المحافظة السامية للأمازيغية: الجزائر واحدة وموحدة والهوية الوطنية ليست موضوعا للتشكيك    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 52495 والإصابات إلى 118366    تسجيل أزيد من 4900 مخالفة تجارية خلال ال 4 أشهر الأولى للسنة الجارية ب 7 ولايات غرب الوطن    وهران: أبواب مفتوحة على المصلحة الوطنية لحراس السواحل    الجزائرية للمياه: توقيع خمس اتفاقيات لعصرنة تسيير خدمات المياه    الجزائر وغانا تجدّدان التزامهما بتعزيز الشراكة    الخناق يضيق على روتايو    الأمم المتحدة تحذّر من جرائم الحرب بمالي    سوريا.. الفتنة التي لا تهدأ    هذا موعد انطلاق الموسم المقبل    تأشيرة الصعود إلى قسم الكبار في المزاد    الألعاب الإفريقية للرياضة المدرسية 2025 : اجتماع رؤساء البعثات يومي 19 و20 مايو بالجزائر العاصمة    توقيف 6 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    مرّاد يشيد بالجهود المبذولة    مصالح الرقابة تسجّل أزيد من 1500 مخالفة    انطلاق دورة تدريب القادة الشباب    هذا ما ينصّ عليه مشروع قانون التعبئة..    الصحفيون الفلسطينيون يحيون اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل انتهاكات المحتل الصهيوني وصمت المنظمات الدولية المعنية بحمايتهم    وزارة التربية تعلن عن انطلاق عملية سحب استدعاءات امتحاني "البيام" و"الباك"    إطلاق خدمة جديدة عبر الانترنت على مستوى بوابة جبايتك    كرة القدم/ بطولة إفريقيا للمحليين 2025 (الدور التصفوي الأخير): آخر حصة تدريبية للخضر قبل مواجهة غامبيا    مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي: الجزائر تدعو إلى تحرك عربي مشترك تجاه القضايا المصيرية    انطلاق أشغال الجلسات الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته    وزير الاتصال يترحم على أرواح شهداء مهنة الصحافة    كرة القدم داخل القاعة/كأس الجزائر: أتلتيك أوزيوم يفوز على نادي بئرمراد رايس ويتوج باللقب    لا تراجع عن الزيادة في الأجور والتخفيف من الضرائب    الخليفة العام للطريقة التجانية الشيخ علي بلعرابي يؤدي صلاة الجمعة بواغادوغو    عرضان إيطالي وفرنسي قد يُخرجان بن سبعيني من ألمانيا    أم الطوب تستذكر الشهيد البطل مسعود بوجريو    مهرجان تقطير الزهر والورد يعبّق شوارع سيرتا    خرجات ميدانية مكثفة من مسؤولي عنابة    174 عائلة تستفيد من سكنات جديدة ببلدية أرزيو    انطلاقة مثالية للمنتخب الجزائري وطموح 15 ميدالية ذهبية في المتناوَل    نادي ليفربول يصرّ على ضم ريان آيت نوري    الذكاء الاصطناعي رفيق التراث وحاميه الأمين    تقوية الروابط الروحية بين زوايا منطقة غرب إفريقيا    الطبعة ال29 لمعرض مسقط الدولي للكتاب : مشاركة لافتة للناشرين الجزائريين    