في ختام زيارته لمؤسسات تابعة لقطاعه،وزير الاتصال،محمد لعقاب،من وهران: انهينا إعداد مشروع صندوق دعم الصحافة وسنعرضه على رئيس الجمهورية    قالت تحسبا للانتخابات الرئاسية المقرر يوم 7 سبتمبر المقبل: حركة البناء الوطني تنظم ندوة خصصت لشرح خطتها الإعلامية    خلال إشرافه على افتتاح ندوة ولائية للأئمة بتمنراست،يوسف بلمهدي: التوجه للبعد الإفريقي عبر الدبلوماسية الدينية أمرا في غاية الأهمية    نشاط "سيدار" لن يتأثّر بحادث وحدة تحضير المواد والتّلبيد    احتضنته جامعة محمد الصديق بن يحي بجيجل: ملتقى وطني حول دور الرقمنة في مكافحة الفساد والوقاية منه    عطاف يجري محادثات مع الأمين العام للأمم المتّحدة بنيويورك    الجزائر تنجح في تحقيق تأييد دولي "ساحق" لأم القضايا    الجزائر تقدّم 15 مليون دولار لصالح الأونروا    فوكة في تيبازة: افتتاح مركز تحضير النخب الوطنية بمعايير عالمية    اصطياف 2024..فرصة إبراز وجهة الجزائر السّياحية    خلق أزيد من 3000 منصب عمل دائم في المرحلة الأولى من العملية: تسليم قرارات تغيير النشاط وتعديل الشكل القانوني لفائدة المستثمرين بقسنطينة    إيران وسياسة الدفاع الإقليمي في الشرق الأوسط    عميد جامع الجزائر يستقبل المصمّم    أتلانتا يقصي ليفربول من الدوري الأوروبي    هلاك 5 أشخاص وإصابة 175 آخر بجروح    رقمنة السّكن الاجتماعي.. وإطلاق "عدل 3" قريبا    اتّساع حظيرة المركبات يفرض استعمال تقنية الخرسانة الإسمنتية    ارتفاع جنوني في أسعار الخضر بعد رمضان    وزارة الثقافة تقدّم ملف الزّليج لدى اليونيسكو    36 مؤسسة إعلامية أجنبية ممثّلة في الجزائر    لا بديل عن رفع مستوى التّكفّل بمرضى القلب والشّرايين    نعمل على تقليل ساعات انتظار الحجاج بالمطارات ال 12 المبرمجة    حزب التجمع الجزائري يعقد اجتماعا لمكتبه الوطني تحضيرا للانتخابات الرئاسية    الأندية الجزائرية..للتّألّق وتحقيق أفضل نتيجة    حفل افتتاح بهيج بألوان سطع بريقها بوهران    الإدارة تقرّر الإبقاء على المدرّب دي روسي    "الهولوغرام" في افتتاح مهرجان تقطير الزهر والورد بقسنطينة    في إطار دعم الاستثمار: ترحيل استثنائي لعائلين بأولاد رحمون بقسنطينة لتوسعة مصنع    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم ملتقى حول التنمية البيئية    فايد يشارك في أشغال الاجتماعات الرّبيعيّة ل "الأفامي"    ألعاب القوى/مونديال-2024 / 20 كلم مشي: الجزائر حاضرة بستة رياضيين في موعد أنطاليا (تركيا)    ادعاءات المغرب حول الصحراء الغربية لن تغير من طبيعة القضية بأنها قضية تصفية استعمار    العاصمة.. تهيئة شاملة للشواطئ وللحظيرة الفندقية    هؤلاء سيستفيدون من بطاقة الشّفاء الافتراضية    حصيلة شهداء غزة تتجاوز 34 ألف ومناشدات لتوثيق المفقودين    بجاية: مولوجي تشرف على إطلاق شهر التراث    المهرجان الثقافي الوطني لأهليل: أكثر من 25 فرقة تشارك في الطبعة ال 16 بتيميمون    "صديق الشمس والقمر " تفتكّ جائزة أحسن نصّ درامي    الملتقى الدولي "عبد الكريم دالي " الخميس المقبل..    