انضمت حماس إلى حزب الله في مواجهة التشكيك الذي وجه إليه من قبل الإعلام المصري وأكدت الحركة الفلسطينية أن حزب الله قام بما هو واجب وشرف للدفاع عن فلسطين.. هذا فيما تواصل الأجهزة المصرية الأمنية والإعلامية تتحدث عن تفاصيل وتطورات جديدة بخصوص المجموعة اللبنانية التي كانت تخطط لتفجيرات وأحداث قلاقل في مصر حسب ما تتناوله المصادر المصرية. * حزب الله يؤكد أنه لا يستهدف الأمن المصري بأي سوء وأن ماقام به إنما هو نصرة لغزة وأهلها والمقاومة فيها وأنه في هذا الباب يختلف مع النظام في مصر ويؤكد انه يعتز بهذه التهمة.. ولكن الموضوع يحتاج قراءة متأنية لكي لا يستمر التصعيد إلى درجات يصبح من الصعب التراجع عنها.. من الواضح أن حزب الله قاتل الجيش الإسرائيلي أسابيع واستطاع أن يثبت صمودا للإنسان الحر أمام غطرسة القوة وسقط العديد من شهداء الحزب في المعركة.. هذا صحيح ولكن هناك عدة أسئلة تقف أمام الحزب لابد من مراعاتها الأول: لماذا لم يقم الحزب بمساعدة الفصائل الفلسطينية بالساحة اللبنانية للقيام بعمليات فدائية ضد القوات الصهيونية من جنوب لبنان؟ بماذا يمكن أن يجيب حزب الله؟ سيقول البعض أن أمن لبنان وسلامته هو الذي يتحكم في أي خطوة عسكرية وهنا يأتي السؤال إذا كنتم تخافون على الأمن اللبناني فلماذا لا تراعون الأمن الإقليمي المصري؟ ألا ترون أن هناك مؤامرات تستهدف وحدة مصر وترابط أجزائها؟ لماذا لا تشجعوا فتح جبهات أخرى مثل السورية واللبنانية والأردنية؟ ثم ماذا يريد حزب الله فعلا بغزة؟ هل يريد أن يحولها محرقة لأهلها؟ ماهي إمكانيات غزة لكي تصبح جبهة قتال ضد عدو يستخدم من الأسلحة ما يكفي لتركيع المنطقة بكاملها. * كان يمكن أن يكون منطق حزب الله اللبناني قويا لو كان جهده مصبوبا على فتح الجبهات كلها مع العدو حينذاك تكون جهوده في مصر لنقل السلاح والمشاركة في الحرب مسالة مبدأ بغض النظر عن وجهة نظر النظام المصري ولكن الاقتصار على مصر والدخول في حرب المزايدات مع مصر أوقع الطرفين في شباك العدو، الأمر الذي لم يخفه بيرز رئيس الكيان الصهيوني حيث أعرب عن سعادته باشتعال الأزمة بين إيران ومصر دونما تدخل لإسرائيل.. * لم يتوقف الإعلام المصري للحديث عن القضية في جزئها الأمني المحدود بل توجه إلى اتهام حزب الله بالقيام بمهمات أخرى على رأسها نشر المذهب الشيعي في مصر.. أو القيام بتفجيرات لمواقع إستراتيجية. ومن الواضح أن النظام المصري يعاقب الحزب الذي طالما عيره أثناء حرب غزة... * إنها النار اشتعلت بين الحزب وحماس إلى حد ما من جهة وبين النظام المصري بأجهزته الإعلامية والأمنية.. فمن ينقذ الأمة من حرب رديئة.