تعيش عدة عائلات قاطنة بحي "الحميز2 " ببلدية دار البيضاء معاناة بسبب غياب الشروط الصحية، فضلا عن غياب المرافق الترفيهية، مما أدى إلى انتشار الفئران والحشرات وتفشي الأمراض. وقد لاحظنا عند زيارتنا للحي حجم المعاناة التي يعيشها قاطنوه، شاهدنا بيوتا قصديرية مصنوعة من الطوب والقرميد على وشك الانهيار، محاطة بمياه الصرف الصحي والقمامة المبعثرة في كل مكان وسط روائح كريهة. كما اصطدمنا لدى دخولنا أحد المساكن برائحة الرطوبة الشديدة التي قالت لنا ربة البيت إنها تتسبب لها ولأبنائها في الإصابة بأمراض الحساسية ونغصت عليهم حياتهم. معاناة السكان لم تتوقف عند هذا الحد، حيث إن بعضا منهم اضطروا بسبب عدم ربطهم بالتيار الكهربائي، للجوء إلى أسلاك تعتلي منازلهم، رغم ما يشكله ذلك من خطورة كبيرة على حياتهم، مؤكدين أنهم لجأوا إلى البيوت القصديرية بسبب أزمة السكن الخانقة التي يتخبطون فيها منذ سنوات. قد قال بعض قاطني البيوت القصديرية إنهم أصبحوا ينامون ليلا بالمناوبة خوفا من الفئران التي غزت غرفهم الضيقة وتسببت حسبهم في حوادث كادت تودي بحياة الأطفال، حيث أكد أحدهم أن ابنه الصغير استيقظ من النوم، ليجد فأرا كبيرا الحجم فوق وجهه، كاد يصيبه بعضة لولا تدخل أهله لإنقاذه. وهو وضع زاده سوءا أزمة المياه التي يعانون منها منذ مدة. وناشد السكان السلطات المحلية ضرورة التدخل العاجل لوضع لمعاناتهم بترحيلهم في أقرب الآجال من البيوت القصديرية التي يعيشون بها إلى سكنات لائقة ضمن برنامج القضاء على السكنات الهشة، مشيرين إلى أنهم لم يتلقوا ردا منذ قيام أعوان البلدية بمعاينة سكناتهم منذ حوالي شهرين. كما أعرب السكان من جهتهم عن مدى استيائهم الشديد بسبب الظروف المعيشية التي يتخبطون فيها، خاصة أن البيوت القصديرية التي يقطنون فيها تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة، مطالبين السلطات المحلية بضرورة الالتفات إليهم في أقرب الآجال، بعدما أكدوا أن مصالح البلدية قد أدخلتهم في طي النسيان، وقد عدد السكان جملة من المشاكل التي يعانون منها، أولها البيوت الفوضوية التي ما لبثت أن تتسع رقعتها، فبالإضافة إلى مشكل المياه الصالحة للشرب وغياب قنوات الصرف الصحي التي تكبد هؤلاء السكان مبالغ كبيرة لإنجازها على حسابهم الشخصي وسط أزقة الحي، يشكو المواطنون من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. ويضاف إلى هذه المشاكل خطر مادة الأميونت التي تسببت في تحويل سكان مختلف البيوت القصديرية المتواجدة على مستوى بلديات العاصمة إلى مرضى مصابين بالربو.