المجمّع الجزائري للّغة العربية يحيي يوم العلم    وهران.. تعزيز روح المبادرة لدى طلبة العلوم الإنسانية    قطاع المجاهدين "حريص على استكمال تحيين مختلف نصوصه القانونية والتنظيمية"    باتنة.. إعطاء إشارة تصدير شحنة من الألياف الإصطناعية إنطلاقا من الولاية المنتدبة بريكة    انخفاض عبور سفن الحاويات في البحر الأحمر بأكثر من 50 بالمئة خلال الثلاثي الأول من 2024    ليفربول يرفض انتقال المصري محمد صلاح للبطولة السعودية    بلعريبي يتفقد مشروع إنجاز المقر الجديد لوزارة السكن    فلسطين: 50 ألف مصلي يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك    الإذاعة الجزائرية تشارك في أشغال الدورة ال30 للجمعية العامة ل"الكوبيام" في نابولي    تصفيات مونديال أقل من 17 سنة/إناث: المنتخب الوطني ينهي تربصه التحضيري بفوز ثانٍ أمام كبريات الجزائر الوسطى    تجارة: زيتوني يترأس إجتماعا لتعزيز صادرات الأجهزة الكهرومنزلية    هيومن رايتس ووتش: جيش الإحتلال الصهيوني شارك في هجمات المستوطنين في الضفة الغربية    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحتاج رئيسا يعمل 16 ساعة يوميا
رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور في منتدى "الشروق":

رسم أحمد بن بيتور، رئيس الحكومة الأسبق، صورة فيها من السوداوية الكثير عن حالة الدولة والاقتصاد والمجتمع والتهديدات الخارجية، ولكنه فضل ترك باب الأمل مشرعا عن جزائر السلم والعدالة والرفاهية في حال تواضع النظام الحالي وقبوله فكرة التغيير الجذري السلمي، مستغلا الفرصة التاريخية التي تمثلها انتخابات أفريل القادم.
قال رئس الحكومة الأسبق، إن الجزائر في حاجة ماسة إلى تشخيص صريح شامل يسمح بالوقوف عند حالة الدولة وحالة المجتمع والاقتصاد الوطني، ومعرفة وضع البلاد في محيطها الجهوي والجيو استراتيجي.
وتأسف ضيف منتدى "الشروق"، أن الدولة اليوم أصبحت ضعيفة ومميعة، حيث عجزت الدولة في حماية الأشخاص والممتلكات وإنفاذ القانون وكذلك قدرتها على تنظيم الاقتصاد، وعجزها عن ضبط السوق وتوفير سلع ذات جودة.
وعلى عكس ذلك سجل المتحدث أن السلطة تمارس تغليطا متعمدا للمجتمع، فعندما تقول إنها تمنح قروضا للشباب في إطار أجهزة التشغيل المختلفة، فهي في الحقيقية لا تساهم في خلق وظائف بقدر ما تقوم بتحويل العملة الصعبة إلى الخارج لصالح شركات تصنيع المركبات والتجهيزات التي يستوردها الشباب من الخارج بقروض الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب أو الصندوق الوطني للتأمين على البطالة، على الرغم من علم الجميع أن الشباب غير قادر على استعمال تلك التجهيزات نظرا إلى حالة الاقتصاد.
وتكون النتيجة المزيد من القيود على الشباب وعلى الاقتصاد، وتصبح الشركات الأجنبية هي المستفيدة من الطلب المحلي. ونفس السياسة في قطاع الإسكان الذي أصبح ورقة سياسية بامتياز عندما تمتنع الحكومة عن توزيع المساكن منذ 2012 و2013 وانتظار 2014 حتى يستعمل السكن كورقة انتخابية لمرشح السلطة.
وأضاف المتحدث، أنه نفس الشيء لما تتكلم السلطة عن حقوق المرأة وحقها في التمثيل السياسي، حيث أكد أنه عندما نأخذ الرقم كميا، نجد أن ثلث المجالس المنتخبة لصالح النساء ولكن في الميدان لا وجود فعليا للمرأة وحالتها متردية جدا، متسائلا عن هوية أعضاء البرلمان الآخرين وكيف وصلوا إلى تلك المؤسسة.
كما تساءل عن غياب مجلس الحكومة ودوره منذ تعديل الدستور الأخير، ومجلس الوزراء الغائب ميدانيا منذ سنوات مما جعل شؤون البلاد غير مسيرة على المستوى الأعلى. ولا يقل خطورة عن ذلك دور البرلمان الجزائري، وهو حالة غريبة جدا بين برلمانات العالم، وهو البرلمان الوحيد الذي لم يتقدم بمقترح مشروع قانون منذ 4 عهد برلمانية.
