روبورتاج....لحسن..صاحب الأداء المستقر.. أمام مشكلة التراجع لبمستمر

بعد أن تطرقنا في عددنا الماضي من " الشباك " للنجم الصاعد في سماء توتنهام الإنجليزي متمثلا في صاحب القدم اليسرى السحرية الصاعد نبيل بن طالب، سنتحدث اليوم عن لاعب آخر يلعب بالقدم اليسرى و لكنه يعتبر من الركائز الأساسية للمنتخب الوطني الجزائري و من بين أكثر العناصر التي يعتمد عليها الناخب وحيد حليلوزيتش في جميع الرسوم التكتيكية التي يعتمد عليها ألا و هو مهدي لحسن، الذي عاش موسما صعبا جدا على كل الأصعدة سواء مع ناديه خيتافي في الليغا الإسبانية، أو مع " الخضر " في كأس أمم إفريقيا، و هو ما جعل الجميع يقف على حقيقة أن لحسن الذي إعتاد على تقديم أداء مستمر أصبح مستواه في تراجع مستمر في الفترة الأخيرة .
البداية كانت مبشرة ضد إشبيلية
بداية موسم 2012 – 2013 بالنسبة لمهدي لحسن كانت مبشرة، حيث أن الدولي الجزائري و بعد فترة تحضيرات جيدة مع ناديه خيتافي، سجل تواجده في التشكيلة الأساسية للمدرب لويس غارسيا بلاثا منذ إنطلاق مباريات الليغا الإسبانية، حيث لعب صاحب التسعة و عشرين سنة لقاء الجولة الأولى من الدوري ضد إشبيلية على أرضية ملعب " سانتشاز بيث خوان " في مواجهة شهدت تقديم متوسط ميدان " الخضر " مستوى مقبولا قبل أن يتم إستبداله قبل ربع ساعة من النهاية في خرجة شهدت تعرض " الأزوليس " للخسارة بهدفين مقابل واحد .
أوت " لحسن يفوز على الريال لأول مرة خلال 8 سنوات "
و خلال الجولة الثانية من الليغا، إستقبل مهدي لحسن و خيتافي جارهما العملاق ريال مدريد في مواجهة عرفت بقاء الدولي الجزائري على مقاعد بدلاء ملعب " كولوزيوم ألفونسو بيريز " حيث سجل دخوله في الخمس دقائق الأخيرة من المقابلة التي عرفت تحقيق أشبال المدرب لويس غارسيا لمفاجأة بداية الموسم في الدوري بتوفقهم على جوزي مورينيو و لاعبيه بنتيجة هدفين مقابل لواحد وقعها فاليرا و المغربي برادة، ليكون هذا هو الإنتصار على " الميرينغي " الأول بالنسبة للحسن طيلة ثمانية مواسم قضاها في البطولة الإسبانية .
فقد مكانته سريعا و بقي ملازما لمقاعد البدلاء
و إن كان لحسن قد شارك في أول خرجة لخيتافي في الدوري الإسباني، فإنه هذا الأخير عاد سريعا الى مقاعد البدلاء بسبب عدم إقتناع الطاقن الفني لنادي الضاحية المدريدية بالمستوى الذي كان يتواجد عليه الدولي الجزائري، خاصة و أن صاحب القدم اليسرى لم يتمكن من مجارة المنافسة الكبيرة التي فرضت عليه من لاعبي الريال السابقين تشافي توريس و بورخا اللذين تمكنا بسرعة البرق من تثبت مكانتهما في التشكيلة الأساسية ل " الخيتا " متحصلين على ثقة المدرب لويس غارسيا بلاثا الذي لم يكن يشرك لحسن سوى في بعضة دقائق على الأكثر خلال كل مباريات الليغا .
لم يصمد أمام قوة ميسي و البارصا
و بعد أن تمكن من تحقيق المفاجأة الكبرى ضد ريال مدريد، نهاية شهر أوت المنصرم، إستقبل لحسن و زملاؤه العملاق الآخر في الليغا متمثلا في برشلونة المدجج بكامل نجومه، حيث أن " البلاوغرانا " لم يتركوا أي فرصة لخيتافي على أرضية ملعب هذا الأخير " كولوزيوم ألفونسو بيريز " صانعين مهرجانا من الاهداف تداول على توقيعها كل من أدريانو، ليو ميسي على مرتين و دافيد فيا، لنشهد دخول مهدي بعد مرور ساعة من اللعب لم يتمكن خلالها الدولي الجزائري من تقديم الشيء الكثير مكتفيا بالركض وراء الكرة دون جدوى في لقاء إنتهى بفوز البارصا برباعية كاملة .
