تعكف قيادات تنسيقية الانتقال الديمقراطي على استغلال نجاح الندوة الوطنية الأولى للحريات والانتقال الديمقراطي المنعقدة مساء الثلاثاء بالجزائر العاصمة، للضغط على السلطة، وتقترح لأجل ذلك توسيع المشاورات وترقية التنسيقية إلى تحالف وطني من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، وصياغة وثيقة مرجعية توافقية سيتم عرضها على السلطة. ودخلت التنسيقية فور ختام ندوتها التي كللت بالنجاح من خلال نوعية الحضور وعدده، في سباق مع الزمن من أجل بلورة التوصيات الواردة في مداخلات المشاركين، إلى مقترحات ستعرض على السلطة في أقرب الآجال، وينال المقترح الذي تقدم به رئيس الحكومة الأسبق والمشرف على أشغال الندوة أحمد بن بيتور، والمتعلق بتأسيس تحالف وطني من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، الحيز الأكبر من اهتمام قادة التنسيقية والكثير من المشاركين في الندوة. ورغم ما حققته الندوة من نجاح وتصدر للمشهد الإعلامي، لا تزال تساؤلات كثيرة تطرح حول الهدف الذي تسعى التنسيقية المنظمة إلى تحقيقه، وهو التساؤل الذي طرحه رئيس حركة مجتمع السلم وعضو التنسيقية عبد الرزاق مقري قائلا على صفحته ب"فيسبوك" الندوة تاريخية ولكن ماذا بعد؟ ليجيب" لاتوجد عبارة ترددت في قاعة مازافران في ندوة الانتقال الديمقراطي ككلمة "تاريخية"، كون الندوة حدثا تاريخيا غير مسبوق منذ الاستقلال"، أما عن ما ذا بعد " ستعمل التنسيقية على تجسيد التوصيات، بتعديل أرضية الندوة على ضوء مداخلات ومساهمات الحضور لإخراج وثيقة توافقية تصبح وثيقة نقاش مجتمعي وتوجه للسلطة الحاكمة، وتعمل في نفس الوقت على الاتصال بالشخصيات والأحزاب الأساسية لتشكيل هيئة التشاور والمتابعة المتفق عليها، التي ستكون هيئة مهمة في تأطير تنسيق جهود المعارضة من أجل الإصلاح والتغيير. وحسب مقري ستواصل التنسيقية جهودها في توعية الرأي العام وتعبئة الإرادة المجتمعية السلمية من أجل الإصلاح والتغيير من خلال الندوات الموضوعاتية والأنشطة السياسية والتنسيق في المواقف وفق ما يتفق عليه" . وكان المشاركون في ندوة الثلاثاء قد دعوا السلطة إلى "التعاطي بإيجابية مع مسعى الانتقال الديمقراطي المقدم من طرف الندوة، محذرين من "تفشي الفساد بشتى أنواعه وتفاقم البيروقراطرية والمحسوبية وغياب رؤية اقتصادية للتنمية الشاملة من شانها تحرير الجزائر من التبعية". كما أكدوا عزمهم على "التواصل المستمر والفعال مع جميع فئات الشعب من اجل ترسيخ الديمقراطية وتحصين الحقوق وتوسيع الحريات من خلال تنظيم ندوات موضوعاتية وأنشطة سياسية أخرى يشارك فيها الشباب والمرأة. وجاء في البيان الختامي للندوة، أن هذا اللقاء يؤسس لمرحلة جديدة من النضال السياسي.