دار اليتيم لعين طاية.. تفجّر إبداعات الأطفال وتكوّن الأرامل واليتيمات

"الشروق" تزورهم في دورات تكوينية في اللغات والبرمجيات والروبوتيك

تحت سقف دار اليتيم اجتمعوا وفي حجراتها وأقسامها تكونوا وأطلقوا العنان لإبداعاتهم وابتكاراتهم في ورشات علمية ودراسية أشرف عليها أساتذة شباب متطوعون في جمعية دار السلام لرعاية الأيتام لعين طاية… هم أطفال أيتام فضلوا ملء أوقات فراغهم في الخضوع لتكوين في البرمجيات و”الروبوتيك” وتلقن اللغات الأجنبية.
“الشروق” زارتهم في دار اليتيم لعين طاية التي فتحت أبوابها حديثا وعاشت إلى جانبهم أجواء رائعة ومميزة، وتحدثت إلى رئيس الجمعية، محمد قبلي، الذي كشف عن برنامج ثري في مجال العمل الخيري والمبادرات المماثلة على مستوى ولايات أخرى بداخل الوطن.
“الروبوتيك” و”السكراتش” يستهويان الأطفال
أبدى الأطفال اهتماما بالغا بتخصص “الروبوتيك” حيث انقسموا في فوجين مختلطين يعمل الواحد منهما إلى جانب الآخر يزوده بالأفكار ويبادر إليه بالحلول عندما تصعب الأمور وتشتد.
وبدا من عمل الأطفال المتمدرسين في الصفوف الابتدائية والمتوسطة الروح الجماعية والتشارك والتعاون الذي لطالما افتقدناه في مثل هذه المراحل العمرية في مدارسنا.
وأوضح في هذا السياق أحمد قورين الشاب المدرب المتطوع في الجمعية، أن مهارات الأطفال عالية جدا فقد استطاعوا بعد أربع حصص تكوين “الروبوت” الخاص بهم، كما أنهم استوعبوا كثيرا من الأمور التقنية التي قد يبدو للوهلة الأولى أنها صعبة عليهم.
تلاميذ ورشة “البرمجة” يبهرون وينافسون الجامعيين
أكدت بوسوانيم نصيرة الأستاذة الجامعية بجامعة هواري بومدين بباب الزوار، المتطوعة في الجمعية لتعليم وتلقين تخصص “البرمجة” للأطفال في المستوى المتوسط، أنها اندهشت للقدرات الاستيعابية الكبيرة لهؤلاء الأطفال بما جعلهم يضاهون أو يتفوقون في بعض المواضع على الطلبة الجامعيين الذين يجهلون هذا التخصص.
وأضافت قائلة: “بحكم تجربتي مع الكبار كنت أعتقد أنني سأجد صعوبة في تعليم الصغار، غير أنني تفاجأت بسهولة استقبال المعلومة وتطبيقها”.
وانتقدت بوسوانيم تهميش هذا التخصص في النظام الدراسي المتوسط والثانوي وهو ما يجعلهم يواجهون صعوبات في الجامعة في هذا التخصص ويهابونه حيث يعتقدون أنه حكر على الأذكياء فقط غير أن الحقيقة عكس ذلك.
وأفادت الأستاذة بأن الطريقة التي تعتمدها في التكوين هي التعليم بالعمل موضحة أن أغلب المصطلحات باللغة الإنجليزية ومع ذلك لم يحل الأمر دون تحصيل جيد للتلاميذ الذين أضافوا إلى رصيدهم مفردات جديدة.
حضر التعليم وإلى جانبه التكوين في الخياطة والطبخ
تتوفر دار اليتيم لعين طاية على ورشة خياطة تتكون عليها الفتيات ويعملن أيضا حيث ينجزن العديد من القطع مثل الأغطية الشتوية والقمصان والسراويل وغيرها من المستلزمات التي تحرص الجمعية على توفيرها لأيتامها وأيتام الولايات التي تتعاون معها، وفق ما أدلى به رئيسها محمد قبلي.
ولا يقتصر التكوين الذي تقدمه الجمعية للمنخرطين فيها على الخياطة فقط، بل يمتد أيضا إلى الطبخ من خلال إعداد الحلويات والعجائن التقليدية.
دار اليتيم تفتح أبوابها لأيتام الولايات الأخرى
تفتح دار اليتيم لعين طاية أبوابها لأيتام الولايات الأخرى القادمين إلى العاصمة لحاجات علاجية أو اجتماعية ولا يجدون مبيتا لهم، وفق ما أكده محمد قبلي رئيس الجمعية. وتخصص الدار لهذا الغرض غرفة مستقلة تتوفر على جميع التجهيزات من أسرّة وأغطية وأفرشة.
وقد استقبلت في هذا السياق بعض الحالات الوافدة من جنوب الوطن قصد العلاج وتم التكفل بها بما تطلب الأمر.
الجمعية تستنسخ التجربة ببلدية سليم بالمسيلة
كشف رئيس جمعية دار السلام لرعاية الأيتام بعين طاية عن تكرار واستنساخ التجربة التي عرفت نجاحا وقدمت إضافة للأيتام وذلك ببلدية سليم ولاية المسيلة وتعمل جمعية دار السلام لعين طاية بالتنسيق مع جمعية دار السلام لبلدية سليم.
وينجز المشروع بفضل الاستفادة من قطعة أرض تبرع بها أحد المحسنين انطلقت بها الأشغال منذ مدة ومن المنتظر استلامها إذا ما سارت الأمور على ما يرام مع نهاية السنة الجارية وحلول عام 2020.
ويأمل محمد قبلي في مساعدة المحسنين والخيرين لدعم المشروع الذي ستستفيد منه فئات محرومة من أبنائنا في الولايات الداخلية المعزولة، حيث تحصي الجمعية إلى غاية الآن في قائمتها الأولية 25 أرملة و56 يتيما.
وتقدر مساحة القطعة الأرضية ب 260 متر مربع إجمالا تم بناء 180 متر مربع منها.