جعفر يفصح في ضيافة الشروق اليومي

تحدث‮ عن‮ المراحل‮ التي‮ يمر‮ بها‮ تنظيم‮ الألعاب‮ الإفريقية‮ بالجزائر،‮ كما‮ تطرق‮ إلى‮ العراقيل‮ التي‮ وقفت‮ في‮ طريق‮ لجنة‮ التنظيم‮ وعن‮ استحالة‮ بناء‮ قرية‮ أولمبية‮ ببلادنا‮ نتيجة‮ الغزو‮ الذي‮ تشهده‮ العاصمة‮.‬ يفصح لم يتنازل عن تحفّظه وفتح ملفات الألعاب أمام صحافيي »الشروق اليومي« بطريقة ليست غريبة عن طريقته المعتادة، حيث لم يحمل ورقة أو وثيقة وكل المعلومات مخزنة برأسه وقد تكون هذه الميزة نقطة قوة أبقته في منصبه رغم رغبته في الرحيل.
بطاقة‮ حمراء تهديد‮ للنفس
فكر‮ مليّا‮ قبل‮ أن‮ يعلن‮ عن‮ إشهار‮ البطاقة‮ الحمراء‮ في‮ وجهه‮ هو‮ وليس‮ شخصا‮ آخر‮ في‮ الوسط‮ الرياضي‮. وتحدث‮ بلغة‮ الواثق‮ من‮ نفسه‮ الباحث‮ عن‮ مخرج‮ دبلوماسي‮ يزيح‮ عنه‮ أذى‮ من‮ قد‮ يختلف‮ معهم‮.‬ وقال يفصح إن تهديد النفس من أبرز شروط الإداري الناجح، حيث يجب عليه العمل دون نسيان ما يعده أعداء النجاح، كما يتطلب الواقع العيش مع المهمة دائما في البيت والمكتب والطريق وفي كل مكان حتى لا يترك الثغرات الممكنة في أي عمل إنساني. عندما‮ أشهر‮ البطاقة‮ الحمراء‮ وأوجهها‮ لنفسي‮ أذكرها‮ بأنها‮ في‮ منصب‮ مؤقت‮ وقد‮ تغادره‮ في‮ أي‮ وقت‮ ولا‮ تبقى‮ إلا‮ الأعمال‮ والانجازات‮ التي‮ تعطي‮ لأي‮ إطار‮ مكانته‮ العلمية‮ والعملية‮ ‮ قال‮ يفصح‮.‬ ورغم‮ الدبلوماسية‮ التي‮ تحدث‮ بها‮ الرجل،‮ إلا‮ أنه‮ حافظ‮ على‮ نسق‮ متزن‮ يحفظ‮ له‮ ويقيس‮ المكانة‮ التي‮ وصل‮ إليها‮ قبل‮ أن‮ تغازل‮ اللون‮ الأحمر،‮ فهل‮ المغازلة‮ حقيقية‮ أم‮ موجهة‮ لغرض‮ ما؟‮.‬
في‮ الاتجاه‮ المعاكس: دعوة‮ الى‮ المصالحة
لم يعلن عن السائرين في الاتجاه المعاكس ولم يقر بأنه هو من يمشي عكس الاتجاه العام وغلف كل ما يحدث في الوسط الرياضي بأوصاف عامة تدعو الى المصالحة مع الذات ومع الناس جميعا خدمة للرياضة وللجزائر المقدمة على تنظيم حدث قاري كبير عام 2007. دعا يفصح الى التفاف جميع الفاعلين حول اللجنة المنظمة للألعاب الافريقية وتناسي الاختلافات، مهما كانت، لأن الوقت لم يعد كافيا لإخراج هذه الصراعات الى الواجهة، لأن المنهزم في نهاية المطاف لن يكون غير الجزائر والرياضة على وجه الخصوص. ولم يتحدث بصراحة أو بعباراة أخرى لمح الى وجود مجموعة من محبي الفشل لا يود أن يعطيهم أكثر من حقهم ولن يتحدث عنهم حتى يعودوا الى رشدهم ويعملوا وفق مصلحة البلاد وبعد نهاية الألعاب يكون التقييم عن عمل كل رجل وكل هيئة وعندها يظهر من يسير في الاتجاه المعاكس ومن يسبح ضد التيار.
