ال رئيس الجمهورية التونسية، الباجي قائد السبسي إن تردي الوضع الأمني والاقتصادي في تونس يعود إلى مخلفات تجربة حكم الإسلام السياسي، الذي قال إنه كان متساهلا مع الإرهابيين والمجموعات المتطرفة. كما أرجع السبسي هذا الوضع في ردوده على أسئلة عدد من ممثلي وسائل الإعلام البحرينية في لقاء جمعه بهم في مقر إقامته بالعاصمة البحرينية المنامة، إلى تأثيرات النزاعات الدائرة في الجارة ليبيا في غياب دولة للتحاور معها والانتشار الواسع لمجموعات مسلحة تتنازع على السلطة. ولاحظ رئيس الجمهورية أن تونس تواجه هذه المخاطر التي تهدد أمنها واستقرارها بمفردها، ولم تتلق بعد أية مساعدة من الخارج، مشددًا على أن مقاومة آفة الإرهاب ذات البعد الدولي تتطلب استراتيجية موحدة بين مختلف البلدان. وفي الأثناء، يسود هدوء حذر مدينة القصرين التونسية، بينما يستمر تدفق العاطلين على مبنى الولاية التي شهدت احتجاجات استمرت أياما. وتعاني مدينة القصرين، بداية شرارة الاحتجاجات الأخيرة، كغيرها من مناطق تونس من وضع اقتصادي صعب. غير أن للمدينة خصوصية حيث ترتفع نسبة الفقر وتزيد معدلات البطالة ما يجعلها قنبلة اجتماعية واقتصادية موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة. وترتبط الأسباب التي تجعل من القصرين وسط غرب تونس بؤرة توتر اجتماعي وسياسي في تونس بمعضلات اقتصادية واجتماعية من بينها البطالة والفقر. وهذه المشاكل قد يحتاج حلها وقتاً أطول مما يتصور محتجون قالوا إنهم أعطوا مهلة لحكومة تدعو إلى التحلي بالصبر ومنحها المزيد من الوقت. وقال أحد السكان إنه رغم قدرته على العمل والشهادات وثقافته يعيش على مساعدات الأصدقاء ذاكراً أن السكان أعطوا مهلة للسلطات وإذا لم تتخذ قرارات سينفجر بركان القصرين من جديد. وفيما يترقب سكان القصرين قرارات تغير وجه الحياة البائس في مدينتهم يسود هدوء حذر ويستمر تدفق العاطلين على مبنى الولاية بحثاً عن فرص عمل ويكاد اليأس يسيطر على نفسية شباب حصل على شهادات عليا وينتظر التوظيف منذ بداية الثورة التي دخلت عامها السادس. وقال شاب إن معه شهادات عليا في الكيمياء من جامعة صفاقس وينتظر التوظيف منذ سنوات طويلة. وفي ظل انتشار أمني مكثف ترغب السلطات في استمرار هدنة اجتماعية في المدينة.