العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 64756 شهيدا و164059 مصابا    الأمم المتحدة: الجمعية العامة تصوت لصالح قانون يؤيد حل الدولتين    المجلس الشعبي الوطني : وفد مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائر- بيلاروس يبحث مع نظرائه سبل تعزيز التعاون المشترك    مناجم : اجتماع عمل لمتابعة مشروع استغلال منجم الزنك و الرصاص تالة حمزة-واد اميزور ببجاية    المنتدى العالمي للبرلمانيين الشباب : المجلس الشعبي الوطني يبرز بليما حرص الجزائر على تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية    عميد جامع الجزائر يترأس جلسة تقييمية لتعزيز التعليم القرآني بالفضاء المسجدي    المجلس الأعلى للشباب : انطلاق فعاليات مخيم الشباب لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة بالجزائر العاصمة    قسنطينة : المركز الجهوي لقيادة شبكات توزيع الكهرباء, أداة استراتيجية لتحسين الخدمة    الفنان التشكيلي فريد إزمور يعرض بالجزائر العاصمة "آثار وحوار: التسلسل الزمني"    الديوان الوطني للحج و العمرة : تحذير من صفحات إلكترونية تروج لأخبار مضللة و خدمات وهمية    باتنة: أطلال سجن النساء بتفلفال تذكر بهمجية الاستعمار الفرنسي    القضاء على إرهابيَيْن وآخر يسلّم نفسه    هذا مُخطّط تجديد حظيرة الحافلات..    الجزائر تدعو إلى عملية تشاور شاملة    فرنسا تشتعل..    المارد الصيني يطلّ من الشرق    ميسي ورونالدو.. هل اقتربت النهاية؟    إبرام عقود بقيمة 48 مليار دولار في الجزائر    طبعة الجزائر تجاوزت كل التوقعات    المكمّلات الغذائية خطر يهدّد صحة الأطفال    الجزائر تشارك بالمعرض الدولي لتجارة الخدمات بالصين    نحو توفير عوامل التغيير الاجتماعي والحضاري    أجندات مسمومة تستهدف الجزائر    صندوق تمويل المؤسسات الناشئة والشباب المبتكر إفريقيا    يدين بشدة, العدوان الصهيوني الغاشم,على دولة قطر    المخزن يقمع الصحافة ويمنع المراقبين الدوليين    اهتمامات القارة تتصدر أولاويات الدبلوماسية الجزائرية    الحدث الإقتصادي الإفريقي بالجزائر تخطى كل الأهداف    معرض التجارة البينية الإفريقية 2025: طبعة حطمت كل الأرقام القياسية    الرابطة الأولى "موبيليس": فريق مستقبل الرويسات يعود بنقطة ثمينة من مستغانم    مسابقة لندن الدولية للعسل 2025: مؤسسة جزائرية تحصد ميداليتين ذهبيتين    :المهرجان الثقافي الدولي للسينما امدغاسن: ورشات تكوينية لفائدة 50 شابا من هواة الفن السابع    بيئة: السيدة جيلالي تؤكد على تنفيذ برامج لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الحرائق    ملكية فكرية: الويبو تطلق برنامج تدريبي عن بعد مفتوح للجزائريين    حج 2026: برايك يشرف على افتتاح أشغال لجنة مراجعة دفاتر الشروط لموسم الحج المقبل    هالاند يسجّل خماسية    بللو يزور أوقروت    ثعالبي يلتقي ماتسوزو    استلام دار الصناعة التقليدية بقسنطينة قريبا    حملة لتنظيف المؤسّسات التربوية السبت المقبل    عزوز عقيل يواصل إشعال الشموع    تكريم مرتقب للفنّانة الرّاحلة حسنة البشارية    القضاء على إرهابيين اثنين وآخر يسلّم نفسه بأدرار    تعاون جزائري-صيني في البحوث