مسرحية "يوغرطة" سفر في رحاب تاريخ مجيد

استمتع جمهور قاعة ابن خلدون بالجزائر العاصمة بالعرض المسرحي الجديد "يوغرطة" الذي أنتجته جمعية "ثيغري أو مزغون" (صرخة المسرح) بالتعاون مع المسرح الجهوي تيزي وزو، وذلك في إطار برنامج مؤسّسة فنون وثقافة لولاية الجزائر لإحياء احتفالية السنة الأمازيغية الجديدة.
وتدور أحداث هذه المسرحية التي كتب نصّها المؤلف محمد أمزيان بورابية وهي من إخراج اعراب إلياس، حول حياة الملك النوميدي "يوغرطة" حفيد "ماسينيسا" الذي عاش في الفترة من 160 إلى 104 قبل الميلاد وتصديه للرومان في منطقة شمال إفريقيا التي كانت مستعمرة رومانية.
وتتوالى أحداث المسرحية، وهي من نوع التراجيديا التاريخية، على مدار ساعة و30 دقيقة، لترسم ركحيا لمحات من بطولات هذا القائد وأبرز محطات المقاومة والتحالفات والصراعات التي خاضها داخليا وخارجيا ضدّ روما ودفاعه عن "نوميديا" وكذا الخيانات التي تعرّض لها من أبناء جلدته.
وتميّز العرض المسرحي الذي قدم باللّغة الأمازيغية بتقديم لوحة تصوّر وقوع يوغرطة في كمين نصبه له صهره باخوس الذي سلّمه إلى القنصل الروماني مكبّل اليدين سنة 104 قبل الميلاد، لينقل إلى روما ويعدم هناك كغيره من الثائرين ضدّ الإمبراطورية الرومانية التي كانت تسيطر على أراضي شاسعة في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا وغرب آسيا.
وقد اعتمدت الرؤية المسرحية على أداء الممثل وحضوره على الركح وعلى بنية سينوغرافية ذات دلالات وحمولات جمالية من تصميم السينوغرافي جاومي عمر، إلى جانب توظيف أزياء وأسلحة ترمز لفترة الاحتلال الروماني وهذا على خلفية موسيقية من توقيع حكيمة رامي.
وشارك في أداء العرض المسرحي عدد من الممثلين على غرار رامي ريمة، سي عمور توفيق، لابادن رابح، راجي يوسف، حارت حياة، حملات طارق، نجيمي حسين وغيرهم.
وعقب انتهاء العرض أشار كاتب النص محمد أمزيان بورابية أنّه "اعتمد في كتابة نصّه على مصادر ومراجع تاريخية، حيث استدعى ذلك جهدا كبيرا" للإحاطة بمختلف جوانب هذا القائد، وهذا بهدف "إيصال الرسالة بسهولة للجمهور والتعريف بمقاومة يوغرطة ضدّ الاحتلال الروماني".
ومن جهته، أوضح رئيس الجمعية المنتجة، حسين نجيمي، أنّ العمل يندرج في إطار "إحياء الذاكرة والتراث الثقافي الوطني"، مشيدا بالتعاون "والدعم التقني للمسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، فضلا عن مساهمة مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو"، ومضيفا أنّ العرض الشرفي العام للمسرحية قد تم تقديمه يوم 6 جانفي الماضي على ركح المسرح الجهوي تيزي وزو.