يجد الإنسان في البيت مأوى للراحة والطمأنينة، والنوم ليلا مرتاح البال، هادئ النفس، ويحرص كل الحرص حتى وهو بعيد عن هذا المأوى، على تأمين ممتلكاته وخصوصياته الموجودة داخلة.. "السرقة، تسرّب الغاز، والحرائق"، ثلاثية أصبحت تهدد مؤخرا، راحة الجزائريين في بيوتهم، وحتى عند بعدهم عنها.. اختناق بالغاز وموت لعائلات بأكملها، وقضايا سطو على المنازل، بطريقة هوليودية، وحرائق للشقق في حضور أو غياب قاطنيها.. هذه الحوادث نغصت على الجزائري راحته في بيته، وأذهبت النوم عن عينيه.. الهاتف النقال هذا الصديق الرقمي الذي بات يرافقنا في كل مكان، هو الحل لمعضلة هذه الثلاثية "السرقة، تسرب الغاز، الحرائق"!! إذا كان الكلب في وقت مضى يحرس البيوت والأشخاص وينبه بنباحه إلى السارق، فإن الهاتف المحمول، تفوّق عليه بكثير، فيكفي آن يكتب رسالة نصية أو يرن ليعلن عن لصّ يحاول سرقة المنزل أو ينذر بوجود تسرب غاز أو ثاني أكسيد الكربون، أو نار لبداية حريق.. لكن ما عليك إلا أن تواكب التكنولوجيا وتتعرف على أهم الاختراعات المتعلقة بالكاميرات وأجهزة إنذار لحماية المنازل من السرقة والحرائق، وتسرب الغاز. جهاز إنذار عن سرقة يدخل السوق منذ أشهر فقط في قصر المعارض الصنوبر البحري "سفاكس" بالعاصمة، شاركت عدة مؤسسات وشركات استيراد، في عرض أجهزة إنذار ضد السرقة، والحرائق، وتسرب الغاز "البوتان، البروبان، وثاني أكسيد الكربون"، وتتعلق بالمنازل والمحلات والمؤسسات الكبرى، وتتكون أحيانا من طاقم من أجهزة مختلفة الأحجام، منها حديثة الابتكار. فجهاز إنذار ضد السرقة لشركة "سومفي" الفرنسية، التي تملك مكتبا لها في الجزائر، دخل السوق العالمية منذ 6 أشهر فقط، وعرض العام الماضي لأول مرة وقبل تسويقه، في أكبر صالون للتكنولوجيا في لاس فيغاس بأمريكا. سيكون متوفرا في السوق الجزائرية، وبأسعار تتراوح بين 9 ملايين و10 ملايين سنتيم، وهو عبارة عن طاقم يحوي عدة علب صغيرة إلكترونية نابضة وتصدر اهتزازات مع بداية فتح النافذة أو الباب من طرف شخص غريب، وترسل هذه الاهتزازات إلى جهاز الإنذار والذي بدوره يرسل تنبيه عبر الهاتف النقال أو رسالة نصية لصاحب المنزل. وهذا الاختراع الجديد يميز بين الطفل والرياح والشخص الكبير في حال حدوث اهتزاز أو لمس للباب أو النافذة إذ تثبت القطعة الالكترونية النابضة، والتي تصدر إرسالا لا سلكي لجهاز الإنذار. وقال جمال مغزي ممثل مكتب "سومفي" في الجزائر، إن هذا الجهاز الجديد للإنذار ضد السرقة، سيدخل السوق الجزائرية، وهو مطلوب حاليا من طرف الأثرياء، حيث أوضح أن كل شخص لديه الاختيار أين يثبت ملتقط الحركات وهزة الباب أو النافذة، هذا الملتقط في شكل بطارية صغيرة، يمكن وضعه في غرفة التي تحوي الممتلكات الثمينة. ويتلقى صاحب البيت أو الشقة أو المحل رسالة نصية عبر هاتفه النقال حتى وهو مسافر. مشكلة التراخيص الخاصة بالكاميرات وأجهزة الإنذار تأتي بالحل