الزراعية    "الحلاقة الشعبية".. خبيرة نفسانية بدون شهادة    "أغانٍ خالدة" لشويتن ضمن الأنطولوجيا الإفريقية    كرة اليد (البطولة الأفريقية لأقل من 17 سنة إناث) : الكشف عن البرنامج الكامل للمباريات    فتاوى : زكاة المال المحجوز لدى البنك    عثمان بن عفان .. ذو النورين    حملة تنظيف واسعة للمؤسسات التربوية بالعاصمة السبت المقبل استعدادا للدخول المدرسي    سجود الشُكْر في السيرة النبوية الشريفة    شراكة جزائرية- نيجيرية في مجال الأدوية ب100 مليون دولار    درّاج جزائري يتألق في تونس    التأهل إلى المونديال يتأجل وبيتكوفيتش يثير الحيرة    قطاع الصيدلة سيشهد توقيع عقود بقيمة 400 مليون دولار    عقود ب400 مليون دولار في الصناعات الصيدلانية    "الخضر" على بعد خطوة من مونديال 2026    هذه دعوة النبي الكريم لأمته في كل صلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيسيا: زبائن غير معروفين حصلوا على حوالي 500 مليار بطريق غير قانونية
نشر في الشروق اليومي يوم 31 - 01 - 2007

عرف اليوم الثالث من محاكمة البنك الصناعي والتجاري الجزائري بمحكمة الجنايات في وهران، مثول المتهم "ل. محمد" الذي كان يشغل منصب رئيس مصلحة أمانة الالتزامات ومديرا بالنيابة، خلال فترة غياب مدير وكالة البنك الخارجي الجزائري في سيڤ.. الساعة التاسعة والنصف صباحا، الجميع كان ينتظر مثول المتهم "ل. محمد"، وذلك لأنه يعد العنصر الأكثر أهمية عقب غياب المتهم الرئيسي "ع. ميلود"، فقد كان يخلفه في كل شيء.. في الإدارة، وإصدار الأوامر.. وحتى في التوقيعات.
بداية‮ التعامل‮ بالسفاتج‮ في‮ وكالة‮ سيڤ‮.. يكشف‮ المستور
تقدم‮ المتهم‮ "‬ل‮.‬محمد‮"‬،‮ رجل‮ في‮ الخمسينيات‮ من‮ العمر،‮ ظهر‮ خلال‮ حديثه‮ متلعثما،‮ وخائفا‮..‬ يستعمل‮ يديه‮ كثيرا‮ خلال‮ الكلام،‮ ويجيب‮ عن‮ معظم‮ الأسئلة‮ الموجهة‮ إليه‮ بالدارجة‮.‬
رئيس‮ الجلسة‮ عشعاشي‮ عبد‮ الوهاب،‮ بدأ‮ كلامه‮ بطمأنة‮ المتهم‮ ثم‮ سأله‮:‬
-‬‮ هل‮ أنت‮ مسبوق‮ قضائيا؟
-‬‮ نعم‮ سيدي‮ الرئيس‮ لدي‮ قضية‮ تتعلق‮ بإصدار‮ شيك‮ بدون‮ رصيد‮ بمعسكر،‮ وعوقبت‮ فيها‮ بستة‮ أشهر‮ غير‮ نافذة‮.‬
-‬‮ في‮ أي‮ عام؟
-‬‮ 1996‮.‬
-‬‮ تفضل‮ بالإجابة‮ عن‮ قرار‮ الإحالة‮ والتهم‮ الموجهة‮ إليك؟
- سيدي الرئيس، أريد في البداية أن أقول إنني أزاول مهنتي في البنك منذ تاريخ أفريل 1989، أعمل في وكالة سيڤ وأقطن في وهران.. لقد بقيت أسافر يوميا من وهران إلى سيڤ لمدة 14 سنة، كما أنني لم أتربص أبدا في حياتي المهنية، وفي سيڤ، أخذت جميع معارفي من المدير السابق‮ في‮ تلك‮ الفترة،‮ بوعبد‮ الله،‮ لقد‮ تدربت‮ على‮ كيفية‮ معالجة‮ القروض‮ والتعاملات‮ البنكية‮.. بعدها‮ بثلاث‮ سنوات،‮ أصبحت‮ رئيس‮ مصلحة‮.‬
في سنة 1999، غيروا لي الوظيفة، فتوليت رئاسة مصلحة أمانة الالتزامات، بعدها بسنة، تم ترسيمي.. كانت مهمتي متابعة القروض وليس إنجازها، فأراقب الضمانات، ثم أقوم بوضع قائمة للمدينين من الزبائن في نسختين، واحدة لي والأخرى للمدير، ثم نرسل كل شيء إلى المديرية الجهوية،‮ أما‮ الإعذارات‮ إلى‮ الزبائن،‮ فنرسل‮ نسخة‮ منها‮ إلى‮ الإدارة‮ في‮ العاصمة‮ مع‮ تحديد‮ مهلة‮ ثمانية‮ أيام‮ لكل‮ زبون‮ من‮ أجل‮ الدفع‮..
