شدّدت "نعيمة صالحي" رئيسة حزب العدل والبيان، الخميس، على أنّ السلطة الحالية في الجزائر فعلية، مستغربة جنوح البعض لتصنيف المعارضة، وفي حوار خصّت به "الشروق السياسي" انتقدت صالحي "عبد الرزاق مقري" رئيس حركة مجتمع السلم، وخاطبته محتدة: "من تكون أنت يا مقري حتى تصنّف الناس"، مطالبة بكشف الريع الذي غنمته حمس أيام ارتماءها في أحضان السلطة. كلام كثير تردد في الكواليس غداة انسحابكم من قطب قوى التغيير، ماذا هناك بالضبط؟ انسحبنا لرفض أعضاء القطب المذكور أي مشاورات مع السلطة، بينما رأينا غير ذلك لأنّ المقاطعة والامتناع يتناقضان مع أساسيات الممارسة السياسية، بالنسبة لنا السلطة الحالية في الجزائر تظل فعلية، فإذا لم نتعامل معها، هل نتعاطى مع هولاند؟ لا بدّ من احترام المنطق والكف عن التأرجح. عن أي تأرجح تتحدثين؟ هل تلمّحين إلى تخبطات تطبع فاعلي قطب قوى التغيير؟ لاحظوا كيف أنّ هؤلاء شرعوا في تصنيف المعارضة مع أنه ليس لهم الحق في القيام بذلك، قبل سنتين وبالضبط غداة التزوير الخطير الذي انتاب التشريعيات، طالبنا بعدم دخول البرلمان وخلق معارضة مؤثرة سيما وكان يمكن لذلك أن ينتج الكثير، لكن لا حياة لمن تنادي، وتحديدا كل من مسؤولي حمس وكذا العدالة والتنمية قالوا بصريح العبارة: "ليس لدينا القدرة على السيطرة على نوابنا"، كما أنّ هؤلاء انسحبوا من دون مبرر من البرلمان الشعبي الموازي الذي استحدثناه، مع أنّ الأمر كان يتعلق بمبادرة رائعة جدا. هجوم كبير طالكم بعد ارتضاءكم المشاركة في مشاورات الدستور .. بصراحة لست أفهم تصريحات "عبد الرزاق مقري" رئيس حمس ووصفه من ذهبوا للمشاورات ب"الخونة وعديمي المبادئ"، خرجته تنطوي على تناقض، فكيف يفسر ما فعلته حمس وهو أكبر بكثير أيام ارتماءها في أحضان السلطة، أقول له : من تكون أنت يا مقري حتى تصنف الناس؟ نطالب بالاطلاع على الريع الذي جمعته حمس أيام تواجدها في السلطة، مقري لم تحدث عن أملاكه لم يقل كل شيئ عكسنا نحن الذي قلنا كل شيئ، تحدث عن قصره في ضاحية الدرارية مع أنّ له أكثر. أرفض أن يتم اتهامي لأني نظيفة وتاريخي نظيف، وأنا أعرف قادة الاسلاميين والوطنيين ورجال السلطة في العمق، أعرفهم جميعا، بينما هم ليس لديهم أي شيئ عليّ، لذا يصل صوتي سلسا إلى الشعب، وأحب أن أبرز رفض العدل والبيان المشاركة في أي جهاز تنفيذي، وسنشارك فقط في حكومة ائتلافية. ماذا عن ندوة الانتقال الديمقراطي الذي ستقام بزرالدة في العاشر جوان الجاري؟ لم توجّه لنا الدعوة لحضور الندوة وحتى وإن دُعينا لن نحضر لاختلاف رؤانا، أفيدكم أنّه لما ذهبنا كخمسة رؤساء أحزاب بمعية "علي بن فليس" إلى منزل "أحمد بن بيتور"، استهجن عرّابو الانتقال الديمقراطي قدومنا بداعي دعوتهم بن فليس فحسب. هؤلاء لا يقومون بالمعارضة بل يؤججون جبهات عراك، نواياهم ليست سليمة للمعارضة وخدمة البلاد ماذا عن الجدل المحتدم حول حلّ البرلمان؟ نقول أنّ مرحلة جديدة برئيس في عهدة جديدة تفرض حل البرلمان لسببين: طبيعة المرحلة، ولسبب ثان أهم يكمن في أنّ البرلمان الحالي مطعون بشرعيته، ونوابه ليسوا بتمثيليين، وعليه سنقترح في جلسات مشاورات الدستور، حل البرلمان والمجالس المحلية مع البدء في الأخيرة بغرض تشجيع الاحزاب على بناء القواعد. ماذا عن مقترحاتكم لتعديل الدستور؟ حزب العدل والبيبان بصدد تحضير مدونة لمشاورات تعديل الدستور، لدينا ورشات كثيرة حول المسألة عبر قواعدنا في الولايات، كما طلبنا من قيادات العدل والبيان التوجه للجامعات والاطلاع على دساتير العالم، وأشير هنا إلى كون الدستور الفرنسي فيه كثير ما يناسبنا في مجال الديمقراطية والقضاء. ماذا عن نشاطكم الحزبي في قادم الأشهر؟ نهتم حاليا بتدريب كوادر الحزب وتمكينهم من دورات تكوينية ممتدة في الزمن، وفق برنامج رسكلة طويل المدى، أنجزنا منه ومضتين ونحن نستمر لأنّ تشكيلتنا تتألف في مجموعها من الشباب بنحو 99 بالمائة وعلينا تأطيرها وتحضيرها للمستقبل. كما نتواجد في اتصال مع أعيان المالكية في غرداية، أين تلقينا تقارير سوداء عن الوضع هناك وأحجم حاليا عن كشفها حتى لا أسهم في تعميق الأزمة، كما أشير إلى وقوفنا على المعارضة الشديدة لأهل الجنوب بأدرار وباقي المناطق لشروع الحكومة في استغلال الغاز الصخري، وهو ما نقتنع به لأننا لم نصل إلى تكنولوجيات غير ضارة بالبيئة والقشرة الأرضية، كما لا نريد المساس بثروات الأجيال القادمة. لا نخفيكم أننا سنبحث المسألة مع خبراء إقتصاديين، سيما وأنّ الجزائر تقامر ببيئتها، ولا نرى أنّ الأمر معزول عن السياق الدولي وما حصل في أوكرانيا.