الطبعة الأولى للصالون الدولي للكهرباء والطاقات المتجددة من 17 الى 19 نوفمبر 2025 بالعاصمة    تطوير شعبة الليثيوم وفق الرؤية الاستراتيجية للرئيس تبون    رئيس الجمهورية وحّد الرؤية نحو جزائر وقوية وآمنة    الاتحاد البرلماني العربي: دعم القضية الفلسطينية ثابت لا يتزعزع    وزير النقل يترأس اجتماعًا لتحديث مطار الجزائر الدولي: نحو عصرنة شاملة ورفع جودة الخدمات    إعفاء البضائع المستعملة المستوردة المملوكة للدولة من الرسوم والحقوق الجمركية    البروفيسور مراد كواشي: قرارات تاريخية عززت المكاسب الاجتماعية للطبقة العاملة في الجزائر    وزارة الصحة تحيي اليوم العالمي للملاريا: تجديد الالتزام بالحفاظ على الجزائر خالية من المرض    عميد جامع الجزائر يُحاضر في أكسفورد    تم وضع الديوان الوطني للإحصائيات تحت وصاية المحافظ السامي للرقمنة    تواصل عملية الحجز الإلكتروني بفنادق مكة المكرمة    بلمهدي يدعو إلى تكثيف الجهود    المحروسة.. قدرة كبيرة في التكيّف مع التغيّرات    ماذا يحدث يوم القيامة للظالم؟    نُغطّي 79 بالمائة من احتياجات السوق    معرض "تراثنا في صورة" يروي حكاية الجزائر بعدسة ندير جامة    توجيهات لتعزيز الجاهزية في خدمة الحجّاج    صفية بنت عبد المطلب.. العمّة المجاهدة    هذه مقاصد سورة النازعات ..    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيسيا: زبائن غير معروفين حصلوا على حوالي 500 مليار بطريق غير قانونية
نشر في الشروق اليومي يوم 31 - 01 - 2007

عرف اليوم الثالث من محاكمة البنك الصناعي والتجاري الجزائري بمحكمة الجنايات في وهران، مثول المتهم "ل. محمد" الذي كان يشغل منصب رئيس مصلحة أمانة الالتزامات ومديرا بالنيابة، خلال فترة غياب مدير وكالة البنك الخارجي الجزائري في سيڤ.. الساعة التاسعة والنصف صباحا، الجميع كان ينتظر مثول المتهم "ل. محمد"، وذلك لأنه يعد العنصر الأكثر أهمية عقب غياب المتهم الرئيسي "ع. ميلود"، فقد كان يخلفه في كل شيء.. في الإدارة، وإصدار الأوامر.. وحتى في التوقيعات.
بداية‮ التعامل‮ بالسفاتج‮ في‮ وكالة‮ سيڤ‮.. يكشف‮ المستور
تقدم‮ المتهم‮ "‬ل‮.‬محمد‮"‬،‮ رجل‮ في‮ الخمسينيات‮ من‮ العمر،‮ ظهر‮ خلال‮ حديثه‮ متلعثما،‮ وخائفا‮..‬ يستعمل‮ يديه‮ كثيرا‮ خلال‮ الكلام،‮ ويجيب‮ عن‮ معظم‮ الأسئلة‮ الموجهة‮ إليه‮ بالدارجة‮.‬
رئيس‮ الجلسة‮ عشعاشي‮ عبد‮ الوهاب،‮ بدأ‮ كلامه‮ بطمأنة‮ المتهم‮ ثم‮ سأله‮:‬
-‬‮ هل‮ أنت‮ مسبوق‮ قضائيا؟
-‬‮ نعم‮ سيدي‮ الرئيس‮ لدي‮ قضية‮ تتعلق‮ بإصدار‮ شيك‮ بدون‮ رصيد‮ بمعسكر،‮ وعوقبت‮ فيها‮ بستة‮ أشهر‮ غير‮ نافذة‮.‬
-‬‮ في‮ أي‮ عام؟
-‬‮ 1996‮.‬
-‬‮ تفضل‮ بالإجابة‮ عن‮ قرار‮ الإحالة‮ والتهم‮ الموجهة‮ إليك؟