للإشارة،‮ فقد‮ بقيت‮ سيدي‮ الرئيس‮ مسؤولا‮ عن‮ هذه‮ المصلحة‮ حتى‮ أثناء‮ غياب‮ المدير،‮ قبل‮ أن‮ يتم‮ تغييره‮ وتعيين‮ المرحوم‮ عرجون‮ الميلود‮..‬
-‬‮ هنا‮ يتدخل‮ القاضي‮ ليسأل‮: كم‮ استمر‮ في‮ منصبه؟
-‬‮ 6 أشهر‮.‬
-‬‮ من‮ خلفه‮ بعدها؟
-‬‮ أعادوا‮ المدير‮ الأول‮ بوعبد‮ الله‮ الذي‮ كان‮ في‮ بشار‮..‬
-‬‮ ثم‮ متى‮ عاد‮ عرجون؟
-‬‮ أواخر‮ العام‮ 1998،‮ بعد‮ إحالة‮ بوعبد‮ الله‮ على‮ التقاعد‮.‬
-‬‮ لماذا‮ كنت‮ تخلف‮ المدير‮ أثناء‮ غيابه؟
-‬‮ لأنني‮ كنت‮ محل‮ ثقته‮.‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ لديك‮ صفة‮ نائب‮ المدير؟
-‬‮ لا‮ يا‮ سيدي‮..‬
-‬‮ منذ‮ متى‮ بدأت‮ تخلفه‮ في‮ غيابه؟
-‬‮ منذ‮ سنة‮ 1999‮.‬
-‬‮ في‮ العطلة‮ فقط‮ أم‮ في‮ الحج‮ أيضا؟
-‬‮ لقد‮ خلفته‮ في‮ الحج‮ أيضا‮.‬
-‬‮ نعود‮ إلى‮ موضوع‮ السفاتج‮.. ما‮ علاقتك‮ بها؟
-‬‮ إنني‮ لم‮ أرها‮ أبدا‮ في‮ حياتي‮ سيدي‮ الرئيس‮.. كما‮ لم‮ أتدرب‮ على‮ التعامل‮ البنكي‮ معها،‮ أما‮ مصاريفها،‮ فتحسب‮ في‮ العاصمة‮..‬
-‬‮ وأنتم‮ ألا‮ تحسبون‮ المصاريف؟
-‬‮ لا،‮ يقومون‮ بذلك‮ في‮ الإدارة‮ العامة‮..‬
-‬‮ في‮ وكالة‮ سيڤ‮ ألم‮ تكونوا‮ تتعاملون‮ بالسفاتج‮..‬
-‬‮ أبدا،‮ حتى‮ سنة‮ 2002‮..‬
-‬‮ القاضي‮ يشير‮ إلى‮ المتهم‮ بمواصلة‮ حديثه‮..‬
-‬‮ بعد‮ انقضاء‮ عطلة‮ المدير‮ "‬ع‮. ميلود‮" في‮ 2002‮ بدأ‮ التعامل‮ بنظام‮ السفاتج‮..‬
-‬‮ لمن‮ كانوا‮ يسلمون‮ السفاتج؟
-‬‮ لرئيس‮ مصلحة‮ الحقيبة‮..‬
-‬‮ وأنت؟
-‬‮ ليس‮ لي‮ علاقة‮.‬
-‬‮ وماذا‮ عن‮ الشيكات؟
- القضية يا سيدي الرئيس إذا سمحت لي، بدأت في منتصف 2003.. قبلها، في أواخر سنة 2002 التعامل مع الصكوك والسفاتج كان يتم بصورة عادية، حتى قبل ذهاب المدير "ع. الميلود" الى الحج في 18 جانفي، ناداني مساء وطلب مني أن أهتم بالبنك في غيابه..