ملفات‮ الماضي: معركة‮ الدار‮ البيضاء
عندما تتحدث الى إداري تمرّس في فك شفرات الملفات والعقود، تزيح عنك عناء العواطف وحديث القلوب الذي قد يؤدي بك نحو طريق آخر قد لا يخدم مهمتك، لكن مع يفصح تتغير الأمور في لحظة... تتغير عندما يعود الى ماضيه كلاعب ومدرب، يتحدث عن زملائه في الكاب والأبيار وفي المنتخب‮ الوطني‮ عندما‮ تدرج‮ من‮ منتخب‮ الأواسط‮ حتى‮ صار‮ مديرا‮ للمنتخبات‮ الوطنية‮.‬ عاد يفصح بذاكرته الى عام 1983 عندما واجه المنتخب الوطني نظيره الفرنسي في الدور الأول بالألعاب المتوسطية بالدار البيضاء المغربية وكيف أبدع اللاعبون في صناعة الفوز في تلك الأجواء المشحونة... لقد كتب لاعبو المنتخب في تلك الفترة بدايات الرواية الملحمية للصغيرة الجزائرية، انتقموا لكل الجزائر من فرنسا قال ضيف الشروق الذي غادر المغرب ليحط الرحال بأنغولا 1985 عندما توج المنتخب الوطني بالكأس القارية للمرة الثالثة التي تعني الاحتفاظ النهائي بها، وقصد هذا التاريخ وهذا التتويج لأنه جاء في ظروف خاصة تثبت أن اللاعب الجزائري‮ كلما‮ تعرض‮ للضغط‮ كلما‮ زادت‮ همّته‮.‬
بورتريه: دبلوماسي‮ الإدارة‮ الرياضية
لبس ثوب العيش في جرجرة فمنحته نقاء السجية وصفاء الروح واشتق من الأوراس موطن تربيته عزة النفس وصلابة الارادة عندما مزج بين الاثنين كوّن شخصية جعفر يفصح اللاعب والمدرب والمسير... قضى على أسطورة الخبرة والسنين الطويلة المطلوبة لتقلد المناصب والمهام، لم يَخَفْ‮ المنافسة،‮ جرّب‮ كل‮ الطرق‮ التي‮ تتيح‮ له‮ التألق‮ وحصل‮ على‮ التفوق‮ رغم‮ أنه‮ ينتظر‮ المزيد‮ ولايزال‮ يعتبر‮ نفسه‮ في‮ بداية‮ الطريق‮.‬ من الكاب الى الأبيار وحتى المنتخب الوطني ومبنى وزارة الشباب والرياضة، حكاية شاب اختصر كل معاني التحدي في جسم قصير اعتاد على المراوغة للاحتفاظ بالكرة وتمريرها في الوقت المناسب، لذلك تجده على علم بكل ما بين يديه من ملفات حتى الصغير منها. يفصح‮ القبائلي‮ المتوشح‮ برداء‮ الأوراس،‮ خاض‮ معركة‮ الألعاب‮ العربية‮ بلسان‮ عربي‮ فصيح‮ ويستعد‮ لحرب‮ قارية‮ بكل‮ اللغات،‮ يتحرك‮ ببطء‮ ويزن‮ خطواته،‮ كل‮ ما‮ يبدر‮ عنه‮ محسوب‮ الى‮ حين‮.‬
هناك‮ تباين‮ في‮ التنفيذ
يعترف جعفر يفصح في بداية حديثه بوجود تأخر في التنظيم، حيث يعكف حاليا لتنفيذ المخطط المفصل الذي تم وضعه، فهناك تباين في التنفيذ الميداني من محور لآخر، وهو يعود لعدة عوامل يحصرها الرجل في النقاط التالية: التأخر الكبير الذي عرفه تنظيم هياكل المجلس الأعلى للرياضة في افريقيا، تأجيل اللجنة الثنائية ممثلة بلجنة التنظيم بهياكل الرياضة الافريقية، انعكست على المصادقة على لوائح اللجان الفنية للالعاب، وكذلك عدد ونوعية الألعاب والبرنامج العام للدورة والمصاحبة لها وكذلك‮ تسويق‮ الدورة‮. اضافة الى التأخر في تنصيب اللجان الفنية ال12 التي نص عليها المرسوم التنفيذي، وكذا اللجان التنفيذية، والذي تم تنصيبه يوم 6 نوفمبر، وقد استدركنا هذا التأخر من خلال الاجتماعات التي تمت بين أعلى مستوى آخرها كان يوم 8 جانفي الأخير بين الحكومة والوزارة والولاة المعنيين‮ بتنظيم‮ الدورة‮.