وانتقد بن بيتور، التفشي الخطير للأمراض الاجتماعية التي استفحلت في العقد الأخير في المجتمع الجزائري، وغياب الأخلاق الجماعية، وقال: "لما نكون على مستوى فردي نكون متخلقين ولما نكون كمجموعات تغيب الأخلاق"، وأصبح العنف اللغة الوحيدة لحل النزاعات المختلفة. كما أصبح الخطاب الوحيدة بين السلطة والمجتمع.
وانتقد المتحدث، الفساد المعمم والمحسوبية والجهوية وغياب قيمة العمل والإثراء الفاحش وتفقير وتهميش الفئات المتوسطة، معرجا على تردي الوضع الاقتصادي للبلاد والتبعية في الاستيراد والتصدير، حيث نستورد 75 بالمائة من السعرات الحرارية التي نستهلكها يوميا، فضلا عن التبعية المطلقة للمحروقات ليس فقط في مجال العملة الصعبة بل تعدى الأمر ذلك إلى ميزانية الدولة التي أصبحت ثلاثة أرباعها من المحروقات، وأصبحت الجباية العادية لا تغطى سوى 25 ٪ من الموازنة السنوية، مشيرا إلى أن 2/3 من الموظفين أجورهم تأتي من المحروقات، متسائلا عن مصير البلاد بدون مداخيل محروقات، في ظل ارتفاع الاستهلاك المحلي.

قال أنه لا يعمل على تخويف الجزائريين.. بن بيتور:
دعاة العهدة الرابعة هم أصحاب مصالح
يرى احمد بن بيتور أن الجزائر في حاجة ملحة وضرورية وسريعة لتغيير نظام الحكم بشكل جذري وليس الاكتفاء بتغيير الأشخاص، نافيا أن يكون الهدف من ذلك تصفية الحسابات مع شخص أو أشخاص أو مؤسسات، "بقدر ما نحن نفكر في المصلحة العليا للبلاد بهدف احتواء الأزمة وبناء مؤسسات قوية وبناء المواطنة التي تتماشى والتغيرات العالمية"، مشددا على أن رئاسيات افريل القادم فرصة سانحة لإحداث التغيير بهدوء بعيدا عن العنف الذي سقطت فيه دول الجوار، وقال "نحن سنعمل كل ما في وسعنا لتجنب ما حدث في دول الجوار، وسنكون أشد حرصا على تفادي المواجهة بين الشباب والنظام في حال رفض النظام الاستماع لمطالب المجتمع".
ويرفض رئيس الحكومة الأسبق اتهامه بتخويف المجتمع في حال فشل مسعى التغيير الشامل، كما تستعمل السلطة فزاعة الاستقرار لتمرير العهدة الرابعة، وأشار إلى وجود فرق بين الخطاب المبني على الجهل والمصالح الشخصية، والخطاب المبني على تشريح دقيق وحقيقي لحالة البلاد، و"لما نقول تشريح دقيق فنحن على قناعة أكيدة بأن البلاد تسير نحو ما لا يحمد عقباه"، مضيفا أن خطاب السلطة الحالية لا يختلف عن الخطاب الذي كان سائدا في الدول العربية قبل انفجار الأوضاع فيها بالشكل الذي رأيناه، بعد محاولات نكران الاعتراف بالواقع من طرف حكامها الذين كانوا يرددون أنهم أفضل من الآخرين.
الجزائر تحتاج لتغيير النظام بشكل جذري وليس تغيير الأشخاص فقط
ويرى المتحدث، استحالة تصور قدرة حكام الجزائر الحاليين أنهم قادرون على حكم الجزائر ل5 سنوات قادمة، مبرزا أن دعاة العهدة الرابعة هم أصحاب المصالح الخاصة الذين يريدون حمايتها، مضيفا أنه يطلب من الله موفور الصحة للرئيس بوتفليقة، مضيفا أن عدم ترشح بوتفليقة لايزال واردا، مادام انه لم يتحدث في الموضوع، ميرزا وجود مؤسسات جمهورية قادرة على التعبير بكل سيادة عن إرادة الرئيس وهي الحكومة ووزارة الاتصال، "أما الذين يتكلمون فهم لا يتكلمون باسم الرئيس".