تلاعب‮ بالملايير‮.. والمتهم‮ ينفي‮ مسؤوليته
بعد‮ مرور‮ ساعة‮ من‮ مناقشة‮ القاضي‮ للمتهم،‮ كان‮ واضحا‮ أن‮ الأمور‮ بدأت‮ تأخذ‮ شكلا‮ أكثر‮ حدة،‮ خصوصا‮ بعدما‮ واجه‮ رئيس‮ الجلسة‮ المتهم‮ ببعض‮ الحقائق‮..‬
-‬‮ لقد‮ قمتم‮ بخصم‮ سفاتج‮ قيمتها‮ 300‮ مليار‮ سنتيم‮ مضمونة‮ من‮ طرف‮ البيسيا‮ ويونيون‮ بنك؟
-‬‮ صحيح‮.‬
-‬‮ لقد‮ كانت‮ موجهة‮ إلى‮ شركة‮ سوترابلا،‮ والتجار‮ سلمان،‮ بن‮ عاشور،‮ وغيرهم‮...‬أولا،‮ كيف‮ تم‮ خصم‮ سفاتج‮ سلمان‮ صاحب‮ شركة‮ قرطبة؟
-‬‮ لقد‮ كان‮ يتعامل‮ باسمه‮ الخاص،‮ وليس‮ باسم‮ الشركة،‮ وكل‮ تعاملاته‮ كانت‮ تتم‮ بموافقة‮ المدير،‮ وذلك‮ منذ‮ سنة‮ 2002‮.‬
-‬‮ هل‮ كان‮ لديه‮ رصيد؟
-‬‮ نعم‮.‬
-‬‮ منذ‮ متى؟
-‬‮ منذ‮ سنة‮ 2002‮.‬
-‬‮ إذن‮ لم‮ يكمل‮ عاما‮ واحدا‮ على‮ فتح‮ رصيده؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮ جيدا‮..‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ لديه‮ رخصة‮ خصم؟
-‬‮ لماذا‮ يحتاجها،‮ مادام‮ حصل‮ على‮ الموافقة‮..‬
-‬‮ لقد‮ تم‮ خصم‮ هذه‮ السفاتج‮ أثناء‮ توليك‮ مسؤولية‮ المدير‮ بالنيابة،‮ أي‮ بين‮ 2002‮ حتى‮ أفريل‮ 2003؟
-‬‮ لا،‮ المدير‮ "‬ع‮. ميلود‮" كان‮ حاضرا‮.‬
-‬‮ هل‮ أمرك‮ بالتوقيع‮ على‮ السفاتج؟
-‬‮ لماذا‮ يأمرني،‮ لقد‮ كان‮ ينفذ‮ لوحده‮ ويعطي‮ جميع‮ التعليمات‮..‬
-‬‮ لكن‮ أنت‮ من‮ كان‮ يصادق‮ عليها؟
-‬‮ لم‮ أفهم‮ الهدف‮ من‮ السؤال‮..‬
-‬‮ من‮ كان‮ يصادق‮ على‮ هذه‮ السفاتج؟
-‬‮ رئيس‮ مصلحة‮ الصندوق‮ "‬ب‮. عبد‮ العزيز‮".‬
-‬‮ إذن‮ ماذا‮ كان‮ دورك‮ أنت؟
-‬‮ ليس‮ لي‮ دور‮!‬
-‬‮ القاضي‮ متعجبا‮... ماذا‮ كانت‮ وظيفتك؟
-‬‮ رئيس‮ مصلحة‮ أمانة‮ الالتزامات‮.‬
-‬‮ وكيف‮ يكون‮ تعاملك‮ مع‮ السفاتج‮..‬؟
