يعاني سكان المقاطعة الإدارية لعين صالح، البالغ عددهم 65 ألف نسمة، من تدني الخدمات الصحية المقدمة على مستوى المرافق الصحية بالمقاطعة، من حيث ضعف الهياكل والنقص الفادح في الطواقم الطبية خاصة في مختلف التخصصات الطبية. فعلى مستوى كامل تراب الولاية المنتدبة، توجد مؤسسة استشفائية واحدة مخصصة للمرضى الذين تتطلب حالتهم الإقامة بالمستشفى، لا تزيد سعتها عن 60 سريرا، بمعدل سرير واحد لأكثر من ألف نسمة، وهو رقم بعيد جدا حتى عن المعدل الوطني، وخلق ذلك نوعا من الاكتظاظ عبر أجنحة المستشفى، فمثلا في جناح الأمومة والطفولة الخاص بعملية التوليد، يبقى عدد الأسرة غير كاف فيه، مقارنة بعدد الولادات التي تتجاوز 50 حالة يوميا، بينما عدد الأسرة لا يتجاوز 10، ما يولد ضغطا كبيرا على المصلحة، إذ يطلب من النسوة المغادرة بعد 12 ساعة من الوضع لترك المكان لسيدة أخرى في وضع ولادة. ويتواصل حرمان سكان عين صالح والبلديات التابعة لها من إجراء التشخيص بواسطة جهاز السكانير، رغم وجود الجهاز، ويرجع ذلك إلى انعدام طبيب مختص في الأشعة، ما عطل عملية استغلال الجهاز، الموجود منذ سنوات، رغم أنه كلف الخزينة العمومية عشرات المليارات، ما يجبر المرضى على التنقل إلى ولاية غرداية، قاطعين مسافة 2800 كيلومتر ذهابا وإيابا لإجراء فحص بالسكانير. أما قاعات العلاج على مستوى قرى الجهة، فتنعدم فيها مداومة الأطباء، بسبب عدم توفر السكنات الوظيفية لإقامة الأطباء، ما جعل هؤلاء يرفضون العمل في تلك المناطق. وأمام هذا النقص الكبير في السكنات الخاصة بالسلك الطبي من جهة، ونقص عدد الأطباء المختصين من جهة أخرى، حاولت وزارة الصحة استدراك الوضع من خلال برمجة مشروع إنجاز مستشفى بسعة 120 سرير، بالقرب من منطقة اجواليل. وبحسب مسؤول بمديرية الصحة والسكان في ولاية تمنراست، فإن الأشغال ستنطلق بداية الأسبوع القادم، وبحسب ذات المتحدث، فقد تم إسناد مهمة الإنجاز إلى الشركة الوطنية "كوسيدار"، علما أن التكلفة المالية للمشروع تتجاوز 292 مليار سنتيم، على أن تدوم الأشغال 30 شهرا، كما استفادت المدينة من عملية توسيع لمصلحة الأمومة والطفولة من أجل الرفع من عدد الأسرة فه. وبخصوص النقص الفادح في عدد الأطباء المختصين، أوضح ذات المصدر ل "الشروق" أن ذلك يرجع إلى الظروف المناخية القاسية التي تطبع المنطقة، رغم أنه في المدة الأخيرة تم استقدام أطباء من كوبا، لسد النقص المسجل في أطباء الاختصاص لكن ذلك يبقى غير كاف لرفع مستوى الخدمات في المقاطعة الإدارية بعين صالح.