ويقول بن بيتور أن تركيبة النظام والنتائج السلبية لنصف قرن من حكمه ستؤدي بالبلاد إلى الهوية وهو ما يستدعي وجود قوة داخل النظام قادرة على تحمل المسؤولية وتتحلى بشجاعة الاعتراف بالفشل وقبول الانسحاب بهدوء لصالح البلاد والعباد ولصالح جيل جديد، وخاصة أن الجيل الذي هو في الثمانينات من العمر تحمل مسؤولية التحرير وهو في العشرينات، ثم لا ننسى أن العالم يحكمه اليوم شباب في الخمسينات من العمر، وقال أن الجزائر تحتاج لرئيس قادر على العمل 16 ساعة في اليوم، وتحتاج لجيل قادر على تسيير البلاد بدون الاعتماد على المحروقات، والتعامل وفهم التحديات العالمية الجديدة وبناء مدرسة وفق تحديات العصر واقتصاد عصري تنافسي وفق النموذج الكوري والبرازيلي الذي يحرك اليوم الاقتصاد العالمي، كل هذه القوى نجحت، لأنها فهمت جيدا أن هناك تحديات جديدة تتطلب قيادات جديدة.
ويعتقد المتحدث انه حانت الفرصة ليكون هناك رجل رشيد في الجزائر، كما قال الله في سورة الأنعام "..فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ.."، فيجب أن يفهم هؤلاء حسبه أن الله يعطيك كل شيء، ولكن لما لم تحسن التصرف فأنت ستصبح مبلسا.

الإمكانات المالية للجزائر لم تستخدم بشكل حكيم
استثمارات جزائرية في بلدان الساحل كفيلة بضمان أمنها القومي
يرى رئيس الحكومة الأسبق، أنه لا يوجد أحسن من إقامة "مصالح مشتركة" مع دول الجوار لحماية الجزائر من الأطماع الإقليمية.
وأوضح بن بيتور، في رده على سؤال حول آليات تجاوز حالة الانسداد الحاصل في العلاقات الثنائية الجزائرية المغربية، على الأقل لتخفيض الضغط الممارس على الجزائر خاصة عن طريق "المخدرات"، أنه من باب "عندما يحتاجك يخاف عليك"، فإنه يتعين إقامة مشاريع استثمارية مشتركة بين البلدين خاصة في الميدان الزراعي، مؤكدا أن الأمن الغذائي للجزائر يتطلب التعاون مع جيراننا من الغرب.
وهو المبدأ ذاته الذي أسقطه المرشح لرئاسيات أفريل القادم، على دول الجوار من جنوب الصحراء والساحل، حيث أوضح المتحدث أنه في حال وصوله إلى قصر المرادية، سيخصص ما قيمته 300 مليار دولار في خمس سنوات، لبناء مؤسسات مشتركة بين متعاملين اقتصاديين جزائريين ومتعاملين من دول جنوب الصحراء.
ويعتقد المتحدث، أن التأسيس لمنافع متبادلة يوفر فرص العمل والعيش اللائق للسكان المنطقة، كفيلة وحدها بالقضاء على بؤر الخلافات، وتجنيب المنطقة مخاطر التوترات والأزمات، والجريمة المنظمة والعابرة للحدود، منتقدا في الوقت ذاته التركيز على بعض الزيارات الدبلوماسية للجزائر إلى دول الجنوب، في محاولة لاسترجاع امتداد الجزائر الإفريقي الذي كان في السبعينيات، وقال بن بيتور "القضية ليست مسألة زيارات ميدانية إلى دول الجنوب وإنما مسألة برامج واستراتيجية".
وذكر ضيف "الشروق" في موضوع آخر أن الإمكانات المالية للجزائر لم تستخدم بشكل حيكم، في وقت احتلت فيه دول دولا أخرى ب200 مليار دولار، مشيرا إلى أن الجزائر ضيّعت فرصة سانحة لكسب قدرات إمارة دبي الاستثمارية، لو حولت الجزائر في 2008 تاريخ المشكلة المالية لدبي جزء من احتياطاتها المتواجدة في أمريكا إلى دبي، لأصبحت اليوم دبي على مسافة أقرب من الجزائر سياسيا واقتصاديا.