-‬‮ لا‮ شيء‮..‬المدير‮ هو‮ من‮ كان‮ يأمرني‮ بالتوقيع‮ عليها‮.‬
-‬‮ ما‮ أهمية‮ إمضائك؟
-‬‮ ليس‮ له‮ أهمية‮!‬
-‬‮ إذن‮ لم‮ تمض،‮ ماذا‮ يمكن‮ أن‮ يحدث؟
-‬‮ لا‮ شيء‮... ما‮ يصرا‮ والو‮!‬
-‬‮ ماهي‮ شروط‮ صحة‮ السفاتج؟
-‬‮ لا‮ أعرف‮..‬
-‬‮ ألا‮ تعرف‮ أنه‮ يلزمها‮ رخصة‮ الخصم؟
-‬‮ نعم‮.. لكنني‮ كنت‮ أنفذ‮ تعليمات‮ المدير‮ رحمه‮ الله‮.‬
-‬‮ حتى‮ لو‮ أعطاك‮ أوراقا‮ مزورة؟
-‬‮ لا‮.. كنا‮ ندرك‮ أن‮ المدير‮ يتأكد‮ من‮ كل‮ شيء‮.‬
-‬‮ عندما‮ ذهب‮ المدير‮ إلى‮ الحج،‮ كيف‮ تعاملت‮ في‮ غيابه‮ مع‮ الزبون‮ "‬س‮. عبد‮ الرحمان‮"‬؟
-‬‮ لقد‮ جاء‮ عندي‮ بنفسه‮..‬
-‬‮ القاضي‮ مقاطعا‮: هل‮ كنت‮ تعرفه‮ شخصيا؟
-‬‮ لا‮ يا‮ سيدي،‮ انه‮ بالنسبة‮ لي‮ زبون‮ وفقط‮.‬
-‬‮ هل‮ كنت‮ تعرف‮ أن‮ لديه‮ أملاك‮ ومحلات؟
-‬‮ سمعت‮ أن‮ لديه‮ محلات‮ في‮ مسرغين‮ بوهران‮..‬
-‬‮ محل‮ ماذا؟
-‬‮ محل‮ للمواد‮ الغذائية‮.‬
-‬‮ وفي‮ سيڤ؟
-‬‮ لا‮ أعرف‮..‬
-‬‮ في‮ فترة‮ العطلة‮ التي‮ أخذها‮ المدير،‮ جاء‮ عندك‮ سلمان؟
-‬‮ جاء‮ إلى‮ البنك‮ واستقبلته‮..‬
-‬‮ كم‮ جاء‮ عندك‮ من‮ مرة؟
-‬‮ مرة‮ واحدة‮.. أتى‮ بسفاتج‮ مدتها‮ 9‮ أشهر‮ لأوقعها‮ له،‮ فقلت‮ له‮ إننا‮ لا‮ نتعامل‮ إلا‮ بسفاتج‮ مدتها‮ 3‮ أشهر‮...‬
-‬‮ إذن‮ جاء‮ عندك‮ مرتين‮..‬
-‬‮ نعم‮ سيدي‮ الرئيس
-‬‮ كم‮ عدد‮ السفاتج‮ التي‮ جلبها‮ معه؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮.‬
-‬‮ وقيمتها؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮..‬
-‬‮ القاضي‮ يقرأ‮ في‮ بعض‮ أوراقه‮ ويقول‮: لقد‮ جلب‮ 8 سفاتج‮.. ماذا‮ فعلت‮ بها؟
-‬‮ استشرت‮ المديرية‮ الجهوية‮.‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ هذه‮ السفاتج‮ مضمونة‮ من‮ طرف‮ البيسيا‮ أو‮ يونيون‮ بنك؟
