أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، الأربعاء، عن مشاركة 22 منتخباً من العالم العربي في بطولة "كأس العرب فيفا" في الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر 2021 على ملاعب كأس العالم في قطر. يأتي هذا الإعلان وسط أجواء مشحونة سياسياً في المنطقة العربية بداية من الخلاف حول إعلان عدة دول عربية (الإمارات والبحرين والسودان) عن تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية. يضاف إلى هذه الخلافات الأزمة الخليجية التي نتجت عن مقاطعة أربع دول عربية (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لدولة قطر في جوان 2017، وكذلك الحرب في سوريا ومقاطعة نظام الرئيس بشار الأسد وتجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية منذ 2011. كما أن الموقف المتباين تجاه الأزمة الليبية أثار خلافات حادة بين عدة دول عربية، بالإضافة إلى الانقسام في المواقف العربية حيال الأزمة بين جبهة البوليساريو والاحتلال المغربي في منطقة الكركرات والتي اندلعت هذا الشهر والمرتبطة أساساً في كفاح الشعب الصحراوي لانتزاع حقه في تقرير مصيره على أرضه، كما أثرت هذه القضية على العلاقات بين الجزائر والمغرب ودول خليجية أخرى. وتوقع رئيس الفيفا، أن تجمع البطولة الإقليمية في قطر الملايين من عشاق كرة القدم من جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم العربي. وأكد موقع الفيفا، أن البطولة ستشهد مشاركة 22 منتخباً عربياً من قارتي إفريقيا (12 منتخباً)، وآسيا (10 منتخبات)، وبأن جميع الفرق العربية قد أعلنت موافقتها على المشاركة. وينظر إلى الرياضة على أنها أداة لجمع الشعوب في أجواء من السلام والمنافسة الشريفة والأخوية، لكن مع كل هذه الأزمات في العالم العربي يجعل من إقامة هذه البطولة وبمشاركة كل المنتخبات العربية حدثاً استثنائياً في هذا التوقيت لما له من دلالة على انتصار الروح الرياضة على الصراعات السياسية. كما تعتبر هذه البطولة فرصة للجماهير للاستمتاع بمشاهدة منتخباتها الوطنية في ظل منافسة رياضية صرفة بعيداً عن أي حسابات سياسية. فهل تثبت الرياضة هذه المرة أيضاً أنها الحل الناجع لإصلاح ما تفسده السياسة بين الدول العربية؟.