وأبرز وزير المالية والطاقة الأسبق، أن الاقتصاد الجزائري أصبح اقتصادا متخصصا في تحويل موارد غير قابلة للتجدد إلى موارد قابلة للتبخر، وذلك من خلال استخراج المحروقات من باطن الأرض وتحوليها إلى دولارات في البنوك الأمريكية، مرجعا راهن الاقتصاد الوطني إلى غياب سياسة الحكم الراشد، حيث يتخذ عدد قليل من الأشخاص القرارات بصفة ارتجالية بدل المؤسسات المؤهلة.

أكد أنه لم يقتنع بعد بالمقاطعة
لم أتفق لا مع حمس ولا الأرسيدي لدعمي في الرئاسيات
كشف بن بيتور، أن تحالفاته مع شركاء سياسيين قائمة على ضرورة التغيير الجذري للنظام، وأضاف أن التحالف ليس اندماجا بقدر ما هو جمع إمكانات للوصول إلى هدف، المتمثل في تنظيم انتخابات نزيهة، مشيرا إلى أن هناك بعض التشكيلات التي كانت ضمن التحالف وصلت إلى قناعة مقاطعة الانتخابات ومنها حركة حمس والأرسيدي لأسباب لم تتوفر بعد لديه، وذلك بناء على فرضية عدم وجود انتخابات نزيهة، والتي هي فرصة لنظام الحكم ومصلحة استراتيجية للبلاد.
ونفى بن بيتور، وجود اتفاق مسبق مع التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أو حركة مجتمع السلم، لدعمه في الاستحقاقات القادمة، مؤكدا أن كل من اقتنع ببرنامجه فمرحبا به دون شروط مسبقة، وأضاف يقول "من أراد دعمنا فالباب مفتوح".
ويرى المتحدث أن فرضية التزوير قائمة، غير أنه فضّل التريث وترك الفرصة الأخيرة لنظام الحكم، معتبرا الحديث عن المقاطعة في حال ترشح بوتفليقة سابقا لأوانه، نافيا في الوقت ذاته أن يكون قد التقى مع أي مسؤول في المؤسسة العسكرية.
ورفض المتحدث تحميل الشخصيات الوطنية الموصوفة بالثقيلة مسؤولية انكفائها على نفسها وعدم المبادرة، وقال أنه لا توجد هناك شخصيات قوية بدون مؤسسات قوية"، متهما السلطة القائمة بتهميش الكفاءات وتشجيع الرداءة، مبرزا أن برنامجه الانتخابي يضمن لمثل هؤلاء فرصة لعب أدوارهم، من خلال استحداث أربع محافظات سامية على مستوى رئاسة الجمهورية، الأولى لتشجيع الكفاءات الوطنية والتحكّم في الرقمنة، والثانية خاصة بالسياسات الطاقوية والاستشراف، ومحافظة سامية لكتابة ورقة الطريق للاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأخرى لبناء المواطنة الجديدة.

بن بيتور: يجب إدخال الأفلان إلى المتحف
شبّه رئيس الحكومة الأسبق، أصحاب الشرعية الثورية بالجذور وجيل الاستقلال بالشجرة، وشدد على أن الجذور تبقى جذورا، والشجرة تبقى شجرة، وأكد أن الجزائر اليوم بحاجة ماسة إلى تقوية الشجرة وليس العروق، وهذه الأخيرة نقدّرها ونحتاجها ونعود إليها لأن الشجرة هي التي تعطينا ثمارا، ورافع المتحدث لصالح إدخال جبهة التحرير الوطني إلى المتحف، باعتبارها إرثا جماعيا لكل الجزائريين، معربا عن أسفه لإبقاء الآفلان على نفس التسمية، حيث مثلما قال: "شتان بين حزب الثورة، والذي جاء بعد الاستقلال، فالتسمية شيء والواقع شيء آخر، والأفلان هو عرق، لكن للأسف الشديد قفز إلى الشجرة".

البلديات تنتظر إشارات الشروع في المصادقة على التوقيعات
كشف أحمد بن بيتور، إنه سحب 150 ألف استثمارة توقيعات فردية و2000 استثمارة خاصة بالمنتخبين، تحضيرا لجمع التوقيعات القانونية اللازمة للترشح للرئاسيات القادمة. وأكد المترشح للرئاسيات القادمة، أن فريق حملته الانتخابية انتهى من توزيع الاستثمارات على الحلقات المشرفة على الحملة في 48 ولاية، وهو اليوم ينتظر شروع البلديات في قبول المصادقة على الاستثمارات، مضيفا أن البلديات ترفض إلى اليوم المصادقة بحجّة أنها لم تحصل على الضوء الأخضر من وزارة الداخلية، مشددا على وجود بيروقراطية غير مبررة على مستوى البلديات التي تتحجج بعدم وجود تعليمات من وزارة الداخلية. ويكشف المتحدث أنه سيعمل على جمع توقيعات من المنتخبين ومن المواطنين لتكون هناك فرص قوية على مستوى المجلس الدستوري.