90 في‮ المائة‮ من‮ المنشآت‮ الرياضية‮ وأماكن‮ الإيواء‮ جاهزة
قدر جعفر يفصح ان 90 في المائة من المنشآت الرياضية واماكن الإيواء جاهزة، للدورة، فهناك بعض المنشآت ستخضع الى عملية الترميم، على غرار ملعب 5 جويلية، كما ان هناك منشآت وهي قليلة سيتم بناؤها كالمركز الوطني للتجديف بسد بوكردان والمركز الوطني للرماية، هذا الأخير قال انه لم يجسد لأسباب مختلفة، وكذلك المركز الوطني للطب الرياضي، والمركز الوطني لمكافحة المنشطات، ولأن هذا الأخير لن يكون مؤهلا، تم تجهيز مركز بمعايير دولية، بغطاء معتمد دوليا ونحن في اتصال مع اربعة مخابر دولية، تونس، مدريد، باريس، لشبونة.
اما‮ بخصوص‮ الإيواء‮ فقال‮ جعفر،‮ سنوفر‮ 17‮ الف‮ سرير،‮ وستكون‮ تحت‮ تصرفنا‮ بداية‮ من‮ شهر‮ جوان‮.‬
جعفر وفي حديثه عن الإيواء، كشف انه تم اختيار ستة فنادق متواجدة في العاصمة، سعر الليلة الواحدة 40 دولارا، اما بخصوص مركز الاعلام الخاص بالصحافيين فأجاب يفصح انه ان هذا المركز سيترأسه مستشار في وزارة الاتصال والثقافة وتم اختيار المركز الدولي للصحافة، وهناك ملحق‮ له‮ يتواجد‮ بمركب‮ 5‮ جويلية‮ وتم‮ توسيعه‮.‬ يفصح‮ فند‮ ان‮ كان‮ هناك‮ اتفاق‮ مع‮ احد‮ الخواص‮ للتكفل‮ بالنقل،‮ وقال‮ في‮ هذا‮ الإطار‮ ستطرح‮ قريبا‮ مناقصة‮ وطنية،‮ وفق‮ دفتر‮ الشروط،‮ نحن‮ بصدد‮ انهائه‮.‬ ويترأس‮ لجنة‮ النقل‮ هذه‮ اطار‮ من‮ ديوان‮ وزارة‮ النقل‮ وهي‮ اللجنة‮ التي‮ اعدت‮ هذه‮ الوثيقة‮ وستعرض‮ على‮ لجنة‮ التسويق‮ وفقا‮ للقوانين‮ للمصادقة‮ عليها،‮ وكل‮ شخص‮ يرفض‮ ملفه‮ له‮ الحق‮ في‮ الطعن‮.‬
هدفنا‮ ليس‮ الربح‮ المالي‮ بل‮ تلميع‮ صورة‮ الجزائر‮
اما بخصوص رده إن كان الهدف من إقامة هذه الدورة في الجزائر الربح المالي، اجاب يفصح قائلا "هدفنا ليس الربح، بل هو تلميع صورة الجزائر دوليا وجعلها عروسة افريقيا، وجعل الجزائر على مدار اسبوعين محط انظار العالم أجمع". اما بخصوص تسويق الدورة فأجاب يفصح "الأفضلية للمجلس الافريقي، حيث يحق للمجلس ان يستغل حقوق بث الدورة، لكن يحق له التنازل للبلد المنظم مقابل 30 في المائة من المدخول الصافي للدورة على حساب نسبة الربح بطبيعة الحال، وحسب الاتفاقية المبرمة بيننا وبين المجلس الافريقي‮ الأعلى‮ للرياضة،‮ والتي‮ تم‮ تنصيبها‮ في‮ 28‮ نوفمبر‮ 2005،‮ 70‮ في‮ المئة‮ من‮ حقوق‮ الإشهار‮ ترجع‮ للجزائر‮".‬
البث‮ التلفزيوني‮ سنفصل‮ فيه‮ لاحقا