- سيدي الرئيس، أريد في البداية أن أقول إنني أزاول مهنتي في البنك منذ تاريخ أفريل 1989، أعمل في وكالة سيڤ وأقطن في وهران.. لقد بقيت أسافر يوميا من وهران إلى سيڤ لمدة 14 سنة، كما أنني لم أتربص أبدا في حياتي المهنية، وفي سيڤ، أخذت جميع معارفي من المدير السابق‮ في‮ تلك‮ الفترة،‮ بوعبد‮ الله،‮ لقد‮ تدربت‮ على‮ كيفية‮ معالجة‮ القروض‮ والتعاملات‮ البنكية‮.. بعدها‮ بثلاث‮ سنوات،‮ أصبحت‮ رئيس‮ مصلحة‮.‬
في سنة 1999، غيروا لي الوظيفة، فتوليت رئاسة مصلحة أمانة الالتزامات، بعدها بسنة، تم ترسيمي.. كانت مهمتي متابعة القروض وليس إنجازها، فأراقب الضمانات، ثم أقوم بوضع قائمة للمدينين من الزبائن في نسختين، واحدة لي والأخرى للمدير، ثم نرسل كل شيء إلى المديرية الجهوية،‮ أما‮ الإعذارات‮ إلى‮ الزبائن،‮ فنرسل‮ نسخة‮ منها‮ إلى‮ الإدارة‮ في‮ العاصمة‮ مع‮ تحديد‮ مهلة‮ ثمانية‮ أيام‮ لكل‮ زبون‮ من‮ أجل‮ الدفع‮..
للإشارة،‮ فقد‮ بقيت‮ سيدي‮ الرئيس‮ مسؤولا‮ عن‮ هذه‮ المصلحة‮ حتى‮ أثناء‮ غياب‮ المدير،‮ قبل‮ أن‮ يتم‮ تغييره‮ وتعيين‮ المرحوم‮ عرجون‮ الميلود‮..‬
-‬‮ هنا‮ يتدخل‮ القاضي‮ ليسأل‮: كم‮ استمر‮ في‮ منصبه؟
-‬‮ 6 أشهر‮.‬
-‬‮ من‮ خلفه‮ بعدها؟
-‬‮ أعادوا‮ المدير‮ الأول‮ بوعبد‮ الله‮ الذي‮ كان‮ في‮ بشار‮..‬
-‬‮ ثم‮ متى‮ عاد‮ عرجون؟
-‬‮ أواخر‮ العام‮ 1998،‮ بعد‮ إحالة‮ بوعبد‮ الله‮ على‮ التقاعد‮.‬
-‬‮ لماذا‮ كنت‮ تخلف‮ المدير‮ أثناء‮ غيابه؟
-‬‮ لأنني‮ كنت‮ محل‮ ثقته‮.‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ لديك‮ صفة‮ نائب‮ المدير؟
-‬‮ لا‮ يا‮ سيدي‮..‬
-‬‮ منذ‮ متى‮ بدأت‮ تخلفه‮ في‮ غيابه؟
-‬‮ منذ‮ سنة‮ 1999‮.‬
-‬‮ في‮ العطلة‮ فقط‮ أم‮ في‮ الحج‮ أيضا؟
-‬‮ لقد‮ خلفته‮ في‮ الحج‮ أيضا‮.‬
-‬‮ نعود‮ إلى‮ موضوع‮ السفاتج‮.. ما‮ علاقتك‮ بها؟
-‬‮ إنني‮ لم‮ أرها‮ أبدا‮ في‮ حياتي‮ سيدي‮ الرئيس‮.. كما‮ لم‮ أتدرب‮ على‮ التعامل‮ البنكي‮ معها،‮ أما‮ مصاريفها،‮ فتحسب‮ في‮ العاصمة‮..‬
-‬‮ وأنتم‮ ألا‮ تحسبون‮ المصاريف؟
-‬‮ لا،‮ يقومون‮ بذلك‮ في‮ الإدارة‮ العامة‮..‬
-‬‮ في‮ وكالة‮ سيڤ‮ ألم‮ تكونوا‮ تتعاملون‮ بالسفاتج‮..‬
-‬‮ أبدا،‮ حتى‮ سنة‮ 2002‮..‬
-‬‮ القاضي‮ يشير‮ إلى‮ المتهم‮ بمواصلة‮ حديثه‮..‬
-‬‮ بعد‮ انقضاء‮ عطلة‮ المدير‮ "‬ع‮. ميلود‮" في‮ 2002‮ بدأ‮ التعامل‮ بنظام‮ السفاتج‮..‬
-‬‮ لمن‮ كانوا‮ يسلمون‮ السفاتج؟
-‬‮ لرئيس‮ مصلحة‮ الحقيبة‮..‬
-‬‮ وأنت؟
-‬‮ ليس‮ لي‮ علاقة‮.‬
-‬‮ وماذا‮ عن‮ الشيكات؟
- القضية يا سيدي الرئيس إذا سمحت لي، بدأت في منتصف 2003.. قبلها، في أواخر سنة 2002 التعامل مع الصكوك والسفاتج كان يتم بصورة عادية، حتى قبل ذهاب المدير "ع. الميلود" الى الحج في 18 جانفي، ناداني مساء وطلب مني أن أهتم بالبنك في غيابه..
