عقد البرنامج الإقليمي"ثقافة ميد" التابع للاتحاد الأوربي اجتماعا تشاوريا جمع عدد من الفاعلين في القطاع الثقافي من المجتمع المدني سواء كانوا جامعيين، خبراء أو أعضاء في جمعيات. الاجتماع الذي عقد بالعاصمة يندرج في إطار المشاورات التي يجريها برنامج "ثقافة ميد" في بلدان جنوب المتوسط منذ العام 2014، والتي تهدف لحشد مشاركة مختلف الجهات الفاعلة في القطاع الثقافي من أجل التعرف إلى أولويات وحاجيات القطاع الثقافي في كل بلد، وهذا حتى يتسنى للاتحاد الأروبي رسم خارطة مشاريعه ومساهماته في دعم عدد من الفاعلين وخاصة الجمعيات، استنادا إلى اتفاق شراكة يربط الاتحاد مع وزارة الثقافة، يخوّل لمؤسسات الاتحاد الأروبي تمويل الجمعيات الثقافية بالجزائر، حيث سبق للاتحاد أن ساعد الجمعيات التي تشتغل على التراث . ويأتي اجتماع الجزائر في إطار تحديد الإجراءات ذات الأولوية بالنسبة للجزائر، والتي يمكن إنجازها في إطار برنامج "ثقافة ميد"، خاصة وأن الجزائر تملك العديد من المقومات التي تؤهلها لتسويق ثقافتها في حوض المتوسط، حيث أوضحت كرستين دبدوب نصار المنسقة التقنية للبرنامج، والتي أشرفت على إدارة المائدة المستديرة التي جمعت الفاعلين في القطاع من المجتمع المدني، قالت إن الجزائر هي الدولة الوحيدة تقريبا في المنطقة العربية التي تملك إطارا قانونيا وتشريعيا خاصا بالثقافة زيادة على تخصيصها لأغلفة مالية مهمة لصالح الثقافة. ترمي الاجتماعات التي يعقدها البرنامج الأروبي بالجزائر إلى عرض الأنشطة التي نفّذها برنامج "ثقافة ميد" حتى الآن، وتلك المقررة للعامين القادمين، ويمتد البرنامج على مدار أربع سنوات، ويشمل عدة مجالات مثل التعليم والتدريب المهني والتوظيف في المجالات الثقافية والفنية وتحسين الهياكل المؤسسية والتعاون، وخاصة إشراك القطاع الخاص في التنمية الثقافية.
ويأتي اجتماع الجزائر تتويجا للتقرير الذي تم انجازه حول القطاع في الجزائر من قبل البرنامج الأروبي"ثقافة ميد" والذي تكفل بإعداد الخبير الدولي في المناجمنت الثقافي الدكتور عمار كساب، والذي أكد للشروق أن من أهم نقاط ضعف القطاع الثقافي في الجزائر هو غياب سياسة ثقافية واضحة ومركزية النشاطات في الوصاية الرسمية وضعف مساهمة المجتمع المدني، وهذا ما أكدته المنسقة التقنية للمشروع كرستين دبدوب نصار على هامش اللقاء أن عدة مشاريع يمكن أن تستفيد منها الجزائر، لكن ضعف الاتصال والتواصل بين مختلف الأطراف يعيق ذلك.