يشهد حي 50 مسكنا فاخرا، الواقع بعاصمة الولاية أدرار، الذي لا يحمل من الفخر إلا اسمه، وضعية تنموية متردية منذ سنوات، ما جعل منه تجمعا سكنيا بات أشبه ما يكون بمخيم للاجئين بقلب المدينة، جراء انعدام أدنى ظروف التهيئة الحضرية داخل هذا الحي الذي مر على إنجازه قرابة 20 سنة. ومن جملة المشاكل التي يكابدها ساكنة الحي مشكل التذبذب في التزود بمياه الشرب وانقطاعاتها المتكررة بالأيام والأسابيع، بل تقارب الشهور في بعض الأحيان خاصة في فصل الصيف، كما تنعدم بهذا الحي الذي شيد على أساس سكنات راقية أيضا شبكة غاز المدينة رغم أنها تحيط به من كل جانب، فضلا عن التصدعات الأرضية والحفر داخله وفي مداخله، التي زاد من ويلات معاناة السكان معها الغياب التام للإنارة العمومية التي جعلت الحي هدفا مستساغا لمحترفي السرقة الليلية وحتى المنحرفين. وقد أدت الوضعية التي يمر بها هذا الحي إلى أن أصبح مرتعا للرمي العشوائي للقمامة في كل مكان نتيجة عدم وجود حاويات لتجميع النفايات المنزلية، ما جعل قطعان الماعز المنتشرة بكل مكان تتكفل بالمهمة على طريقتها الخاصة المعروفة في رعيها العشوائي الحضري بإيعاز وتجرؤ من مالكيها وصمت ومباركة غير معلنة من الهيئات المسؤولة المعنية بالحفاظ على جمالية العمران والوسط الحضري للمدينة. ورغم أن أغلب قاطني هذا الحي الذي كان مبرمجا له عند تشييده في بداية الألفية كحي سكني راق مخصص لإقامة عدد من المستثمرين الخليجيين الذين كانوا يعتزمون الاستثمار في قطاع الفلاحة بالمساحات الكبرى بالولاية هم من الإطارات التنفيذية، إلى جانب تخصيص بعض سكناته كمقرات إدارية يقصدها المواطنون من داخل وخارج الولاية؛ إلا أن هذه العوامل لم تشفع له في أدنى التفاتة من الهيئات المسؤولية خاصة مصالح قطاعات السكن والموارد المائية والطاقة التي لم تضطلع بهامها في توفير أسباب العيش الكريم والآمن داخل هذا الحي. وقد وجدت في التراشق في ما بينها حول تحديد الجهة المكلفة بذلك، فرصة مواتية للتملص من مسؤولياتهم في إعادة البريق لهذا الحي الذي أصبح نقطة سوداء ومؤشر تخلف كبير وواضح في مجال تنمية وترقية المدن والأحياء والفضاءات الحضرية بشكل عام. وأمام هذه المعاناة المزمنة يناشد قاطنو الحي السلطات المحلية والهيئات المعنية التدخل العاجل للتكفل بالتهيئة الحضرية الشاملة في مختلف المجالات من إصلاح شبكة المياه والربط بشبكة غاز المدينة وإصلاح أرضية الحي وممراته وتوفير الإنارة، إلى جانب العناية بالفضاءات المخصصة للمساحات الخضراء داخله التي تحولت إلى مزابل عمومية ومرتع للماعز والقطط في مشهد يوحي بأنك بمكان أشبه ما يكون بمخيم للاجئين أو حي فوضوي. م. حني