلقها الجمعيات للوقاية من مخاطر الاصابة به وتحذيرات الأخصائيين من إهمال الفحص المبكر للداء. تكثف الجمعيات الوطنية المتخصّصة في مساعدة مرضى السرطان والأخصائيين خلال شهر "أكتوبر الوردي" نشاطاتهم التحسيسية والتوعوية حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي لاسيما مع ارتفاع معدل الإصابات في الجزائر لدى النساء في جميع الأعمار، خاصة وأن سرطان الثدي لم يعد يقتصر على كبار السن فقط ممن تتجاوز أعمارهم 50 سنة، وإنما يتمّ تسجيل إصابات بسرطان الثدي لدى شابات في العشرينات والثلاثينات في السنوات الأخيرة عكس ما كان سائدا في السابق إذ من الناذر تشخيص الداء عند هذه الفئة الشابة. في هذا الإطار، دعا المختص في معالجة الأورام باهي عدنان إلى ضرورة التحلي بالوعي والاهتمام بإجراء الفحص المبكر لزيادة فرص الشفاء من سرطان الثدي بنسبة قد تصل إلى 100 بالمئة في حال اكتشاف المرض في مراحله الأولى، محذرا النساء من إهمال القيام بالكشف المبكر عن سرطان الثدي عن طريق فحوصات الماموغرافي والايكوغرافي. وأضاف الأخصائي أن التشخيص المبكر لسرطان الثدي يعد السلاح الوحيد للوقاية والحماية من مخاطره التي قد تؤدي إلى الوفاة، خاصة وأنه يعد من أكثر السرطانات انتشارا في الجزائر بالنظر إلى الأرقام المسجلة سنويا، مشيرا إلى أن ظهور هذا المرض لدى النساء الجزائريات يأتي في سن مبكر مقارنة ببلدان أخرى ويكون السرطان في أغلب الحالات أكثر شراسة لدى الفتيات صغيرات السن. ويرى أن مخاطر سرطان الثدي على النساء يستدعي تكثيف الجهود من أجل تحسيس وتوعية أكبر عدد من الجزائريات بأهمية الكشف عن الداء وتفادي الفحص المتأخر الذي يجعل فرص نجاح العلاج في جميع مراحله ضئيلة، موضحا أن أعراض الإصابة بالمرض لا تظهر إلا في المراحل المتقدمة والتشخيص المبكر مرة واحدة في السنتين هو الوسيلة الأنجع للكشف عن سرطان الثدي قبل ظهور علاماته، قائلا إنها فحوصات بسيطة ولكن تساهم في إنقاذ حياة الكثير من الأرواح. وأكد في ذات السياق، أن طرق علاج سرطان الثدي تختلف حسب حالة كل مريضة وتتعدّد مراحل العلاجات المستخدمة ضد سرطان الثدي التي يتمّ تحديدها بعد التشخيص الدقيق ومرحلة الورم بناء على العمر وتاريخ العائلة وحالة الطفرة الجينية والتاريخ الطبي الشخصي، لافتا إلى أن الأساليب المتاحة لعلاج المرض قد لا تكون فعالة في المراحل المتأخرة.