عادت مواكب الأعراس والأفراح بقوّة في الأيام القليلة الماضية وعادت معها الألعاب النارية والمفرقعات التي تعلو السماء، في ظل المخاطر الصحية التي يسببها فيروس كورونا الذي لا يزال يحصد ضحاياه بالمئات يوميا في بلادنا، حتى في ظل المنحى التراجعي الذي يعرفه مؤخرا. ورغم قرارات منع عقد القران في البلديات ولدى الموثقين ومنع تنظيم الأعراس وتوقيف نشاط قاعات الحفلات، إلا أن بعض المتمردين يصرون على مخالفة إجراءات الحماية ويجهرون في ذلك مدوّين في السّماء بصوت المفرقعات ومدوين في الأجواء بمنبهات السيارات، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات والاستفهامات حول مدى تطبيق الإجراءات الصادرة عن السلطات سواء من قبل الهيآت المحلية أو الأمنية التي لم ير لها اثر في الميدان لتوقيف المعنيين. ويبرّر المحتفلون سلوكاتهم برغبتهم في عيش فرحة لحظة العمر بالنسبة لأصدقائهم أو أقربائهم وبأنهم يحاولون تدارك ما ضيّعوه من غياب للأحبة وابتهاج، فيما يستهين آخرون بتهديدات الفيروس الحقيقية، خاصة وأنهم لا يلتزمون أبدا بإجراءات الوقاية مثل ارتداء الكمامة أو التباعد بين الأشخاص الحاضرين فتجدهم يعانقون بعضهم ويحضنون العريس ويرفعونه عاليا وسط هتافاتهم والحال ذاته بالنسبة للنساء اللواتي يجتمعن في البيوت لتحضير الأكل والحلوى. وتأسّف مصطفى زبدي رئيس المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك في تصريح للشروق للتراخي والتلاشي المسجل في الإجراءات الوقائية من قبل المواطنين في تصرفاتهم وسلوكياتهم خاصة مع امتداد الجائحة، الأمر الذي جعل كثيرا من الناس يتخلون عن أخذ الاحتياطات في تعاملاتهم اليومية وتنقلاتهم وهو ما يتضح جليا في الطرقات والشواطئ والمساحات العامة. وأضاف زبدي أنّ العودة القوية للأفراح والأعراس والولائم تشكّل خطرا على الصحة العمومية ومن شأنها التأثير على تراجع الوباء في الجزائر، ما يستدعي التحسيس والتوعية وتدخل السلطات المحلية الرقابية والتنظيمية بحزم، لأننا لا نزال في مرحلة صعبة، واستمرار الوضع بهذا الشكل لا يخدم العائلات الجزائرية ونحن على أبواب الدخول الاجتماعي مما قد يكون سببا في عودة الوباء بقوة. واعتبر المتحدث أنّ تسجيل تراخ أو تجاوز في احترام أوقات الحجر أو ارتداء الكمامات في بعض المواضع، قد يمكن تمريره وغض البصر عنه، إلا أن إقامة حفلات في تجمعات مغلقة واستمرارها لساعات متأخرة ليلا دون تدخل من السلطات الرقابية فهذا أمر غير مقبول تماما ولا بد من الترصد لها ومحاربتها بقوة، لأنها قد تعرقل العودة للحياة الطبيعية.