التقى أوّل أمس شباب منطقة مزغران بزاوية سيدي بلقاسم بمستغانم في وقفة للذكرى على واحدة من أهم المعارك التي عرفتها المنطقة في القرن 16 و هذا حتى لا ينسى جيل اليوم تاريخ المنطقة العريق، و قد أشرف على هذه المبادرة و الوقفة التاريخية ابن المنطقة السيد عبد القادر بن دعماش. حيث تعد معركة مزغران من أهم و أكبر المعارك التي شهدتها المنطقة و التي دارت رحاها يوم 26 أوت 1558، حيث انتصر فيها الجيش الجزائري آنذاك بقيادة حسن باشا على الإسبان و تكبدوا هزيمة نكراء و خسائر فادحة في الأرواح، و كانت هذه المناسبة فرصة لتذكر أمجادنا و تاريخنا الحافل بالبطولات و الإنتصارات، حيث تفضل السيد عبد القادر بن دعماش بشرح أهم التفاصيل المتعلقة بهذه المعركة كما عرج على أهم المحطات التاريخية التي سبقت هذه المعركة و كانت سببا مباشرا في تحقيق هذا الانتصار، و قد وصلتنا وقائع هذه المعركة بأدق تفاصيلها عن أمير الشعراء في زمانه سيدي لخضر بن خلوف في قصيدة طويلة كتبها حيث كان شاهدا على هذه المعركة الكبيرة، و المعروف تاريخيا أنّ الجيش الإسباني الذي مكث بوهران قرابة القرن من الزمن حاول أن يحتل المغرب العربي إنطلاقا من وهران و في محاولات متكررة بدءا بالجزائر العاصمة حيث في سنة 1541 غزى الملك الإسباني شارلكان ميناء الجزائر بعدد كبير من السفن لكن عواصف هوجاء حالت دون ذلك و حطمت جميع السفن و لم تبق إلاّ سفينة شارل كان الذي عاد أدراجه، و في سنة 1543 حاول الإسبان أن يدخلوا إلى مستغانم إنطلاقا من وهران لكن باءت محاولتهم بالفشل، و كذلك في 1547 حاولوا مجددا لكن لم يستطيعوا و عادوا أدراجهم، و في سنة 1558 استنجد الحاكم الإداري الإسباني بوهران بملك إسبانيا و طلب منه أن يزوده بالمدد العسكري و يبعث له جيشا كبيرا يمكنه من تحقيق مهمته و هي دخول مستغانم، و بالفعل بعث له الملك الإسباني 1200 جندي لكنهم لم يصلوا إلى الجزائر و غرقوا في البحر، في الوقت ذاته تحرك أعيان منطقة مستغانم آنذاك و على رأسهم سيدي بن خلوف و اتجهوا في شكل وفد إلى الجزائر العاصمة لملاقاة الباي الذي زودهم بالجيش، هذا الجيش الذي كان يزدادوا عدده كلما مر في طريقه بمنطقة أو قبيلة إلى أن وصل إلى مستغانم ليحقق نصرا كبيرا ما زال أهل المنطقة يتذكرونه و يتناقلون نشوته جيلا بعد جيل. نسيمة. ش شارك: * Email * Print * Facebook * * Twitter