سبتمبر " حليلوزيتش يُعين لحسن قائدا جديدا للمنتخب الوطني "
و مع دخول شهر سبتمبر 2012 و تزامن ذلك مع إعلان كل من عنتر يحيى، كريم مطمور و نذير بلحاج لإعتزالهم اللعب الدولي مع الجزائر، إضافة الى غياب صخرة الدفاع مجيد بوقرة بسبب الإصابة، وجد الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش نفسه مجبرا على البحث عن قائد جديد لمحاربي الصحراء، ليقع في الأخير إختياره على مهدي لحسن مبررا خياره بأن لاعب خيتافي يقدم دائما أداءا مستقرا مع " الخضر " و يُمثل القوة الهادئة في وسط الميدان و هو ما جعل التقني البوسني ينصبه بشكل رسمي لحمل الشارة قبل المواجهة ضد ليبيا في تصفيات كأس إفريقيا .
مهدي كان مميزا خلال فوز " الخضر " ضد ليبيا
و في أول خرجة له و هو حامل لشارة القائد، تمكن مهدي لحسن من تقديم مستوى في القمة خلال تنقل المنتخب الوطني الى مدينة دار البيضاء المغربية لمواجهة نظيره الليبي في ذهاب الدور الإقصائي المؤهل ل " كان 2013 " بجنوب إفريقيا، حيث كان لاعب خيتافي بمثابة محرك وسط ميدان " الخضر " ضد أحفاد عمر المختار في اللقاء الذي إنتهى بفوز أشبال وحيد حليلوزيتش بهدف دون رد وقعه العربي هلال سوداني، كما تجدر الإشارة أن لحسن تغيب عن لقاء العودة في ملعب تشاكر بالبليدة بسبب عقوبة الإيقاف و لو أن ذلك لم يؤثر على التشكيلة الجزائرية التي جددت فوزها على ليبيا و ضمنت التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا .
أوكتوبر " مهدي يتعرض للإصابة و يثير القلق "
و لسوء حظ لحسن فإن أول يوم من شهر أوكتوبر المنصرم كان يوم كل التناقضات بالنسبة له، حيث أن الدولي الجزائري سجل عودته أخيرا الى التشكيلة الأساسية لناديه خيتافي الذي إستقبل نظيره مايوركا، و ذلك بعد غياب القائد الجديد للمنتخب الوطني عن الرسم التكتيكي للمدرب لويس غارسيا لمدة شهرين كاملين، و لكن سعادة لحسن لم تدم طويلا بما أنه وجد نفسه مضطرا للخروج من أرضية ملعب " الكولوزيوم ألفونسو بيريز " بعد مرور نصف ساعة فقط من اللعب بسبب تعرضه للإصابة، و هو ما أقلق كثيرا الناخب وحيد حليلوزيتش حينها خاصة و أن موعد " الخضر " مع المشاركة في كأس إفريقيا كان يقترب أكثر فأكثر .
جانفي " لحسن سيء جدا في كأس أمم إفريقيا "
مع حلول شهر جانفي 2013، كان الجميع ينتظر على أحر من الجمر ظهور المنتخب الوطني و قائده مهدي لحسن في أكبر المنافسات القارية متمثلة في " الكان "، و لكن آمال الجماهير الجزائرية تبخرت بسرعة البرق و بشكل مبكر، حيث أن أشبال الناخب وحيد حليلوزيتش كانوا خارج مجال التغطية على طول الخط في بلاد " البافانا بافانا " و لحسن في المقدمة، حيث أن متوسط ميدان خيتافي ظهر عليه ضعف فادح من الجانب البدني دفع ثمنه غاليا ضد كل من تونس، الطوغو، و كوت ديفوار ليودع محاربوا الصحراء كأس أمم إفريقيا من بابها الضيق بداية من الدور الأول .
لم يتحمل ضغط شارة القيادة و حليلوزيتش سحبها منه سريعا
و نظرا للمستوى المتواضع جدا الذي ظهر به مهدي لحسن مع المنتخب الوطني على غير العادة خلال كأس إفريقيا، فإن وحيد حليلوزيتش خرج بنتيجة نهائية هي أن متوسط ميدان خيتافي الإسباني لم يتحمل ضغط حمل شارة القيادة و كل ما تمثله بالنسبة للاعب في الجزائر، و هو ما دفع التقني البوسني سريعا للإعلان عن سحبها من مهدي و منحها أولا لكارل مجاني قبل أن تعود في النهاية الى صاحب الخبرة مجيد بوقرة بعد تماثله للشفاء من الإصابة .