وفي المعرض كشف لنا ممثلو شركات استيراد الكاميرات، وأجهزة تامين البيوت من السرقات، عن الزيادة الملحوظة في لجوء الجزائريين إلى جهاز الكاميرا لحماية بيوتهم ومحلاتهم من السرقات، لكن يبقى قبول تنصيب الكاميرا أمام مدخل المسكن خاضعة لشروط، قبل منح رخصة من المجلس الولائي. وقال ممثل شركة لاستيراد الكاميرات بدأت منذ 2004، إن قاطني الشقق المتواجدة في العمارات والسكنات في الأزقة الضيقة ممنوع عليهم تنصيب الكاميرات خارج بيوتهم، حيث أن أصحاب الفيلات هم أكثر المستفيدين من رخص تنصيب الكاميرات خارجا، مضيفا أن شركته استوردت خلال 2018، 3 آلاف كاميرا بعد موافقة وزارة الداخلية، ووزارة الدفاع. وأوضح أن كاميرات الأشعة تحت الحمراء، يمنع استيرادها وبيعها للأشخاص، فهي تنصب فقط في المؤسسات الحساسة، حيث تلتقط الصورة في الظلام وكأنها نهارا. وفي المقابل وحسب ذات المتحدث، يمكن لأصحاب المحلات والمؤسسات وقاطني الفيلات، الحصول على آخر اختراع للكاميرات التكنولوجية المتطورة، حيث يمكن أن تتعرف على الوجه المألوف، وتدلي بالأسماء، وتميز بين الأصوات، وتكشف عن صاحب السيارة التي تمر قرب البناية من خلال التقاط ترقيم المركبة. وعرضت الشركات المشاركة في معرض "سفاكس" لابتكارات الحماية من السرقة والغاز والحرائق، أجهزة إنذار مختلفة ضد السرقة، لجأ إليها بعض الجزائريين الذين يقطنون شقق العمارات وأصحاب المحلات، وهي أجهزة لاسلكية ترسل رسالة نصية إلى الهاتف المحمول، سعر بعضها 3 ملايين سنتيم. وبعضها خاصة بمؤسسات كبرى حيث يتم التخلي عن كوابل الربط بين مكوّنات الطاقم الكلي لجهاز الإنذار. أجهزة إنذار ضد الحرائق وأخرى ضد الغاز ومع زيادة الخوف من تسرب الغاز، والموت اختناقا منه، ظهرت في السوق الجزائرية وبشكل ملحوظ، أجهزة الإنذار ضد الغاز، حيث تعددت أشكال وأنواع هذه الأجهزة في معرض "سفاكس"، منها حديثة الابتكار ولا تزال غير متوفرة في السوق. شركة أمن 2000 تكنيك، استوردت أجهزة إنذار ضد غاز البوتان، والبروبان، وغاز أكسيد الكربون، هذا القاتل الصامت الذي يتسرب من المدفئة والسخان، حيث أكد ممثل الشركة، أنه باع 150جهاز مستورد من إسبانية في شهر جانفي. وقد طلبا لاستيراد 4 آلاف جهاز خلال السنة، بعد زيادة الطلب على أجهزة الإنذار ضد الغاز من الجزائريين، وقال إن هذه الأجهزة غير سلكية وترسل تنبيها لصاحب المحل أو المنزل عبر هاتفه المحمول. الحرائق هي الأخرى، وجدت لها التكنولوجيا الجديدة، أجهزة تنذر ضدها، بمجرد وجود فتيل مشتعل أو بداية نار، ودخلت الكاميرا على الخط للكشف عن مكان النار أو اللهب، وتحديد مدى خطورته. وقال ممثل شركة لاستيراد أجهزة الأمن، جمال تواتي، إن تطوّر أجهزة الإنذار ضد الحرائق، وانتشار استخدامها في المحلات والمؤسسات، سيمنع بعد سنتين تقريبا، كراء البيوت والشقق قبل تزويدها بهذه الأجهزة حيث ستلزمهم شركات التأمين بذلك مثل ما هو الحال في فرنسا.