تلاعب‮ بالملايير‮.. والمتهم‮ ينفي‮ مسؤوليته
بعد‮ مرور‮ ساعة‮ من‮ مناقشة‮ القاضي‮ للمتهم،‮ كان‮ واضحا‮ أن‮ الأمور‮ بدأت‮ تأخذ‮ شكلا‮ أكثر‮ حدة،‮ خصوصا‮ بعدما‮ واجه‮ رئيس‮ الجلسة‮ المتهم‮ ببعض‮ الحقائق‮..‬
-‬‮ لقد‮ قمتم‮ بخصم‮ سفاتج‮ قيمتها‮ 300‮ مليار‮ سنتيم‮ مضمونة‮ من‮ طرف‮ البيسيا‮ ويونيون‮ بنك؟
-‬‮ صحيح‮.‬
-‬‮ لقد‮ كانت‮ موجهة‮ إلى‮ شركة‮ سوترابلا،‮ والتجار‮ سلمان،‮ بن‮ عاشور،‮ وغيرهم‮...‬أولا،‮ كيف‮ تم‮ خصم‮ سفاتج‮ سلمان‮ صاحب‮ شركة‮ قرطبة؟
-‬‮ لقد‮ كان‮ يتعامل‮ باسمه‮ الخاص،‮ وليس‮ باسم‮ الشركة،‮ وكل‮ تعاملاته‮ كانت‮ تتم‮ بموافقة‮ المدير،‮ وذلك‮ منذ‮ سنة‮ 2002‮.‬
-‬‮ هل‮ كان‮ لديه‮ رصيد؟
-‬‮ نعم‮.‬
-‬‮ منذ‮ متى؟
-‬‮ منذ‮ سنة‮ 2002‮.‬
-‬‮ إذن‮ لم‮ يكمل‮ عاما‮ واحدا‮ على‮ فتح‮ رصيده؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮ جيدا‮..‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ لديه‮ رخصة‮ خصم؟
-‬‮ لماذا‮ يحتاجها،‮ مادام‮ حصل‮ على‮ الموافقة‮..‬
-‬‮ لقد‮ تم‮ خصم‮ هذه‮ السفاتج‮ أثناء‮ توليك‮ مسؤولية‮ المدير‮ بالنيابة،‮ أي‮ بين‮ 2002‮ حتى‮ أفريل‮ 2003؟
-‬‮ لا،‮ المدير‮ "‬ع‮. ميلود‮" كان‮ حاضرا‮.‬
-‬‮ هل‮ أمرك‮ بالتوقيع‮ على‮ السفاتج؟
-‬‮ لماذا‮ يأمرني،‮ لقد‮ كان‮ ينفذ‮ لوحده‮ ويعطي‮ جميع‮ التعليمات‮..‬
-‬‮ لكن‮ أنت‮ من‮ كان‮ يصادق‮ عليها؟
-‬‮ لم‮ أفهم‮ الهدف‮ من‮ السؤال‮..‬
-‬‮ من‮ كان‮ يصادق‮ على‮ هذه‮ السفاتج؟
-‬‮ رئيس‮ مصلحة‮ الصندوق‮ "‬ب‮. عبد‮ العزيز‮".‬
-‬‮ إذن‮ ماذا‮ كان‮ دورك‮ أنت؟
-‬‮ ليس‮ لي‮ دور‮!‬
-‬‮ القاضي‮ متعجبا‮... ماذا‮ كانت‮ وظيفتك؟
-‬‮ رئيس‮ مصلحة‮ أمانة‮ الالتزامات‮.‬
-‬‮ وكيف‮ يكون‮ تعاملك‮ مع‮ السفاتج‮..‬؟