فيفري " لعب أساسيا في " الكامب نو " و برشلونة صفعته بالستة "
و بعد نهاية " الكان "، إكتفى مهدي لحسن بتسخين مقاعد البدلاء الى غاية بداية شهر فيفري، حيث شارك اساسيا لاول مرة منذ عودته من كأس امم افريقيا مع ختافي خلال تنقل ممثلي الضاحية المدريدية الى ملعب " كامب ناو " لمواجهة بطل الليغا الإسبانية برشلونة، حيث عمل الدولي على تقديم الإضافة في وسط الميدان و لكنه لم يتسطع فعل الكثير امام الآلة الكتالانية التي اكتسحته و ناديه بسداسية كاملة تداول على توقيعها كل من اليكسيس و ميسي في الشوط الاول، و فيا، تيو، انييستا و بيكي على التوالي .
مارس " ضيع مبارة البنين و جنب الجزائر مشاكل مع الفيفا "
جدير بالذكر ان مهدي لحسن غاب عن مواجهة المنتخب الوطني ضد نظيره البنيني ذهابا على أرضية ملعب تشاكر بالبليدة بسبب البطاقتين الصفراوين اللتين تحصل عليهما في كأس إفريقيا، و هو ما جنب الجزائر مشاكل كبيرة مع الإتحادية الدولية لكرة القدم التي إصدرت قرارات قاسية على العديد من المنتخبات مثل ليبيا، إثيوبيا، السودان و تونس بسبب قيامها بإشراك لاعبين في مثل وضعية لحسن .
أفريل و ماي " لحسن يستعيد منصبه تدريجيا مع الخيتافينيس "
و مع إقتراب الليغا الإسبانية من نهايتها، تمكن مهدي لحسن من تسجيل عودة جيدة نسبيا مع " الخيتافينيس " مستعيدا مكانته الأساسية في تشكيلة المدرب لويس غارسيا بلاثا بشكل تدريجي، حيث أصبح الدولي الجزائري يلعب بإنتظام مساهما في تحقيق فريقه لورقة البقاء ما بين الكبار بشكل مبكر و لو أنه نادي الضاحية المدريدية كان قادرا على خطف مركز مؤهل للاوروبا ليغ لو تفاوض بشكل جيد في الجولات الأخيرة من البطولة .
جوان " لعب ضد البنين..غاب ضد رواند و مكانته في خطر مع تايدر "
رغم انه لم يلعب كثيرا خلال الموسم المنقضي، إلا أن مهدي لحسن تواجد مع المنتخب الوطني خلال مباريات شهر جوان الماضي، حيث لعب أساسيا ضد البنين مقدما تمريرة حاسمة لسليماني في بورتو نوفو، قبل أن يكتفي بمتابعة زملائه يعودون بالنقاط الثلاث من كيغالي الرواندية، و ذلك بسب قرار وحيد حليلوزيتش بترك مهدي على مقاعد البدلاء بما أن مكانة هذا الأخير في " الخضر " لم تعد مضمونة خاصة بعد التألق الكبير للاعب بولونيا سفير تايدر الذي أصبح في ظرف وجيز النجم الاول في التشكيلة الجزائرية .
حصيلته 924 دقيقة فقط و تراجع رهيب في أرقامه
و في الأخير، فإن حصيلة الدولي الجزائري مهدي لحسن هذا الموسم كانت متوسطة بمشاركته خلال عشرين مبارة في الليغا الإسبانية عشرة منها فقط بشكل أساسي بمجموع لم يتجاوز 924 دقيقة، و هي أرقام متواضعة جدا بالنسبة للحسن مقارنة ببطولة 2011 – 2012 و التي لعب فيها متوسط ميدان " الخضر " ثلاثة و ثلاثين لقاءا بمجموع 2415 دقيقة أي ضعف ما لعبه في الموسم الماضي و هو ما يوضح جليا التراجع الرهيب في مستوى مهدي .
يتجه للبقاء في الضاحية المدريدية لموسم جديد
و عن أهدافه المستقبلية، فإن مهدي لحسن يتجه للبقاء موسما جديدا مع خيتافي الإسباني و ذلك بسبب عدم تحصله على عروض جدية ما عدا إهتمام من طرف أوليمبياكوس اليوناني لكنه لم يتجسد في نهاية الأمر على أرض الواقع، و هو ما جعل الدولي الجزائري يباشر التحضيرات مع نادي الضاحية المدريدية على أمل يكون القادم أفضل و يخطف مكانة أساسية في تشكيلة لويس غارسيا خاصة و أن سنة 2014 ستحمل معها مواعيد كبيرة خاصة في حالة تأهل " الخضر " الى كأس العالم بالبرازيل .