ثمّن أستاذ الاقتصاد بجامعة أم البواقي، البروفيسور مراد كواشي، المكاسب الاجتماعية المحققة للطبقة العاملة في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن هذه الإنجازات جاءت ثمرة للاستراتيجية الاجتماعية والاقتصادية التي تبنتها الدولة تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. وفي تصريحاته خلال مشاركته في برنامج "ضيف الدولية" عبر أثير إذاعة الجزائر الدولية، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للشغل، أشاد كواشي بالإصلاحات العميقة التي مست الأجور والتشريعات المهنية، مشيرًا إلى أن رفع الأجور بنسبة 47% لأول مرة في تاريخ الجزائر، وتثبيت عشرات الآلاف من العمال في مناصب دائمة، يعدّان من أبرز مظاهر التمكين الاجتماعي. وأوضح المتحدث أن الدولة شرعت في مراجعة القوانين الأساسية لمختلف الفئات المهنية، لا سيما في قطاعي التعليم والصحة، بما يكفل تحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية للعمال. كما أشار إلى الجهود المبذولة لحماية القدرة الشرائية للجزائريين ورفع معاشات المتقاعدين، وهو ما أسهم في خلق بيئة اجتماعية مستقرة ومشجعة على تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية. وفي معرض حديثه عن التشغيل، كشف كواشي عن تسجيل 13 ألف مشروع على مستوى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، يُرتقب أن تساهم في خلق ما لا يقل عن 316 ألف منصب شغل جديد. كما تطرق إلى المشاريع الهيكلية الكبرى، مشيرًا إلى أن مشروع "غار جبيلات" وحده سيوفر 25 ألف منصب عمل مباشر و125 ألف منصب غير مباشر. أما مشروع الفوسفات في شرق البلاد، فسينتج عنه 12 ألف منصب مباشر في مرحلة الإنجاز، بينما سيوفر 6 آلاف منصب مباشر و24 ألف غير مباشر خلال مرحلة الاستغلال، ما يعكس الديناميكية التي يشهدها سوق العمل الوطني. وشدد البروفيسور كواشي على أن هذه التحولات الاجتماعية تمت في ظرف اقتصادي عالمي يتسم بالأزمات، معتبرًا أن القرارات التي اتخذتها الدولة الجزائرية في السنوات الأخيرة كانت "تاريخية وشجاعة"، وأسهمت في حماية مصالح الطبقة العاملة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي في البلاد.