-‬‮ لا‮ شيء‮..‬المدير‮ هو‮ من‮ كان‮ يأمرني‮ بالتوقيع‮ عليها‮.‬
-‬‮ ما‮ أهمية‮ إمضائك؟
-‬‮ ليس‮ له‮ أهمية‮!‬
-‬‮ إذن‮ لم‮ تمض،‮ ماذا‮ يمكن‮ أن‮ يحدث؟
-‬‮ لا‮ شيء‮... ما‮ يصرا‮ والو‮!‬
-‬‮ ماهي‮ شروط‮ صحة‮ السفاتج؟
-‬‮ لا‮ أعرف‮..‬
-‬‮ ألا‮ تعرف‮ أنه‮ يلزمها‮ رخصة‮ الخصم؟
-‬‮ نعم‮.. لكنني‮ كنت‮ أنفذ‮ تعليمات‮ المدير‮ رحمه‮ الله‮.‬
-‬‮ حتى‮ لو‮ أعطاك‮ أوراقا‮ مزورة؟
-‬‮ لا‮.. كنا‮ ندرك‮ أن‮ المدير‮ يتأكد‮ من‮ كل‮ شيء‮.‬
-‬‮ عندما‮ ذهب‮ المدير‮ إلى‮ الحج،‮ كيف‮ تعاملت‮ في‮ غيابه‮ مع‮ الزبون‮ "‬س‮. عبد‮ الرحمان‮"‬؟
-‬‮ لقد‮ جاء‮ عندي‮ بنفسه‮..‬
-‬‮ القاضي‮ مقاطعا‮: هل‮ كنت‮ تعرفه‮ شخصيا؟
-‬‮ لا‮ يا‮ سيدي،‮ انه‮ بالنسبة‮ لي‮ زبون‮ وفقط‮.‬
-‬‮ هل‮ كنت‮ تعرف‮ أن‮ لديه‮ أملاك‮ ومحلات؟
-‬‮ سمعت‮ أن‮ لديه‮ محلات‮ في‮ مسرغين‮ بوهران‮..‬
-‬‮ محل‮ ماذا؟
-‬‮ محل‮ للمواد‮ الغذائية‮.‬
-‬‮ وفي‮ سيڤ؟
-‬‮ لا‮ أعرف‮..‬
-‬‮ في‮ فترة‮ العطلة‮ التي‮ أخذها‮ المدير،‮ جاء‮ عندك‮ سلمان؟
-‬‮ جاء‮ إلى‮ البنك‮ واستقبلته‮..‬
-‬‮ كم‮ جاء‮ عندك‮ من‮ مرة؟
-‬‮ مرة‮ واحدة‮.. أتى‮ بسفاتج‮ مدتها‮ 9‮ أشهر‮ لأوقعها‮ له،‮ فقلت‮ له‮ إننا‮ لا‮ نتعامل‮ إلا‮ بسفاتج‮ مدتها‮ 3‮ أشهر‮...‬
-‬‮ إذن‮ جاء‮ عندك‮ مرتين‮..‬
-‬‮ نعم‮ سيدي‮ الرئيس
-‬‮ كم‮ عدد‮ السفاتج‮ التي‮ جلبها‮ معه؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮.‬
-‬‮ وقيمتها؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮..‬
-‬‮ القاضي‮ يقرأ‮ في‮ بعض‮ أوراقه‮ ويقول‮: لقد‮ جلب‮ 8 سفاتج‮.. ماذا‮ فعلت‮ بها؟
-‬‮ استشرت‮ المديرية‮ الجهوية‮.‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ هذه‮ السفاتج‮ مضمونة‮ من‮ طرف‮ البيسيا‮ أو‮ يونيون‮ بنك؟