-‬‮ لا،‮ البيسيا‮.‬
-‬‮ هل‮ أوصاك‮ المدير‮ بالتعامل‮ جيدا‮ مع‮ سلمان؟
-‬‮ لا،‮ مع‮ كل‮ الزبائن‮.‬
-‬‮ ألم‮ تقل‮ إنك‮ لا‮ تعرف‮ التعامل‮ مع‮ السفاتج؟
-‬‮ لقد‮ علمني‮ المدير‮ كل‮ شيء‮ قبل‮ ذهابه‮ الى‮ الحج‮... إنها‮ عملية‮ سهلة‮.‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ لهذه‮ السفاتج‮ رخصة‮ خصم؟
-‬‮ لا‮ يهم‮.. لقد‮ كان‮ زبونا‮ معروفا‮.‬
-‬‮ كيف‮ ذلك؟‮ لم‮ يمر‮ عام‮ من‮ فتح‮ رصيده‮ وتقول‮ معروف؟
-‬‮ إننا‮ نعرفه‮ برقم‮ أعماله‮ ونشاطه‮ التجاري‮..‬
-‬‮ وماذا‮ عن‮ بقية‮ الزبائن‮ الآخرين‮.. فلنبدأ‮ من‮ "‬ر‮. لحسن‮"‬؟
-‬‮ هذا‮ الأخير‮ كانت‮ لديه‮ وكالة‮ عند‮ "‬س‮. عبد‮ الرحمان‮".‬
-‬‮ وكالة‮ عن‮ الرصيد‮ وليس‮ عن‮ السفاتج،‮ ثم‮ تقوم‮ أنت‮ بخصمها‮..‬
-‬‮ المتهم‮ يشعر‮ بالتوتر‮..‬
-‬‮ لقد‮ كان‮ عدد‮ هذه‮ السفاتج‮ 27،‮ بمبلغ‮ مليار‮ و713‮ مليون‮ دينار،‮ أي‮ تقريبا‮ 200‮ مليار‮ سنتيم،‮ ثم‮ تقوم‮ أنت‮ بخصمها‮ ببساطة‮ ودون‮ التأكد‮ من‮ سلامة‮ العملية؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮ هذا‮ المبلغ‮.‬
-‬‮ وماذا‮ عن‮ الزبون‮ المدعو‮ "‬م‮. الحاج‮"‬،‮ لقد‮ قام‮ أيضا،‮ بتوكيل‮ سلمان‮ من‮ أجل‮ خصم‮ 3‮ سفاتج‮ قيمتها‮ 356 مليون‮ دينار،‮ هل‮ كان‮ له‮ حساب؟
-‬‮ نعم‮.‬
-‬‮ فتحه‮ منذ‮ عام‮ أيضا‮... كيف‮ سمحت‮ بذلك؟
-‬‮ لقد‮ كانت‮ لديه‮ ضمانات‮ مثل‮ السجل‮ التجاري‮ و‮..‬
-‬‮ لماذا‮ وقّعت‮ على‮ السفاتج؟
-‬‮ لم‮ تكن‮ تلك‮ مهمتي‮ الأساسية‮.‬
-‬‮ لكنك‮ كنت‮ مديرا؟
-‬‮ لمدة‮ شهر‮ واحد‮.. وبالنيابة،‮ لماذا‮ تريد‮ سيدي‮ الرئيس‮ أن‮ تجعلني‮ مديرا‮ بالقوة‮!‬
-‬‮ الزبائن‮ الآخرون‮.. مثل‮ "‬عاشور‮ ودرار‮ والشريف‮.."‬كيف‮ تعاملت‮ معهم؟
