الدعاية والإعلام سلاحه الفتاك شدد اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، على ضرورة طرح إشكاليات جوهرية لدى معالجة ظاهرة الإرهاب الدولي، يتم الانطلاق منها لتحليل الوضع القائم، إذ لابد بحسبه من تعريف الإرهاب ومعرفة من المستفيد منه ومن يكونه وكذا أشكاله. مضيفا في سياق موصول، بأن الإرهاب ظل الأمبريالية وأن آخر أسلحته «الدعاية والإعلام». أوضح الضابط السامي المتقاعد مجاهد في تصريح ل «الشعب»، على الهامش منتدى «الشعب» المنظم، أمس، تناول إشكالية «عولمة الإرهاب وتداعياتها الجيو إستراتيجية»، بأن تحديد مفهوم الإرهاب بات أكثر من ضرورة لفهم وتحليل هذه الظاهرة العابرة للحدود والأوطان. إلى ذلك، يجب تحليل الأشخاص المتورطين فيه، من هم الإرهابيون أين ترعرعوا كيف تمت تربيتهم، ومن كونهم فكريا، ثقافتهم ونفسيتهم ينبغي أن تكون كذلك تحت المجهر، بحسبه. واعتبر مجاهد أن الإحاطة بجوانب الإرهاب أكثر من ضرورة، وفي مقدمتها الفكر والثقافة والعقيدة ودور المتورط في المجتمع، هل هو مقصى أم مهمش أم يلعب دورا ما، وإلى ذلك ذكر الشق السياسي وكذا العدالة، على اعتبار أنها إسمنت لحمة المجتمع، وفي نفس الوقت العمود الفقري لأي دولة. وبخصوص التداعيات الجيو استراتيجية، قال إن «العدو لا يتسلل من الحدود، وإنما يتسرب من العيوب»، قبل أن يخلص إلى القول بأن «المجتمع المتلاحم محصن ومطعم». وبعدما أكد ضرورة الابتعاد عن الانفعال والعاطفة في تناول الإرهاب، على اعتبار أن الأخير حرب بسيكولوجية بدرجة أولى، نبّه إلى موقف الغرب من الإرهاب؛ فالحادثة الأخيرة بفرنسا التي استهدفت مصنعا للغاز الصناعي، والتي راح ضحيتها شخص، سلط عليها الإعلام الضوء أكثر من حادثة أخرى أكثر شناعة تسبّب فيها شخص بأمريكا أطلق النار وتسبب في قتل 9 أشخاص، رغم أنه عمل إرهابي كذلك. وقال في سياق تحليله لإشكالية «الأمبريالية الجديدة»، إنها بمثابة ظل للإرهاب، هو عدوها المفيد وحليفها الاستراتيجي حيثما يظهر تظهر بدورها»، مضيفا «المركب الصناعي العسكري يعمل للتخلص من الأزمة والأموال تؤخذ من العرب». وتساءل في سياق موصول، لماذا يقتصر ظهور وانتشار الظاهرة على الجمهوريات ولم يطل ولا مرة المملكات؟ كما أن الحديث عن الطائفية والعرقية لا يعدو أن يكون تحويلا للأنظار، وستار دخان للتمويه على أغراض واستراتيجيات. وأعاب على الدول الغربية حديثها عن مكافحة الإرهاب، الذي يبقى شعارا، لأن الحقيقة بعيدة عن ذلك، مذكرا بتدخل فرنسا لتحرير إرهابيين مقابل تحرير رهينة واحدة، وأخطر سلاح للإرهاب، بحسبه، يتمثل في الدعاية والإعلام.