-‬‮ لا،‮ البيسيا‮.‬
-‬‮ هل‮ أوصاك‮ المدير‮ بالتعامل‮ جيدا‮ مع‮ سلمان؟
-‬‮ لا،‮ مع‮ كل‮ الزبائن‮.‬
-‬‮ ألم‮ تقل‮ إنك‮ لا‮ تعرف‮ التعامل‮ مع‮ السفاتج؟
-‬‮ لقد‮ علمني‮ المدير‮ كل‮ شيء‮ قبل‮ ذهابه‮ الى‮ الحج‮... إنها‮ عملية‮ سهلة‮.‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ لهذه‮ السفاتج‮ رخصة‮ خصم؟
-‬‮ لا‮ يهم‮.. لقد‮ كان‮ زبونا‮ معروفا‮.‬
-‬‮ كيف‮ ذلك؟‮ لم‮ يمر‮ عام‮ من‮ فتح‮ رصيده‮ وتقول‮ معروف؟
-‬‮ إننا‮ نعرفه‮ برقم‮ أعماله‮ ونشاطه‮ التجاري‮..‬
-‬‮ وماذا‮ عن‮ بقية‮ الزبائن‮ الآخرين‮.. فلنبدأ‮ من‮ "‬ر‮. لحسن‮"‬؟
-‬‮ هذا‮ الأخير‮ كانت‮ لديه‮ وكالة‮ عند‮ "‬س‮. عبد‮ الرحمان‮".‬
-‬‮ وكالة‮ عن‮ الرصيد‮ وليس‮ عن‮ السفاتج،‮ ثم‮ تقوم‮ أنت‮ بخصمها‮..‬
-‬‮ المتهم‮ يشعر‮ بالتوتر‮..‬
-‬‮ لقد‮ كان‮ عدد‮ هذه‮ السفاتج‮ 27،‮ بمبلغ‮ مليار‮ و713‮ مليون‮ دينار،‮ أي‮ تقريبا‮ 200‮ مليار‮ سنتيم،‮ ثم‮ تقوم‮ أنت‮ بخصمها‮ ببساطة‮ ودون‮ التأكد‮ من‮ سلامة‮ العملية؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮ هذا‮ المبلغ‮.‬
-‬‮ وماذا‮ عن‮ الزبون‮ المدعو‮ "‬م‮. الحاج‮"‬،‮ لقد‮ قام‮ أيضا،‮ بتوكيل‮ سلمان‮ من‮ أجل‮ خصم‮ 3‮ سفاتج‮ قيمتها‮ 356 مليون‮ دينار،‮ هل‮ كان‮ له‮ حساب؟
-‬‮ نعم‮.‬
-‬‮ فتحه‮ منذ‮ عام‮ أيضا‮... كيف‮ سمحت‮ بذلك؟
-‬‮ لقد‮ كانت‮ لديه‮ ضمانات‮ مثل‮ السجل‮ التجاري‮ و‮..‬
-‬‮ لماذا‮ وقّعت‮ على‮ السفاتج؟
-‬‮ لم‮ تكن‮ تلك‮ مهمتي‮ الأساسية‮.‬
-‬‮ لكنك‮ كنت‮ مديرا؟
-‬‮ لمدة‮ شهر‮ واحد‮.. وبالنيابة،‮ لماذا‮ تريد‮ سيدي‮ الرئيس‮ أن‮ تجعلني‮ مديرا‮ بالقوة‮!‬
-‬‮ الزبائن‮ الآخرون‮.. مثل‮ "‬عاشور‮ ودرار‮ والشريف‮.."‬كيف‮ تعاملت‮ معهم؟