الجزائر هي صاحبة القرار، وسنطرح مناقصة دولية عبر وسائل الاعلام تكون مفتوحة لكل تلفزيونات العالم ومن يقدم اكثر سيفوز بحق البث، لكن في حال تساوي المبلغ المقدم مع التلفزيون الجزائري، الأولوية ستكون بطبيعة الحال للتلفزيون الجزائري. جعفر يفصح كشف لنا ان بث جميع مباريات الدروة سيكون مضمونا على البث الأرضي للتفزيون الجزائري، لكن نأمل ان يفوز التلفزيون الجزائري بحقوق البث حتى لا تحرم الجالية الجزائرية وحتى الافريقية من متابعة هذا الحدث الرياضي الكبير. يفصح‮ كشف‮ كذلك‮ خلال‮ حديثه‮ هذا‮ ان‮ مؤسسة‮ النشر‮ والإشهار‮ تم‮ تكليفها‮ بخصوص‮ نسبة‮ الفوائد‮ بخصوص‮ الإشهار‮.‬
هناك‮ ضمانات‮ بمشاركة‮ جميع‮ النجوم‮ الإفريقية‮ في‮ الدروة
اما ان كانت هناك ضمانات بمشاركة جميع النجوم الإفريقية في هذه الدورة، خاصة نجوم العاب القوى، فرد يفصح قائلا: نعم هناك ضمانات خاصة وان الدورة ستجرى في تاريخ تم اختياره بموافقة كل الهيآت الرياضية الدولية، فعلى مدار الدورة لن تنظم أي منافسة او أي تظاهرة رياضية اخرى موازية لدورة الجزائر، مما يعني انه لا تكون أية حجة من طرف أي احد، وهي النقطة التي ستكون محل تناول من طرف رؤساء الدول الأفارقة في القمة الافريقية القادمة المنتظر ان تعقد بالجماهيرية العربية الليبة خلال الربيع القادم.
لم‮ استقل‮ من‮ منصبي‮ بل‮ طلبت‮ الإعفاء
اما بخصوص ما تردد مؤخرا باستقالته من منصبه، قال جعفر يفصح ان الاستقالة كانت من صنع بعض الصحافة الوطنية، فكل ما في الأمر انني طلبت الإعفاء من منصبي نظرا للخلط الذي حمله المرسوم بخصوص تحديد دخول الأموال وطريقة صرفها، لكن بعد مشاورات مع الوزير باعتباره هو الرجل‮ الأول‮ في‮ تنظيم‮ الدورة‮ تم‮ ايجاد‮ حلول‮ لهذا‮ الإشكال‮.‬ فصندوق الدعم المالي للألعاب وقعت فيه اخطاء، تم إحداث صندوق ثاني وهو ما يتناقض مع المرسوم وهو الذي وضعنا في طريق مسدود، لكن تم حل المشكل بتعيين مراقب مالي وعون رقابة وآمر بالصرف، وانا المسؤول الأول عن الصرف حاليا، حيث توجد لجنة في هذا الاطار تم تنصيبها يوم 6 جانفي‮ الأخير،‮ وهو‮ الإشكال‮ الذي‮ أثر‮ على‮ وتيرة‮ التحضيرات‮.‬ يفصح‮ كشف‮ كذلك‮ ان‮ لا‮ مشكلة‮ بينه‮ وبين‮ الوزير‮ قيدوم،‮ وكذلك‮ بينه‮ وبين‮ السيد‮ سالمي،‮ وكذلك‮ لا‮ توجد‮ قضية‮ اسمها‮ مسكوري،‮ فكلنا‮ نعمل‮ في‮ شفافية‮ وفي‮ جو‮ أخوي‮ من‮ اجل‮ انجاح‮ الدورة‮.‬
رقم‮ قياسي‮ في‮ عدد‮ الرياضيين‮ و29‮ رياضة‮ مبرمجة
اما بخصوص عدد الرياضيين والرياضيات، فقال يفصح ان دورة الجزائر ستحطم كل الأرقام السابقة سواء من حيث عدد المشاركين او عدد الرياضات المبرمجة، وينتظر حسب المتحدث مشاركة ما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف وهو عدد لم يسبق وان سجل من قبل، وهذا في 29 رياضة، ولأول مرة نسجل ادراج رياضة التجديف والقوارب الشراعية والفروسية والكينغ بوكسينغ واختصاص المداومة، وسيتم احتساب جميع الميداليات في الدورة، عكس دورة الألعاب العربية الأخيرة التي أثار بشأنها الترتيب النهائي للميداليات جدلا كبيرا.
كريم‮ مادي