استطاع الإخراج غير المعهود لصالون المدية الرابع للكتاب أن يستقطب جمهورا واسعا من القراء في اليوم الأول من فتح أبوابه أمام الزائرين، ولعل استضافة المدية لعرض ما يزيد عن 20 مؤسسة نشر وتوزيع في خيم أعدت بشكل لائق يعتبر خطوة للخروج بالصالون من دائرة الاعتياد الممل. بالإضافة إلى حجم ونوع المحاضرات التي سينشطها طيلة أيام الصالون وإلى غاية 18 / 04 / 2008 أرمادة من الدكاترة والأساتذة في موضوعات تتقاطع مع الثقافة والفكر والفن والأدب والاقتصاد. ومن المنتظر أن تشهد قاعات الإلقاء إقبالا بالنظر إلى الوجوه المدعوة على غرار الروائي الطاهر وطار الذي سيطرح جزءا من تجربته ويبوح ب »حديث عن الثقافة والأدب«، كما أن الأديب أمين الزاوي سيكون حاضرا بمحاضرة عن »المقروئية في الجزائر«، وقد دُعي كذلك رئيس الحكومة الأسبق الدكتور أحمد بن بيتور ليشرح واقع »الإصلاحات الاقتصادية بالجزائر في ظل العولمة«، وخصص جانب من محاضرات الصالون للحديث عن »جمعية العلماء المسلمين الجزائريين« لتزامن أيام الصالون وذكرى وفاة مؤسسها الإمام عبد الحميد بن باديس، حيث سيحاضر الدكتور عبد الرزاق قسوم حول »جهود الجمعية في الحفاظ على ثوابت الأمة«، وسيعرض الدكتور وثيق بن مولود »أسس التربية عند العلامة محمد البشير الإبراهيمي«، كما سيتكلم الدكتور محمد بن سمينة عن »أسس مشروع النهضة عند الإمام عبد الحميد بن باديس، غير أن اللافت في قائمة المحاضرين هو عودة المبشر ليكزلا جيل إلى ولاية المدية التي قضى فيها زهرة عمره أستاذا للرياضيات بثانوياتها قبل أن يغادرها خلال الأزمة الأمنية التي عصفت بالمنطقة زمن التسعينيات في محاضرة جماعية مع كل من الدكتور محمد عبد النبي والدكتورة اللبنانية أسمر سميرة حول موضوع التسامح في الإسلام والمسيحية، وسيعود مفتي الأحناف بولاية المدية الراحل الشيخ فضيل اسكندر خلال أيام الصالون في ترجمة موسعة لشخصيته وحياته ومواقفه يقدمها الأستاذ محمد مصطفاوي ورجل التاريخ المختار اسكندر.