المال الفاسد يحاول لعب لعبته في الرئاسيات
حذّر أحمد بن بيتور، من محاولات المال الفاسد التأثير في نتيجة الانتخابات القادمة، وأكد أن تفشي الفساد أصبح ظاهرة بارزة للعيان على جميع المستويات، وخاصة الفساد الكبير الذي يكون على مستوى الصفقات العمومية وبرامج الاستيراد والقروض البنكية، مضيفا أن رغبة المال الفاسد في السيطرة على الدولة ناجمة عن رغبة أصحابه في الاستحواذ مباشرة على السلطة، لأنهم لاحظوا أن القرب من السلطة أصبح لا يكفي للاستحواذ على المزيد من المال العام والرفاهية أكثر.
وأكد المتحدث أن أصحاب المال الفاسد يفكرون حاليا في الاستحواذ على الدولة، مضيفا أن هذه مرحلة طبيعية لتطور الفساد في أي دولة من الدول، وهذا انطلاقا من تحليل حالة بلدان أوروبا الشرقية ومنها روسيا خلال عهد بوريس إيلتسين.

ما يحدث في غرداية صورة صادقة لتمييع وضعف الدولة
قال رئيس الحكومة الأسبق والمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، أحمد بن بيتور، إن ما يجري في ولاية غرداية، مؤشر ودليل قاطع على أن الدولة ضعيفة ومميعة. وأكد أن الأخيرة عجزت عن توفير الأمن والحماية للمواطنين وممتلكاتهم.
وأوضح ابن ولاية غرداية أن الانفلات الذي تعرفه الأوضاع في هذه المدنية، خاصة عندما تصل الأمور إلى الموت وحرق المنازل، فذلك ناقوس خطر، يجعل من المبادرات المحتشمة للسلطات العمومية، مجرد فلكلور لا يقدم ولا يؤخر شيئا، بل يزيد بمرور الوقت الأمور تعفينا. وأضاف أن المسالة اليوم أصبحت أكبر من أن تحتويها تحركات الأعيان والمشايخ وكافة مبادرات الأفراد والجماعات، بل يفرض التراكم تشخيصا علميا دقيقا للأحداث والأسباب الحقيقية التي أدت إلى نشوبها.
وأبرز بن بيتور الذي نزل ضيفا على منتدى "الشروق" أن ما يحدث في غرداية، هو نتاج عدة تراكمات، زادتها الظروف الاجتماعية الصعبة تعقيدا، جازما باستغلال هذا الوضع من طرف أناس لم يحدد هويتهم من أجل البروز. وأضاف أن الحلول القمعية التي تلجأ إليها الدولة في كل مرة لن تؤدي إلى نتيجة، وقال: "ليس بقوة العنف نحل المشاكل، حقيقة يمكن أن تُسكت المواطنين يوما أو يوميين ولكن لا يمكن إسكاتهم إلى الأبد".
وخاطب المتحدث السلطة بالقول: "إذا كانت لديك إرادة سياسية لإيجاد حل لما يحدث في غرداية، فنحن مستعدون لتجسيد هذه الإرادة على أرض الواقع"، من خلال توفير الإمكانيات وسلطة القرار لإيجاد حلول جذرية متوسطة وبعيدة المدى.
وذكر بن بيتور أن الجزائر بحاجة ماسة اليوم إلى رجل مطافئ لإخماد النار ومهندس لبناء المؤسسات. وهو ما يحيلنا- بحسبه- إلى الحديث عن أهم ميزات الرئيس الذي يجب أن يحكم الجزائر في المستقبل، والذي يجب أن يكون قادرا على إطفاء النار، لأنه لا يمكن أن تنمي البلد والنار مشتعلة، ولكن ذلك لا يكفي وحده في حال لم نبن مؤسسات دائمة تحافظ على البلاد وتحول دون اشتعال النيران".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.