-‬‮ بشكل‮ عادي‮.‬
-‬‮ السفاتج‮ تم‮ خصمها‮ في‮ ظرف‮ أسبوع‮ واحد،‮ وأثناء‮ وجود‮ المدير‮ في‮ الحج؟
-‬‮ لا،‮ كان‮ حاضرا‮ أثناء‮ العملية‮.‬
فضيحة‮ الشيكات‮ تهز‮ المحكمة
-‬‮ كل‮ من‮ تواجد‮ في‮ القاعة‮ كان‮ يعتقد‮ أن‮ مساءلات‮ القاضي‮ ستنتهي‮ عند‮ هذا‮ الحد،‮ قبل‮ أن‮ يخرج‮ ورقة‮ أخرى‮ من‮ خلال‮ سؤاله‮ للمتهم‮:‬
-‬‮ لقد‮ أشّرت‮ على‮ 217‮ شيك‮ قيمتها‮ 2‮ مليار‮ و616‮ مليون‮ دينار،‮ وقلتم‮ إن‮ لها‮ رصيد،‮ لكن‮ اتضح‮ العكس‮.. ما‮ ردك؟
-‬‮ لقد‮ وقّعت‮ عقب‮ توقيع‮ رئيس‮ مصلحة‮ الصندوق‮.‬
-‬‮ لكن‮ أنت‮ أيضا‮ وقعت؟
-‬‮ إننا‮ ثلاثة‮ من‮ وقّع‮.‬
-‬‮ لقد‮ حصل‮ سلمان‮ على‮ 80‮ شيكا،‮ ورفاس‮ على‮ 54،‮ ومرابطي‮ على‮ 33‮... هل‮ تأكدت‮ من‮ سلامة‮ العملية؟‮ هل‮ سألت‮ رئيس‮ مصلحة‮ الصندوق؟
-‬‮ نعم،‮ لقد‮ سألته‮..‬
-‬‮ سألته‮ 217‮ مرة؟
-‬‮ نعم،‮ كما‮ أن‮ الشيكات‮ راقبها‮ المدير‮.‬
-‬‮ لكن‮ أنت‮ من‮ وقّعت؟
-‬‮ المدير‮ قال‮ لي‮ وقّع،‮ لقد‮ كان‮ يأمرني‮ بذلك‮ دوما،‮ ويتجنب‮ هو‮ التوقيع‮..‬
-‬‮ من‮ جاء‮ إليك‮ بالشيكات؟
-‬‮ الزبون‮ سلمان‮.‬
-‬‮ هل‮ كنت‮ تعرف‮ أنها‮ غير‮ قانونية‮..‬
-‬‮ إنها‮ ليست‮ مشكلتي،‮ إنها‮ مسألة‮ تخص‮ المدير‮ رحمه‮ الله‮.‬
-‬‮ كيف‮ تقومون‮ بالمصادقة‮ على‮ هذه‮ الشيكات‮ غير‮ القانونية‮ في‮ 3‮ أيام؟
-‬‮ إنه‮ سؤال‮ يطرح‮ على‮ المدير‮..‬
-‬‮ حتى‮ لو‮ كان‮ المدير‮ حيا‮ لما‮ سألته،‮ لأنك‮ أنت‮ من‮ وقّع‮ وليس‮ هو‮.‬
-‬‮ لقد‮ أمرني‮ بذلك،‮ لست‮ مذنبا‮... لست‮ مذنبا‮.‬
القاضي‮ يطلب‮ من‮ المتهم‮ الهدوء،‮ ويرفع‮ الجلسة‮ الصباحية‮ في‮ حدود‮ منتصف‮ النهار‮.‬ .
قادة‮ بن‮ عمار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.