-‬‮ بشكل‮ عادي‮.‬
-‬‮ السفاتج‮ تم‮ خصمها‮ في‮ ظرف‮ أسبوع‮ واحد،‮ وأثناء‮ وجود‮ المدير‮ في‮ الحج؟
-‬‮ لا،‮ كان‮ حاضرا‮ أثناء‮ العملية‮.‬
فضيحة‮ الشيكات‮ تهز‮ المحكمة
-‬‮ كل‮ من‮ تواجد‮ في‮ القاعة‮ كان‮ يعتقد‮ أن‮ مساءلات‮ القاضي‮ ستنتهي‮ عند‮ هذا‮ الحد،‮ قبل‮ أن‮ يخرج‮ ورقة‮ أخرى‮ من‮ خلال‮ سؤاله‮ للمتهم‮:‬
-‬‮ لقد‮ أشّرت‮ على‮ 217‮ شيك‮ قيمتها‮ 2‮ مليار‮ و616‮ مليون‮ دينار،‮ وقلتم‮ إن‮ لها‮ رصيد،‮ لكن‮ اتضح‮ العكس‮.. ما‮ ردك؟
-‬‮ لقد‮ وقّعت‮ عقب‮ توقيع‮ رئيس‮ مصلحة‮ الصندوق‮.‬
-‬‮ لكن‮ أنت‮ أيضا‮ وقعت؟
-‬‮ إننا‮ ثلاثة‮ من‮ وقّع‮.‬
-‬‮ لقد‮ حصل‮ سلمان‮ على‮ 80‮ شيكا،‮ ورفاس‮ على‮ 54،‮ ومرابطي‮ على‮ 33‮... هل‮ تأكدت‮ من‮ سلامة‮ العملية؟‮ هل‮ سألت‮ رئيس‮ مصلحة‮ الصندوق؟
-‬‮ نعم،‮ لقد‮ سألته‮..‬
-‬‮ سألته‮ 217‮ مرة؟
-‬‮ نعم،‮ كما‮ أن‮ الشيكات‮ راقبها‮ المدير‮.‬
-‬‮ لكن‮ أنت‮ من‮ وقّعت؟
-‬‮ المدير‮ قال‮ لي‮ وقّع،‮ لقد‮ كان‮ يأمرني‮ بذلك‮ دوما،‮ ويتجنب‮ هو‮ التوقيع‮..‬
-‬‮ من‮ جاء‮ إليك‮ بالشيكات؟
-‬‮ الزبون‮ سلمان‮.‬
-‬‮ هل‮ كنت‮ تعرف‮ أنها‮ غير‮ قانونية‮..‬
-‬‮ إنها‮ ليست‮ مشكلتي،‮ إنها‮ مسألة‮ تخص‮ المدير‮ رحمه‮ الله‮.‬
-‬‮ كيف‮ تقومون‮ بالمصادقة‮ على‮ هذه‮ الشيكات‮ غير‮ القانونية‮ في‮ 3‮ أيام؟
-‬‮ إنه‮ سؤال‮ يطرح‮ على‮ المدير‮..‬
-‬‮ حتى‮ لو‮ كان‮ المدير‮ حيا‮ لما‮ سألته،‮ لأنك‮ أنت‮ من‮ وقّع‮ وليس‮ هو‮.‬
-‬‮ لقد‮ أمرني‮ بذلك،‮ لست‮ مذنبا‮... لست‮ مذنبا‮.‬
القاضي‮ يطلب‮ من‮ المتهم‮ الهدوء،‮ ويرفع‮ الجلسة‮ الصباحية‮ في‮ حدود‮ منتصف‮ النهار‮.‬ .
قادة‮ بن‮ عمار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.